صراع الخير والشر في داخل الإنسان صراع أزلي ، قوتان داخليتان تتصارع فيما بينهما ، وكل قوة تودي بنا إلى طريق ، أما الفلاح والنجاح ، أو إلى التهلكة والفشل ، ليكون أمامه تحديا كبيرا ( الجهاد الأكبر ) لينجح في مهمته أو يخسر الكثير ، وكلاهما لهما تبعات على نفس الإنسان وعلى أسرته وعلى المجتمع ككل .
ملذات الدنيا لا تعد ولا تحصى ، وكل واحدة منها يسعى البشر للحصول عليها لكي يتنعم بها ،وهو حقا مشروع لا غبار عليه،وواحدة منها المنصب ، لكن في المقابل أن لا يتسبب للغير بمشاكل بسبب ملذته ، ولا يكون سببا مباشر في حرمانهم من الحصول على ابسط حقوقهم ،بمعنى حققت غايتك واجعل الفائدة تعم على الكل .
انعقد جلسة البرلمان الأولى المفتوحة ، كان هناك صورتان أو مشهدان ، الأولى تكرار بعض الوجوه القديمة والثانية ظهور الوجوه الجديدة التي دخلت قبة البرلمان العراقي لأول مرة ، ولعل الحديث عن الوجوه القديم ، لا يقدم ولا يؤخر شي ، لتكون كل الأنظار متجهة نحو الشخصيات الجديدة ، وبصيص من الأمل لدى الناس أن تحقق لها ما فشل بيه الآخرون .
في اغلب أوقات الجلسة الأولى معظم النواب الجدد كان الصمت المريب يسودهم ، ولم يتحدث البعض منهم بحرف واحد ، ومنها من تكلم ولو لدقائق معدودة جدا .
لو جاء دورهم في الجلسات القادمة لكي يبدأ مشوارهم البرلماني ، كيف يكون حديثهم وخطابهم ، وهي في حقيقية الأمر لحظة تاريخية للنائب ، يجسد موقفه بين حربين المكسب و الذات.
حرب المكسب بطبيعة الحال ستكون التحدي الأولى لكل نائب ، فبين الشعور بالنجاح والفوز بالانتخابات ودخول البرلمان ، ليكون أمام النائب مكاسب معنوية ومادية كبيره جدا ، رواتب مجزية وحمايات وسيارات فاخرة ولقاءات تلفزيون ، ستنعكس عليها أما سلبا أو ايجابيا .
وبين حرب الذات والملذات ، بمعنى كل ما تقدم لا يؤثر عليه في أداء ما هو مطلوب منها رغم كل هذه المكاسب والتحديات والمخاطر ، ويتحمل عبء المسؤولية كاملة ً،ليكون لها مشروع إصلاحي يخدم الناس ، بعيدا عن أي حسابات أخرى ، أنما هدفه الأولى و الأخير يحقق ما فشل بيه الكثيرون .
ليكون للنائب خياران لا ثالث لهم ، حاله كحال السابقون ، تحقيق مكاسب تخدم أحزابهم أو مصالحهم الشخصية ، وأطلق التصريحات والوعود الكاذبة ، التي أثبتت زيف ادعاء الكثيرون ، ويكون أسير لدى أصحاب السلطة والنفوذ.
وبالعكس يكون طريق عكس طريق الحاكمون تماما ، ولا يكون لهم لا عبيد ولا أسير ، لسان حالها يعبر عن مشاكل الناس وهمومهم ،عندما يرفع يده للتصويت على قانون ما يكون من اجل الوطن وأهله ، و عندما يكون العكس يكون كسد من اجل عدم اقره ، ويقف موقف صلبا شجاعا ويرفع أعلى صوته منددا رافضا لأي قانون لا يخدم البلد،مهما بلغت الصعوبات أشدها ، لتكون رسالته خدمة أهل البلد ، وليحمل تطلعاتهم بغد مشرق .
رسالتنا إلى نوابنا الكرام لا تنسونا شعوبكم المظلوم الذي يتحسر على شرب الماء ولا تنسونا دماء خيرة شبابنا الأبطال، مهما كان عدوكم قوي ، تذكروا مواقف أبى الأحرار الإمام الحسين كيف انتصار ، انتصر بحرب الكلمة قبل حرب السيف .
ماهر ضياء محيي الدين