كشف جندي من القوات الخاصة الأميركية، التي تخدم في قواعد بغرب كوردستان (شمال سوريا) ، عن فظائع ارتكبتها القوات التركية التي بدأت الأربعاء هجوماً برياً ضد قوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي سوريا، ترافق مع ضربات جوية استهدفت على وجه الخصوص بلدات سري كانيه (رأس العين) في ريف محافظة الحسكة الشمال الغربي، وكري سبي (تل أبيض) ، بالإضافة إلى مناطق في القامشلي .
وقال الجندي الامريكي في اتصال هاتفي مع شبكة “فوكس نيوز” الأميركية إنهم شاهدوا الأعمال الوحشية التركية على الخطوط الأمامية.
وأضاف الجندي الذي شارك في تدريب فصائل كوردية، في مواقع متعددة بغرب كوردستان (شمال سوريا) : ” أشعر بالخجل لأول مرة في حياتي المهنية، تركيا لا تنفذ ما اتفقت عليه. إنه لأمر فظيع لقد نفذنا كل اتفاقية أمنية والكورد نفذوا كل اتفاق وقعوه مع الأتراك. لم يكن هناك أي تهديد للأتراك – لا شيء – من هذا القبيل على الحدود “.
كما أردف “هذا هو الجنون أنا لا أعرف ما يسمونه بالفظائع، لكنها تحدث الآن”.
وأكد أن الكورد لم يتركوا مواقعهم في حراسة المحتجزين (في إشارة إلى المعتقلين الدواعش في بعض السجون الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية). في الواقع، منعوا عملية هروب من السجن الليلة الماضية بدون مساعدتنا. إنهم لم يتخلوا عنا (بعد)”.
الى ذلك، قال “الأتراك يضربون المناطق خارج الآلية الأمنية المتفق عليها “. وناشد قائلاً: “الكورد يطلبون دعمنا لكن القوات الأميركية لا تفعل شيئًا” .
كما أكد “أنه لا يفهم المشكلة، ولا تداعيات هذا الوضع، أردوغان “إسلامي إخواني” وليس رئيسا يمكن الاتفاق معه”.
وقال “الكورد قريبون من التفكير الغربي في الشرق الأوسط، مثل أي شخص آخر وإنه لعار أن نراقب فقط. إنه شيء فظيع. هذا لا يساعد على قتال داعش”.
إلى ذلك، تابع قائلا “يتوقع سجناء داعش الآن أن يفرج عنهم في غضون أسبوعين، الأكراد متمسكون بنا لا يوجد أي شريك آخر تعاملنا معه على الإطلاق أكثر وفاء منهم”.
وتحرس القوات الكوردية في شمال شرقي سوريا الآلاف من مقاتلي داعش الذين تم أسرهم.
وختم بالقول إن القوات الأميركية على الأرض شعرت بخيبة أمل إزاء القرارات التي أصدرها كبار القادة.
من جهتها، وصفت مراسلة فوكس نيوز المكالمة بأنها واحدة من أصعب المكالمات الهاتفية التي أجرتها على الإطلاق . كما وصفت الجندي بالـ “حديدي ” وهو من بين 1000 جندي أميركي بقوا في سوريا.
يذكر أن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أعلن أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من شمال شرقي سوريا يوم الأحد ، في خطوة اعتبرت ضربة لللكورد السوريين الذين تدعمهم الولايات المتحدة، وفقاً للعديد من المحللين والمراقبين السياسيين، على الرغم من أن ترمب أكد لاحقاً أن بلاده لم تتخل عن قوات سوريا الديمقراطية، بل دعمتهم بالسلاح والعتاد والتدريب.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن الأربعاء انطلاق العملية العسكرية شمال شرقي سوريا، وتوغلت قواته إلى جانب ميليشيات سورية موالية لأنقرة داخل الحدود السورية، بغطاء جوي.
وأبلغ مسؤولون عسكريون أميركيون قناة فوكس نيوز أن الرئيس أمر الجيش بعدم التدخل، بعد أن طلب الكورد الدعم الجوي.