الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeمقالاتموقف ابناء الاقليات في الاحزاب القومية الاخرى من قضايا شعبهم:كامل زومايا

موقف ابناء الاقليات في الاحزاب القومية الاخرى من قضايا شعبهم:كامل زومايا


يعد الانتماء للاحزاب اي كانت مسألة حرية وقناعة شخصية ، ان كانت تلك الاحزاب التي ينتمي لها تدافع عن حريته الدينية والفكرية والعقائدية والقومية، وهذه القناعة الشخصية تبقى محترمة من قبل الجميع مادامت تلك القناعة الشخصية لا تتدعي انها تمثل حقوق وأماني ومستقبل شعبه الذي ينتمي اليه كفرد ، لانه ببساطة كل الاحزاب القومية مهما كانت تحمل من رسالة انسانية تبقى قومية تمثل مصالح قومها لا عيب في ذلك ولكن علينا ان لا نتطير ونعتقد بانها سوف تعبر عن مصالح شعبنا وان هي اصبحت تتبنى مشاريعنا القومية فيعني هذا انها غادرت القومية الى الاممية وهذا الامر ليس مستحيلا وهناك تجارب عالمية ولكن في الشرق الاوسط على الاقل لحد الساعة ان الاحزاب القومية عندما تستلم السلطة تكون اكثر رديكالية وتعمل على دغدغة المشاعر القومية للوصول الى غايتها ، لذا نحن نجني على الحقيقة اذا اعتقدنا غير ذلك ، وتقوم الاحزاب القومية التي ينتمي اليها ابناء الاقليات في تسخير طاقات ابناء الاقليات لمصالحها القومية حصرا ، ولا تقبل تلك الاحزاب القومية ابدا ان يقوم ابناء الاقليات في تسخير تلك الطاقات والمساهمات الانسانية لمصلحة شعوبهم التي ينتمون اليها دينيا وثقافيا وتضاريسيا ، ولكن في بعض الاحيان او في بعض المنعطفات السياسية تحاول تلك الاحزاب القومية ان تطرح بعض الافكار التي تدغدغ مشاعر ابناء الاقليات بغرض استيعابهم وكسب اصواتهم وودهم من اجل مصلحتها الانية ، ولكن ما ان ينجلي الموقف تتراجع تلك الاحزاب القومية عن التزاماتها حتى وان كانت مكتوبة في ادبيات حزبهم ، وهذا الامر مفهوم ومجرب مع جميع الاحزاب القومية في عموم الشرط الاوسط والقرن الافريقي ممكن مراجعة تلك التجارب المريرة عبر التاريخ ، ولكن مع هذا ، لا يمنع التعامل مع تلك الاحزاب باحترام كبير لمواقفها التضامنية المنسجمة مع تطلعاتها المشروعة في حق تقرير مصيرها ، وعلى ابناء الاقليات التعامل مع تلك الاحزاب بشكل ايجابي وان لا يكونون ملكيين اكثر من الملك نفسه في نفس الوقت

ان الاحزاب القومية التي تدعي انها منسجمة مع اهدافها ومعبرة في ذات الوقت لمصالح الاقليات عليها ان تترجم ذلك ليس بالخطابات السياسية التي اشبعنا منها حتى اننا نشعر بالخجل بالكلام الذي نسمعه في اللقاءات مع المسؤوليين عندما يتحدثون عن حقوقنا المكتوبة بالدساتير دون تطبيق ..!! واصبحنا نخجل بدلا عنهم بالحديث عن حقوقنا في الوقت ذاته يعملون على تسخير كل طاقاتهم من اجل حرمان شعبنا من تمثيله الحقيقي ، فكان الاحرى بهم ترجمة تلك الامنيات الى حقيقة من خلال ترشيح ابناء الاقليات من حصة حزبهم لما يتمتعون من امكانيات ثقافية واكاديمية واعلامية وسياسية وتخصصات متنوعة دون اللجوء الى الاخلال على الكوة التي لا ترى النور من حصة شعبنا في الكوتا التي اصبحت عديمة اللون والطعم والرائحة ، وكنا نبصم لهم بالعشرة عندما نرى ترشيح احد ابناء الاقليات والذين هم من كوادر وقيادات حزبهم القومي لتسنم المناصب الحكومية او ترشيحهم شريطة دعمهم بالفوز في الانتخابات للوصول الى قبة البرلمان ، بدلا من الاستحواذ على المقاعد المخصصة لابناء الاقليات

علينا ان نكون واقعيين في طرح المسائل على علاتها ، وان يتسع صدر تلك الكوادر والقيادات الحزبية التي نعتز بها وأن تكون واقعية في طرح رؤيتها في الاعلام بعيدا عن الانتقاص من الاخرين من ابناء شعبنا، وان يتحلوا بالواقعية أكثر من الخيال بمدى تأثيرهم في تلك الاحزاب القومية ..!! وان يصارحوا انفسهم بمدى تأثيرهم الحقيقي في تلك الاحزاب بخصوص قضايا شعوبهم وبالتحديد بحقوقهم القومية ، والحقيقة التي تعرفها تلك الكوادر والقيادات الحزبية قبل غيرهم ، بأنهم ليس لهم أي تأثير يذكر في حياة شعبنا ..! بل يشكل وجودهم في تلك الاماكن عامل سلبي في حياة شعبنا ، وان كان هناك استثناء لبعض الكوادر والقيادات الحزبية في تلك الاحزاب في مرحلة ما فسرعان ما يتم تهميشهم بشكل او بآخر ..

الخلاصة لم اسمع يوما ان تلك الكوادر والقيادات الحزبية في تلك الاحزاب صوتا مميزا في الكثير من مطالبات شعبنا المشروعة والبديهية تبدأ من العلم والنشيد والتجاوزات والتغييرات الديموغرافية وووو الخ والا سوف كانوا يغادرون المناصب في اول ردة فعل حين لا تطبق تلك الوعود في حالة انهم طالبوا بذلك اصلا .. ومع هذا هناك بعض الامثلة البسيطة ولها معاني عميقة لم نسمع صوتا من قبل تلك الكوادر والقيادات الحزبية في تلك الاحزاب على سبيل المثال لا للحصر :-

1- كما تعلمون تم الاعتراف بما تعرض له المسيحيين والشبك والتركمان الشيعة الى ابادة جماعية من قبل مجلس الوزراء العراقي في جلسته المنعقدة في 26/ آذار / 2015 وكذلك تم تشكيل اللجنة العليا للتعريف بالابادة الجماعية للايزديين والمكونات الدينية والقومية الاخرى مرتبطة مباشرة بمجلس الوزراء لإقليم كوردستان العراق في 24 آب 2014 …..

السوال هنا أين هي مواقف تلك الكوادر والقيادات من ابناء الاقليات في الاحزاب القومية الاخرى لم نسمع منهم موقفا معترضا على الحكومة بعدم وجود عضو مسيحي من ابناء شعبنا في تلك اللجنة العليا للتعريف بالابادة الجماعية للايزيديين والمكونات الدينية والقومية الاخرى ، حتى لم يتم الاعتراض على اسم تلك اللجنة لم نسمى دوما بالمكونات الاخرى وبالقوميات الاخرى ..! هل اسمنا معيب لهذه الدرجة وثانيا لماذا ليس لنا عضوا فيها ، صحيح انها مسؤولية من كان بالحكومة ومن كان في الكوتا ولكن اليست من مسؤولية تلك الكوادر والقيادات الحزبية في تلك الاحزاب أم ماذا ؟؟؟؟

2 – تعرض شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الى إبادة جماعية وباعتراف الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوربي ومجلس حقوق الانسان للامم المتحدة والكثير من دول العالم وكذلك المنظمات الدولية التي لها ارتباط مباشر بالدفاع عن حقوق الاقليات ومنع الابادة الجماعية للشعوب الاصيلة ، ايضا تم الاعتراف من قبل حكومتي اربيل وبغداد بأن ما تعرض له المسيحيين هو إبادة جماعية ، ولكن …… اين موقف ابناء الاقليات من الكوادر والقيادات الحزبية في في الاحزاب المنتمين لها برفض برلمان اقليم كوردستان اعتبار اليوم الثالث او السادس من آب هو يوم الابادة الجماعية للمسيحيين اسوة باخواننا الايزديين ؟؟؟ ويبادرنا سؤال للاخوة الكوادر والقيادات الحزبية تلك ما هو موقفهم من ضحايا شعبنا ؟

3- هناك الكثير من المواقف لتلك الاحزاب القومية التي لها طروحات ومواقف بعيدة عن تطلعات شعبنا ..! ليس من حقي كيف تقبل تلك الكوادر ذلك ولكن لم نرى موقفا واضحا من ابناء الاقليات من كوادر وقيادات في تلك الاحزاب ، عندما تقوم الكتل النيابية لتلك الاحزاب التي لها تأثيرا كبيرا على القرارات الصادرة والمجحفة بحق شعبنا ان كان ذلك في اربيل او بغداد ولكن للاسف الشديد لم نتلمس موقفا واضحا لتلك الكوادر والقيادات في تلك الاحزاب القومية .

في الحياة القادة السياسيين في تجارب العالم هناك الكثير من الشخصيات الوطنية العالمية انتمت ونضالت في صفوف احزاب قد تكون لا تلتقي مع عقيدتها ولكن تلتقي معها بقواسم مشتركة منها النضال من الحرية ودحر الديكتاتورية وتقرير المصير ولكن في المنعطفات السياسية في حالة انتصار الثورة او في حالة المفاوضات مع السلطة الحاكمة نشاهد هناك الكثير يغادر تلك الصفوف الاولى دون اسف عليها ، وهنا في اوربا تجربة غينة وخاصة في المانيا الكثير من القيادات تغادر مواقعها بعزة وكرامة لانها لا تلتقي مع مصالح الاكثرية ويشكلون احزاب صغيرة او ينتمون الى احزاب التي تنسجم مع معتقداتهم الفكرية ..

ليس عيبا ان ينتمي الشخص الى احزاب تناضل من اجل تقرير المصير وهذا حقهم الشرعي تكفله جميع الاعراف والمواثيق الدولية ، ولكن ليس عيبا ايضا عندما نطالبهم بحقوقنا وخاصة اننا ايضا عمذنا طريقهم بدماء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ..

كامل زومايا

ناشط في مجال حقوق الانسان والاقليات

25/ ايلول /2019

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular