انتخابات مجالس المحافظات القادمة تجربة خطرة للأيزيديين في محافظة نينوى، وقد يخسر الايزيديين كافة وجودهم في نينوى. فإذا اردنا لها النجاح علينا نأخذ هذه الحقائق بنظر الاعتبار:
١) القانون قام بحرمان النازحين من حق التصويت، وهذا سيقضي على ١٠٠ الف من أصوات الايزيدية
٢) الهجرة قضت على حوالي ١٥ بالمئة من الأصوات
٣) سيكون للأيزيديين كلهم حوالي ٥٠ -٧٥ الف صوت، نصفها سوف يكون على الأقل للأحزاب الكوردستانية
٤) يبقى حوالي ٣٥ الف صوت، حتى لو وضعت كلها في سلة قائمة واحدة (التحالف الايزيدي)، فلن تعبر الحاجز الانتخابي (حسب نظام سانت ليغو ١.٩)، مع العلم أن نصفها سوف يذهب الى الكوتا، مادام لايوجد اتفاق كامل.
لكي نخرج من هذه المعضلة اقترح:
ان ينظم التحالف الايزيدي الى إحدى القوائم القوية في محافظة نينوى، لضمان عبور الحاجز الانتخابي، ولكن يجب ان يكون الانضمام بشكل مدروس جدا وبحسابات انتخابية دقيقة وان يكون المرشحين يمتلكون روح التضحية والتفاهم حتى لا يشتتوا بعضهم وأصواتهم.
السؤال: أي تحالف يمكن ان يوصل الايزيديين للنجاح؟
١. الأحزاب او الشخصيات العربية السنية؟
٢. الأحزاب الشيعية والحشد؟
٣. أم القوى الكوردستانية؟
الخيار الأول: يتوجب ان نعلم أولا انه ليست هناك قائمة وطنية علمانية حقيقية تمتلك فرصة نجاح..
ولو تمعنا خارطة الشخصيات والتكتلات السنية العربية، لن نجد طرفاً قويا وضع الايزيدية في حسبانه. فالعرب والسنة الجيدين -وما أكثرهم- لكنهم ضعفاء سياسياً وانتخابياً وليست لهم حظوظ النجاح. والأقوياء منهم -حتى لو كانوا الأقلية لكنهم اقوياء انتخابياً- غير أنهم نوعان إما دواعش أو شلة من المنافقين والفاسدين الذين لا يشترون شعبهم بقندرة قديمة، فكيف يراعون مصالح الايزيدية والتحالف معهم.
الخيار الثاني: التيارات الشيعية في نينوى ضعيفة ولن تستطيع ان تحصل على اكثر من ١٥ بالمئة من أصوات المحافظة، مما يعني أن اي مرشح خارج مجاميعهم سوف يجمع لهم أصوات دون فرصة الوصول لمقعد نيابي.
الخيار الثالث: تبقى القائمة الكوردستانية الخيار المتوفر. فحسب رؤيتي الشخصية، رغم كل الإحباطات التي أصابتنا وسوف تصيبنا من تصرفات بعض المسؤولين في الأحزاب الكوردستانية، فإن أقرب قائمة يمكن ان تحقق تطلعات الايزيدية وتبقي خطابهم موحدا وتمنع اللغط الكثير في مجتمعنا وتحمينا من تشتت الأصوات هي قائمة الاحزاب الكوردستانية المزمع تشكيلها بشكل موحد في نينوى. لكن هذا الانضمام يجب ان يكون مدروسا بشكل كامل حتى يضمن على الأقل ان يصل كل حزب من الأحزاب الايزيدية بمرشح واحد الى المجلس. هذا الانضمام لا يعني التدخل في أفكار او مبدأ أصحاب القومية، فالأحزاب الايزيدية ليست مجبرة ان تتبنى فكر القومية الكوردية ان كانت غير مقتنعة بذلك، هذا مجرد تحالف انتخابي لصالح الشعب وهدفه نجاح المرشحين ليس إلا. وكل إنسان حر بإحساسه في الانتماء القومي. كما أن اللعبة السياسية تحتاج الى أصدقاء وتحالفات جديدة. هذه التحالفات عليها ان تكون قوية وتحافظ على وحدة المجتمع.
واعتقد ان هذه المبادرة سوف تجعل الأحزاب الكردية ايضا ان تختار الشخصيات الايزيدية الأفضل من بين صفوفها بدل من اللوگية، لكي تكون في تنافس مع بقية المرشحين الايزيديين. وسوف يضمن وصول ما لا يقل عن أربعة او خمسة أشخاص أيزيديين الى مجلس المحافظة إضافة الى الكوتا. هنا يجب ان يكون مرشح الكوتا بدون منافس لكي لا تحترق الأصوات