عندما يطل الرئيس الايراني على العالم بما سماه ب”مبادرة هرمز”، والتي ستدعو لتحقيق سلام في المنطقة بمشاركة دولها، مؤكدا أنها مبادرة للسلام تدعو إلى تحقيق سلام طويل الأمد في المنطقة. فإن هذه المبادرة التي أتت بعد عاصفة أرامکو التي لفتت أنظار العالم کله الى اليد الطويلة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي باتت تطال منشآت تعتبر ضمن المصالح الدولية ولذلك فإن النظام قد شعر بأنه قد إرتکب خطأ کبيرا قد يکون ثمنه باهضا الى الحد الذي قد يکلفه فوق طاقته ولذلك فإن”مبادرة هرمز” قد جاءت من أجل التغطية عليه وإنقاذ الموقف من أن يسير نحو المزيد من السوء.
هذه المبادرة التي يطلقها روحاني بعد عاصفة هوجاء من التصريحات الهوجاء الصادرة من طهران والتي کان مسك ختامها هجمات أرامکو، وضعت طهران في موقف محرج وخطير ولاسيما بعد أن صار هناك شبه إجماع على إنها متورطة فيه وإن هناك أدلة تثبت ذلك، وإن روحاني الذي واجه تظاهرة کبرى رافضة له ولنظامه وداعية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى فرض عقوبات شاملة على النظام بسبب الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، وتصدير الإرهاب، واستمرارالبرنامج النووي والصاروخي، وإحداث الفوضى في منطقة الشرق الأوسط. فإنه يعلم جيدا بأن ماقد إرتکبه نظامه لن يکون بالامر الذي سيمر بسهولة خصوصا وإن أية تطوارت غير عادية تحدث للنظام في إيران نظير هجوم عسکري کرد على هجمات أرامکوا، قد يقلب الطاولة رأسا على عقب في داخل إيران، وإن النظام الايراني وروحاني شخصيا يعلم بالدور والتأثير غير العادي للمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق على الاحداث والتطورات ومساراتها خصوصا فيما حدث طارئ لايتمکن النظام من کبح جماح الاثار والتداعيات الناجمة عنه.
روحاني وعندما يمد يدا لمصافحة دول المنطقة فإن الاخرى منهمکة بتنفيذ مخططات مناقضة لذلك تماما، وإن دول الخليج والمنطقة عندما لاتبدي أي ترحيب بهذه المبادرة ولاتبدي حماسا تتجاهها، فذلك دليل على إنها صارت تعلم بأن هذا النظام من النوع الذي من الصعب الإطمئنان إليه والثقة به، ولاسيم وإن له تأريخ طويل وحافل بهذا الصدد، ولذلك فإن الذي يريد أن يطرح مبادرة سلام وأمن فإن عليه أن يذهب بنية صافية وخالصة وليس وهو يقول ويعلن شيئا ويضمر خلافه، وإن العالم حتما سيجد نفسه مضطرا لأن يصغي للشعب الايراني في داخل وخارج إيران والذي هو من سيحدد مستقبل إيران وليس روحاني ونظامه المتزلزل!