تبلغ من العمر نحو 12 سنة، وكان الأولى أن تكون تلعب بدميتها مع صديقاتها، لكنها متزوجة منذ سنتين، وبدلاً عن دميتها تحمل رضيعاً في حجرها.
كانت (مريم) تحب الاستمرار في الدراسة وتحلم بأن تصبح طبيبة، لكن التقاليد القبلية قضت على حلمها، وهي واحدة من آلاف القاصرات في كوردستان إيران اللواتي تم تزويجهن في سن مبكرة.. في مجتمعها يسمى هذا النوع من الفتيات “الطفلة العروس” خاصة اللواتي يزوجن لأشخاص أكبر منهن عمراً.
تسمح قوانين بعض الدول بتزويج القاصرات بموافقة ولي أمرها، والعمر المناسب للزواج في إيران هو 13 للبنات و15 للذكور، لكن القانون يسمح بتزويج البنات الأصغر، عند بلوغهن سن البلوغ الشرعي (9 سنوات) بموافقة ولي الأمر وإذن من المحكمة.
وخلال عام 2016 تم 2887 حالة زواج قاصرين في محافظات كوردستان إيران الأربع، وكان من بين هذه الحالات أربع حالات كان عمر العروس فيها أقل من عشر سنوات.
ويربط الخبراء الاجتماعيون بين حالات الانتحار بالنار وغيرها والإدمان على المواد المخدرة والعنف ضد المرأة، وهي منتشرة في كوردستان إيران، وبين تصاعد وتيرة حالات الزواج المبكر.
وتقول طبيبة أمراض نسائية: بموجب تعريف منظمة الصحة العالمية، يعد الأشخاص الذين لم يبلغوا الثامنة عشرة من العمر أطفالاً، وللزواج في مرحلة الطفولة آثار سلبية على مستقبل الطفلة أو الطفل.
وعرض مشروع قانون التصدي لظاهرة الطفلة العروس عدة مرات على البرلمان الإيراني، لكنه قوبل بالرفض بذريعة أنه مناف لقواعد الإسلام.