لاتجد في إيران اليوم مايوحي على أجواء طبيعية وعادية فکل الامور توحي بأن هناك ثمة شئ غير عادي قد يحدث في أية لحظة، وعندما تتطلع في وجوه أبناء الشعب تجد العيون يتطاير من شرر الغضب والسخط فيما يبدو النظام في حالة ترقب وإستنفار وکافة الاجهزة الامنية تکاد أن تکون في حالة إنذار، الفقر والجوع والحرمان في سائر أرجاء البلاد، التقارير تتوالى وهي تنقل أنباءا عن إنخفاض قيمة العملة الوطنية الى مستويات قياسية وأخرى تتحدث عن کون أکثرية الشعب يعيشون تحت خط الفقر، هکذا هي الاوضاع الجارية اليوم في إيران في ظل حکم النظام الايراني، وکل التقديرات تؤکد من إنها سائرة ومن دون أدنى شك نحو الاسوء.
في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يزعم من إنه نظام نموذجي يصلح لکل زمان ومکان ومناصر للفقراء والمحرومين، فإنه وبعد مرور أربعة عقود على تأسيسه، نجد أن مختلف الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفکرية وبإعتراف قادة ومسؤولي النظام أنفسهم بالغة السوء وإن المراقبين السياسيين يشددون على إن النظام يواجه أزمة خانقة لم يسبق أن واجه نظيرا لها منذ تأسيسه، ووجه الخطورة التي يواجهها في هذه الازمة، يکمن في الانتفاضة الجماهيرية التي إندلعت بوجهه في 28، ديسمبر/کانون الاول الماضي والتي لازالت آثارها وتداعياتها مستمرة، خصوصا وإن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، البديل السياسي ـ الفکري للنظام يقف مع الشعب في هذه الانتفاضة ويناضل جنبا الى جنب معهم من أجل الحرية والديمقراطية.
دخول النظام الايراني والبلاد في أزمة خانقة على کافة الاصعدة، أکبر شهادة عملية تؤکد فشل وإخفاق النظام وعدم نجاحه في إدارة البلاد بعد 40 عاما من الحکم، ولئن کان هذا النظام يستطيع في الاعوام الماضية التغطية والتستر على الکثير من عيوبه ونواقصه، فإنه لايتمکن من ذلك لأن الاوضاع تخطت الحدود المألوفة وصارت في منطقة الخطر، ويبدو واضحا من إن ماکانت المقاومة الايرانية تؤکد عليه من معلومات مختلفة عن داخل إيران خلال الاعوام السابقة، کانت کلها صحيحة خصوصا عندما يشير معظم قادة النظام الى إن الذي قاد بالاوضاع الى هنا هو تجاهل الاوضاع السلبية خلال الاعوام السابقة وعدم التصدي لها بروح الحرص والمسؤولية، تماما کما کانت المقاومة الايرانية تقول.
کل شئ في إيران، في سائر أرجاء إيران يشير الى إن الاوضاع تسير بإتجاه يشير الى نهاية النظام، حيث صارت الحياة جحيما لايطاق ولذلك فإن التغيير في إيران صار مطلبا ملحا، أما على الصعيد الخارجي فإن بلدان المنطقة والعالم بدأت تتباعد عن هذا النظام بعد أن تيقنت بأنه بٶرة للشر والعدوان وهذا مايمکن لمسه من خلال مواقف البلدان الاوربية وبلدان في المنطقة و بلدان أخرى في سائر أرجاء العالم بما يدل أن النظام الايراني يمر بخريف نهايته.