كيف يعمل الدماغ البشري؟
الدماغ البشري والجهاز العصبي
يحتوي الدماغ البشري (Brain) على البلايين من خلايا الأعصاب مرتبة في فئات تتولى كل منها وظيفة محددة من: تنسيق الفكر، الذاكرة، العاطفة، السلوك، الحركة والإحساس. يرتبط الدماغ مع بقية أعضاء الجسم المختلفة بواسطة نظام دقيق من الطرق السريعة والمعقدة، لذلك يمكن أن يحدث التواصل خلال أجزاء من الثوان. فكر بالسرعة التي تسحب فيها يدك من موقد ساخن. وبينما تعمل جميع الأجزاء في دماغك سوية وبالتناسق، فإن كل جزء منها مسؤول عن وظيفة محددة – السيطرة على كل شيء بدءا من معدل ضربات القلب وصولا لحالتك المزاجية.
المخ
المخ (Cerebrum) هو الجزء الأكبر من الدماغ. الطبقة الخارجية من المخ هي القشرة المخية، “المادة الرمادية” في الدماغ. الطيات العميقة والتجاعيد في الدماغ تزيد المساحة السطحية من المادة الرمادية، بحيث يمكنها معالجة مزيد من المعلومات.
ينقسم المخ إلى نصفين بواسطة الشق العميق. يتواصل نصفا المخ فيما بينهما من خلال المسالك السميكة للأعصاب، والتي تسمى “جسم الثفني”، في قاعدة الشق. في الحقيقة، عادة ما يتم التعامل مع الرسائل من وإلى جانب واحد من الجسم بواسطة الجانب المعاكس من الدماغ.
فصوص الدماغ
ينقسم نصفا الدماغ إلى أربعة فصوص:
- الفص الجبهي يسيطر على التفكير، التخطيط، التنظيم، حل المشكلات، الذاكرة على المدى القصير والحركة.
- الفص الجداري يقوم بتفسير المعلومات الحسية، مثل درجة الحرارة، الذوق واللمس.
- فصوص القذالي تعالج الصور الملتقطة من عينيك وربط تلك المعلومات مع الصور المخزنة في الذاكرة.
- الفصوص الصدغية تعالج المعلومات من حواس الطعم، الرائحة والصوت. كما أنها تلعب دورا في تخزين الذاكرة.
المخيخ وجذع الدماغ
المخيخ (Cerebellum) هو كرة التجاعيد من الأنسجة تحت وخلف بقية الدماغ. تعمل على الجمع بين المعلومات الحسية من العينين والأذنين والعضلات للمساعدة على تنسيق الحركة.
جذع الدماغ يربط الدماغ بالحبل الشوكي. وهو يسيطر على العديد من المهام الحيوية في الحياة، مثل معدل ضربات القلب، ضغط الدم والتنفس. هذه المنطقة هامة أيضا لعملية النوم.
الدماغ الداخلي
الهياكل في عمق الدماغ تسيطر على المشاعر والذكريات. هذه الهياكل تعرف بالجهاز الحوفي (limbic system) وهي تأتي في أزواج. يتكرر كل جزء من هذا النظام في النصف الآخر من الدماغ.
- المهاد بمثابة حارس البوابة للرسائل التي تمر بين الحبل الشوكي ونصفي الكرة المخية.
- الوطاء يتحكم بالعواطف، وينظم درجة حرارة الجسم ويسيطر على الدوافع الحاسمة، مثل تناول الطعام أو النوم.
- الحُصين يرسل ذكريات ليتم تخزينها في الفروع المناسبة من المخ ومن ثم يتم استرجاعها عند الحاجة
جهاز الأعصاب المحيطي
الجهاز العصبي المحيطي هو كل الأعصاب في الجسم، باستثناء تلك الموجودة في الدماغ والحبل الشوكي. وهي تعمل على ضمان وتنسيق الاتصالات بين الدماغ والأطراف. فمثلا، إذا لمست مسطحا ساخنا، تنتقل إشارات الألم من أصبعك إلى دماغك خلال جزء من الثانية. وخلال وقت قصير، يبلغ دماغك عضلات ذراعك ويدك بسحب إصبعك من المسطح الساخن.
الخلايا العصبية
الخلايا العصبية (العصبونات) لديها نوعان رئيسيان من فروع تنزل من أجسام الخلايا. تتلقى التشعبات الرسائل الواردة من الخلايا العصبية الأخرى. المحاور العصبية تحمل الإشارات الصادرة من جسم الخلية إلى خلايا أخرى- كخلية عصبية أو عضلية مجاورة.
من خلال ترابطها مع بعضها البعض، تكون الخلايا العصبية قادرة على توفير تواصل فعال وبسرعة البرق .
الناقلات العصبية
تتواصل الخلايا العصبية مع الخلايا الأخرى من خلال نبضات كهربائية عندما يتم تحفيز الخلايا العصبية. داخل الخلية العصبية، تنتقل الإشارة إلى طرف محور عصبي مما يسبب الإفراج عن الناقلات العصبية والمواد الكيميائية التي تكون بمثابة رسل. الناقلات العصبية تمر عبر المشبك، وهو الفجوة بين اثنتين من الخلايا العصبية، موصولة على المستقبلات على سطح الخلية المستقبلة. تتكرر هذه العملية من خلية عصبية إلى خلية عصبية أخرى، بينما تنتقل الإشارة إلى وجهتها – شبكة من الاتصالات تتيح لك الحركة، التفكير، الشعور والتواصل.