البصرة تعيش منذ اكثر من شهر محنة كارثية حقيقية . في ظل انعدام أبسط مقومات الحياة , انعدام ابسط حقوق الانسان والحيوان معاً . تعاني البصرة الهلاك والحرمان . محرومة من الكهرباء . محرومة من المياه الصالحة للشرب , حتى لشرب الحيوان وليس للانسان . محرومة من الخدمات . محرومة من العلاج الطبي والصحي . تعاني من حالا التسمم من المياه الملوثة والمسمومة . وبلغت حالات التسمم الى حالة رهيبة ومخيفة , والاحصائيات تشير الى ارقام مخيفة بحالات التسمم , ازدحمت بهم المستشفيات الحكومية والاهلية والعيادات الطبية الخاصة , بلغت حالات التسمم اكثر من 30 ألف حالة تسمم . ووزيرة الصحة تحاول اخفاء الحقيقة المخيفة من حالات التسمم التي اصابات المواطنين , بقولها ان حالات التسمم حصلت بشكل بسيط وعولجت وانتهى الامر , ليس مهزلة المهازل التي تعودنا عليها في اخفاء المسؤولية واخفاء الجريمة , من هؤلاء الذين يعيشون في ابراج عاجية مطلية بالذهب والدولار , وانما الغطرسة الصلفة والوقحة , التي لاتحترم حياة المواطن , بهذا الاستهتار والاستهانة بحياة المواطنين . رغم ان كارثة التسمم من المياه الملوثة اصبحت العامل الاول المخيف في حياة أهل البصرة , اضافة الى ان البصرة اصلاً , تعاني الفقر والبطالة والحرمان والاهمال , رغم انها ترقد فوق بحر من الذهب الاسود . وتعتبر مائدة الغذائية للعراق بخيراتها الوفيرة . لكنهها محرومة حتى من الفتات , التي ترمى الى الكلاب والحمير . في ظل هذه الكارثة الحقيقية . منشغلة احزاب العار . بكل ماكنتها المالية والحزبية في الهوس المجنون , في التنافس الحاد في صراع على أكل وقرض الكعكة . كنهش الكلاب الجائعة . من اجل الحصول على تشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر , حتى تشكل الحكومة المفاسد , والاستيلاء على السلطة والنفوذ والمال . كأنهم في عراكهم الشرس والضاري . كأنهم عصابات المافيوية , او عصابات قطاع الطرق . وهم نفس الوجوه القديمة , تتداول وتتداور على المشهد السياسي , بالاستنساخ والتدوير طبق الاصل , كتدوير النفايات على مدى 15 عاماً . وما يملكون في جعبتهم , سوى الخساسة والنذالة , وانعدام الشرف والضمير . ليس في جعبتهم سوى الوحشية تجاه الشعب بطوائفه عموماً . من اجل قهر وتركيع الشعب , حتى يكون عبداً ذليلاً , مهان الكرامة والرجولة . فهم يعتقدون ان وسائل القمع والعنف المفرط , واستخدام الرصاص الحي . وكل يوم نسمع عن سقوط شهداء ابطال من المتظاهرين في البصرة المنتفضة على افاعي الفساد والفاسدين , من اجل تحقيق ابسط حقوق المواطن . من هذه العصابات الوحشية , التي لم تقتصرفقط على وسائل القمع والارهاب بقتل المتظاهرين , وانما تطاولت بقطع الانترنت والتواصل من المدن الثائرة . هذا حقيقة خراب عصابات المافيا بأحزاب الفساد الحاكمة . خلقوا من العراق دولة فاشلة وشعب ممزق ومحروم من ابسط شروط الحياة .
وكأن الكارثة التي اصابت البصرة ليس لها قيمة , امام الهوس المجنون في السعي لتشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر , بكل وسائل الغش والتزييف والاحتيال والتزوير , لقد فتحوا المزاد العلني لصفقات المالية في شراء ضمير النواب , في سبيل الحصول على توقيع النائب في الانضمام الى كتلهم النيابية , حتى وصل توقيع النائب بالمزاد العلني بسعر وصل الى 20 مليون دولار لتوقيع الواحد , والمزايدات مستمرة في ارتفاع السعر لشراء النواب بالمال الوفير المسروق من ضلع الشعب .
والمصيبة نسمع منذ اكثر من شهر , عن الوعود بالمعالجة العاجلة والفورية لحالات تلوث المياه الملوثة بالسموم . ولكن لم نجد لها آثر فعلي على الواقع , بالعكس نجد تفاقم الازمة في مسألة العطش والتلوث , قد يهدد الوضع المتأزم بالغليان الشعبي العارم . الى انفلات الاوضاع بالفوضى , عندها سنشهد المزيد والمزيد من القتلى والجرحى كل يوم , وفقدان السيطرة الكلية في ضبط الوضع الامني والحياتي ……………………….. والله يستر العراق من الجايات !!