بلا شك اننا كتبنا عن التاريخ المعاصر لكوردستان في مقالاتنا السابقة وبينا فيها كل ما نعلم عن ايامها الجميلة والعصيبة ، بدأ بنضالاتها الى احتفالاتها وثم مكتسابتها وانجازات رجالاتها المناضلين ومآثرها ، واليوم وقوفنا على يوم من ايامها سجله التاريخ ليكون النتيجة التي تمخضت عنها جميع النضالات والمآثر لنتعبره تاج ايامها ، ذلك اليوم الذي خرج فيه ابناء كوردستان الجنوبية ليقولوا كلمتهم الحق في تقرير مصيرهم، متوجين نضالاتنا ورفاة مقابرنا الجماعية وارواح شهدائنا بكلمة نعم لكوردستان مستقلة ، نعم لحرية شعب كوردستان نعم للنهج الخالد في العدالة الاجتماعية ، محققين بذلك اكبر عرس ديمقراطي حقيقي في الخامس والعشرين من ايلول 2017 ذلك اليوم الكوردستاني المتوج وطنيا وقوميا وتاريخيا، ذلك اليوم الذي هز عروشا وممالك الكثير من الجبابرة والطغاة .
فالخامس والعشرين من ايلول هو يوم وطني لكوردستان بامتياز كونه جاء بامر من ابن كوردستان وزعيمها سيادة الزعيم مسعود بارزاني الذي حمل الامانة وسار وفقها ، وثانيا هو اليوم الذي اتفق فيه شعب كوردستان بكل الوانه واطيافة واشكاله قوميا ودينيا ومذهبيا بجهاتها الاربعة بانه يوم حق، بالرغم من انه تم في كوردستان الجنوبية فقط، وثالثا يعتبر وطنيا كونه جاء تحديا للحكومات والعروش التي اضطهدت كوردستان عبر التاريخ المعاصر.
اما اعتباره يوما قوميا فلكونه جاء نتيجة نضالات الشعب الكوردي المظلوم وبيشمركته الابطال وكان مطلبا قوميا للكورد بذلوا من اجله الالاف المؤلفة من الشهداء وعقدوا العشرات من الاتفاقيات المحلية والدولية عبر التاريخ.
وكان قوميا ايضا كونه يوم الوحدة الكوردية والكوردستانية ووحد الاحزاب والحركات والعشائر والافكار والخطابات باتجاه تقرير المصير شعب كوردستان وبين للعالم عدالة نهج بارزان الذي سار به البارزاني الخالد واصطفافه مع الشعب الكوردي والكوردستاني وحقوقه المهضومة .
اما تاريخيا يعتبر الخامس والعشرين من ايلول 2017، حدثا تاريخيا، كونه دخل تاريخ الشعب الكوردي والكوردستاني من أوسع أبوابه وهو يوم سيحتفل به الشعب الكوردستاني كل عام، مثلما يحتفل بالعيد الوطني نوروز.
في الختام نؤكد بان شعب كوردستان صان الامانة حاملا الراية مع البارتي ليعيد التوازن الى كوردستان الجنوبية واعادة لملمة الجراح بعد الهجمة الشرسة المفتعلة من قبل اعداء الديمقراطية والحرية داخليا وفي الجوار الاقليمي مستندا بذالك الى عدالة النهج وحكمة الزعيم مسعود بارزاني .
فالف تحية لشهداء الحرية في العالم والى جميع دعاة تقرير مصير الشعوب المضطهدة .
هامش للتذكير
شمل الاستفتاء على حق تقرير المصير، محافظات الاقليم الأربعة، أربيل والسليمانية ودهوك وحلبجة بالاضافة الى كركوك قلب كوردستان والمناطق المستقطعة الاخرى من كوردستان الجنوبية، وبعد يومين أعلنت المفوضية العليا للاستفتاء في الاقليم النتائج الرسمية، فكشفت ان 92،73% صوتوا بنعم لحق تقرير المصير، وان عدد الذين صوتوا في داخل الاقليم بلغ نحو أربعة ملايين، بنسبة مشاركة 72،16%، وكانت العملية ديمقراطيا ناجحة بنسبة عالية لم تشهد له مثيلا عالميا حسب قول المفوضية المستقلة للانتخابات والمنظمات المدنية المراقبة للعملية الديمقراطية واحتفل فيه شعب كوردستان وعمت الفرحة اجزاء كوردستان جميعها.
لؤي فرنسيس