بادئ ذي بدء، العالم كله ينافق ويتجار بالدم الكردي، وشركاء للغازي التركي في نهش الجسد الكردي.
بما فيهم فرنسا، التشيك، هولندا، بريطانيا، السعودية، الإمارات ومصر الأعلى صوتآ ضد الغزو التركي
لشمال شرق سوريا – أي المناطق الكردية شرق نهر الفرات. لو صادقين وجادين لقاموا بسحب سفرائهم من أنقرة وطرد سفراء أنقرة من بلدانهم.
ودول الإتحاد الأوروبي لو كانت فعلآ جادة فيما تقوله وليس من باب النفاق السياسي، لقاموا أولآ بتعليق عضوية تركيا في حلف الناتوا، بحكم جميعها أعضاء في هذا الحلف. وثانيآ قامت بفرض عقوبات مالية فورية على القطاع المصرفي التركي وقطع كافة التعاملات مع البنك المركزي التركي. هذا إلى جانب وقف توريد السلاح والذخيرة لتركيا. كل ما يهم الأوروبيين هو مصير عناصر تنظيم داعش المسجونيين لدى الكرد فقط لا أكثر.
الهدف التركي الرئيسي من غزو المناطق الكردية شرق الفرات بالمختصر، هو إقتلاع الكرد من أرضهم ودفعهم للصحراء السورية أو الهجرة لخارج سوريا، بهدف خلق حاجز بشري معرب في المنطقة بحيث يفصل الكرد في غرب كردستان عن أقرانهم في شمال كردستان. والهدف الثاني مباشرة تطويق إقليم جنوب كردستان من الغرب. والهدف الثالث بسط سيطرتها على حقول النفط الكردية. والهدف الرابع هو حجز موقع قدم أكبر على طاولة صياغة مستقبل سوريا ونظامها السياسي المستقبلي.
الرئيس الأمريكي ترامب ووزير خارجيته بومبيو يكذبون، عندما يقولون لم نعطي الضوء الأخضر لتركيا للقيام بهجومها على الكرد. وبما يمكن تفسير سحب قواتها من الحدود وخاصة مدينة سريه كانية وغريه سبي تحديدآ؟ والسماح لسلاح الجو التركي بإختراق الأجواء الجوية لمنطقة شرق الفرات؟
النظام السوري المجرم ومن خلفه الروس وإيران، دعموا العدوان التركي وباركوه، بهدف الضغط على القيادة الكردية للرضوخ للنظام وتسليم المنطقة له، دون أي إعتراف من قبل النظام بالحقوق الكردية ورفض الإعتراف بالإدارة الذاتية. أي أن يعود الكرد إلى حظيرة النظام والعمل عبيدآ عند عائلة الأسد
الإجرامية.
وأخطأت القيادة الكردية، بأن محاربتها لتنظيم داعش الإرهابي، والتضحية بأرواح عشرة ألاف شاب وشابة كردية ستحميهم من أنياب الذئب التركي والنظام الأسدي المجرم المتربص بهم ومن خلفه الدب الروس وملالي الفرس.
ودول الخليج لن تستطيع فعل شيئ اللكثير للكرد رغم دعمهم اللفظي وإداناتهم للعدوان التركي ودعمهم المالي لقوات سوريا الديمقراطية وتمويل الوجود الأمريكي في سوريا. دول الخليج ينبذون حزب (ب ي د)، ولكنهم برغماتيين ومصلحتهم تقاطعت مع الكرد في عدة نقاط. منها تشكيل حاجز جغرافي بين إيران والنظام السوري ومن ثم حزب الله. مقايضة الوجود الإيراني بالوجود الأمريكي، والضغط على تركيا التي تحالفت مع ايران وأخيرآ محاربة التنظيمات الإرهابية. وموقف مصر المعادي للغزو التركي نابع من نقطتين:
النقطة الأولى، موقف اردوغان المعارض لحكم الجنرال السيسي، الذي قاد إنقلابآ ضد حكم الإخوان. النقطة الثانية، كون العدوان ضد دولة عربية عضوة في الجامعة العربية، وتخوف من توسع النفوذ التركي في المنطقة على حساب دورها ونفوذها.
على الكرد وخاصة قيادة “قوات سوريا الديمقراطية” وحزب الإتحاد الديمقراطي، أن لا يثقوا بموقف أي دولة كانت، وهناك الكثير من الدول تقول شيئ في العلن، وتعمل شيئ أخر في السر.
بعد سرد المواقف الأطراف المتعدد ذات العلاقة المباشرة والغير مباشرة بالوضوع السوري، جاء الوقت للحديث حول كيفية إفشال هذا العدوان التركي الإجرامي الغاشم ضد الشعب الكردي. برأي أهم عنصر في إستراتيجية إفشال العدوان التركي، صمود مقاتلينا ومقاومتهم للغزاة. وكلما مر الوقت سيكون ذلك لصالحنا.
هنا علينا التركيز على التالي:
أولآ: يجب خوض هذه المعركة بنفس طويل، وأن تكون حربآ دفاعية، وتقوم على إستنزاف قوات الجيش التركي الغازي.
ثانيآ: خوض حملة رأي عام على الصعيد الأوروبي والأمريكي.
ثالثآ: على حزب العمال الكردستاني، إستهداف المرافق الإقتصادية، الكهربائية، المائية، المالية، أنابيب النفط والغاز، المرافق التعليمية، الطرق والجسور ووسائل النقل العام والمشافي والمناطق السياحية، في كافة المدن التركية دون رحمة، مثلما هم لم يرحوا مدننا ومشافينا ومدارسنا وأطفالنا وطرقنا. ويخرج هذا الحزب عن ثباته، ويكف عن القتال في المناطق الكردية بشمال كردستان. هذا النهج العقيم لن يؤدي إلى تحرير شبر من الأراضي، ولن يدفع بتركيا لوقف عدوانها ضد الكرد.
رابعآ: العمل على تقوية موقف الكونغرس الأمريكي، لأنه الطرفي الوحيد الذي بإمكانه الضغط على ترامب ومن خلف المجرم اردوغان، بهدف توقيف هذا العدوان الغاشم.
خامسآ: إعطاء مهلة محددة للأوروبيين والأمريكان، بأن يقوموا بوقف العدوان التركي وإلإ أخلوا سبيل عناصر داعش الإرهابي.
سادسآ: الحفاظ على الحدود المشتركة مع العراق وجنوب كردستان، نظرآ لأهمية تلك الحدود للكرد لأسباب لوجستية.
سابعآ: حشد كافة طاقات الشعب الكردي خلف “قوات سوريا الديمقراطية“.
وفي الختام، على جميع أبناء الكرد وبجميع تلاوينهم أن يدركوا جيدآ، إن هذه الحرب هي حرب وجود بالنسبة لهم، وليست حرب “حزب الإتحاد الديمقراطي” كما يروج لها بعض الكرد الأخساء الذين يعملون لصالح المحتل التركي من جماعة الأنكسة أيتام مسعود البرزاني، وجوقة المعارضة السورية البغيضة.
11 – 10 – 2019
في الحقيقة نحن نفكر في الآخرين تفكيراً غريباً , آلاف الخطط الأمريكية قد فشلت على مدى المئة عام السابقة وعشرات التحديات ضدها قد نجحت وأتت بنتائج لأصحاب الجرأة الاذكياء , في 2007 أدارت أمريكا ظهرها للكورد نهائيّاً ولم تعد تسمع منهم كلمة , عشرات المرات قد إعتمدوا على رأيها أو إشارة منها وضاعوا في الفوضى , عدة مرات زار البارزاني واشنطن وعاد بخفي حنين ولم يحظى حتى بمقابلة موظف كبير , أما في سورية فمشكلة الكورد هي واحدة . محور النزاع في الربيع العربي هي العنصرية الشوفينية العربية ونهضة الإسلام هي لأن الدين الإسلامي هي صفة عروبية ولهذا نهض بها المثقفون العلمانيون قبل المتديينين المتخلفين وهكذا كان على العرب بقيادة السعودية أن تحارب بشار العلوي كوردي الاصل ويجب ان يُزاح لعدم إنتمائه العربي وذلك كان سبب إنشقاق حزب البعث العربي الإشتراكي فالجناح السوري هو ليس عربياً إنما علوي وهكذا دارت رحى المعركة على أرض سورية ولنفس السبب يدعمها إيران وكان على الكورد التمسك ببشار في اول إنتفاضة لكنهم متأثّرون بالدين السني إلى حد العظم ولا يُمكن التفاهم مع الشيعة مهما كان , تماماً كما في كوردستان العراق
أما الضوء الأخضر الحالي فلم يعطه أحد لأردوكان إنما إنتزعه بالقوة ونفس الشيء بالنسبة للوساطة فقد صرح وزير تركيا بأنه لن يجري أية مفاوضات ولن يسمع من امريكا شيئاً وهو صادق كل من له إرادة يفعل ما يشاء أما أن تعتمد على الآخرين فتكون في نهاية القافلة دائماً