الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeمقالاتماهر ضياء محيي الدين : النائب بين حربين الذات و المكسب

ماهر ضياء محيي الدين : النائب بين حربين الذات و المكسب

 

صراع الخير والشر في داخل الإنسان صراع أزلي ، قوتان داخليتان تتصارع فيما بينهما ، وكل قوة تودي بنا إلى طريق ، أما الفلاح والنجاح ، أو إلى التهلكة والفشل ، ليكون أمامه تحديا كبيرا ( الجهاد الأكبر )  لينجح في مهمته أو يخسر الكثير ، وكلاهما  لهما تبعات على نفس الإنسان وعلى أسرته وعلى المجتمع  ككل .

ملذات الدنيا لا تعد ولا تحصى ، وكل واحدة منها يسعى البشر للحصول عليها لكي يتنعم بها ،وهو حقا مشروع لا غبار عليه،وواحدة منها المنصب ، لكن في المقابل أن لا يتسبب للغير بمشاكل بسبب ملذته ، ولا يكون سببا مباشر في حرمانهم من الحصول على ابسط حقوقهم ،بمعنى حققت غايتك واجعل الفائدة تعم على الكل .

انعقد جلسة البرلمان الأولى المفتوحة ، كان هناك صورتان  أو مشهدان ، الأولى  تكرار بعض الوجوه القديمة  والثانية ظهور الوجوه الجديدة  التي دخلت قبة البرلمان العراقي لأول مرة ، ولعل الحديث عن الوجوه  القديم ، لا يقدم ولا يؤخر شي ، لتكون كل الأنظار متجهة نحو الشخصيات الجديدة ، وبصيص من الأمل لدى الناس أن تحقق لها ما فشل بيه الآخرون .

في اغلب أوقات الجلسة الأولى معظم النواب الجدد كان الصمت المريب يسودهم ،  ولم يتحدث البعض منهم بحرف واحد ، ومنها من تكلم  ولو لدقائق معدودة جدا .

لو جاء دورهم في الجلسات القادمة لكي  يبدأ مشوارهم البرلماني ، كيف يكون حديثهم وخطابهم ، وهي في حقيقية الأمر لحظة  تاريخية للنائب ، يجسد موقفه بين حربين المكسب و الذات.

حرب المكسب  بطبيعة  الحال ستكون  التحدي  الأولى لكل نائب  ، فبين الشعور بالنجاح والفوز بالانتخابات ودخول البرلمان ، ليكون أمام النائب مكاسب معنوية ومادية كبيره جدا ، رواتب مجزية وحمايات وسيارات فاخرة  ولقاءات تلفزيون ، ستنعكس عليها أما  سلبا أو ايجابيا .

وبين حرب الذات والملذات ، بمعنى كل ما تقدم لا يؤثر عليه في أداء ما هو مطلوب منها رغم كل هذه المكاسب والتحديات والمخاطر ، ويتحمل عبء المسؤولية كاملة ً،ليكون لها مشروع إصلاحي يخدم الناس ، بعيدا عن أي حسابات أخرى ، أنما  هدفه الأولى  و  الأخير يحقق ما فشل بيه الكثيرون .

ليكون للنائب خياران لا ثالث لهم ،  حاله كحال السابقون ، تحقيق مكاسب تخدم أحزابهم  أو  مصالحهم الشخصية   ، وأطلق التصريحات والوعود الكاذبة ، التي أثبتت  زيف ادعاء الكثيرون ،  ويكون أسير لدى أصحاب السلطة والنفوذ.

وبالعكس يكون طريق عكس طريق الحاكمون تماما ، ولا يكون لهم لا عبيد ولا أسير ، لسان حالها يعبر عن مشاكل الناس وهمومهم ،عندما يرفع يده للتصويت على قانون ما يكون من اجل الوطن وأهله ، و عندما  يكون العكس يكون كسد من اجل عدم اقره ، ويقف موقف صلبا  شجاعا  ويرفع أعلى  صوته  منددا رافضا لأي قانون لا يخدم البلد،مهما بلغت الصعوبات أشدها ، لتكون رسالته خدمة أهل البلد ، وليحمل تطلعاتهم بغد مشرق .

رسالتنا  إلى نوابنا  الكرام  لا تنسونا  شعوبكم  المظلوم  الذي يتحسر على شرب الماء ولا تنسونا دماء خيرة شبابنا الأبطال، مهما كان عدوكم قوي ، تذكروا مواقف  أبى الأحرار الإمام الحسين  كيف انتصار ، انتصر بحرب الكلمة قبل حرب السيف .

ماهر ضياء محيي الدين

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular