لقد حمل الأصدقاء في لندن الخبر الحزين والأليم، نبأ وفاة الصديق العزيز الكاتب والصحفي والمفكر العقلاني الشجاع عدنان حسين (ابو فرح)، بعد ان عانى الكثير من مرض السرطان. لقد كان الفقيد نموذجا رائعاً ومقداماً للصحفي الملتزم بمبادئ الحرية والديمقراطية والعلمانية والعدالة الاجتماعية والروح الأممية ازاء مصائر الشعوب الأخرى. لقد جند عدنان قلمه الشجاع ضد العنصرية والشوفينية والتمييز الديني والمذهبي والطائفية السياسية وضد التمييز ازاء المرأة ومصادرة حريتها وحقوقها والإساءة لكرامتها، وضد السياسات الطائفية ومحاصصاتها المذلة للشعب وضد الفساد والفاسدين كمؤسسات وأحزاب وشخصيات وضد البطالة والفقر وحرمان العائلات الفقيرة وتهميشها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، من اجل التنمية الوطنية الاقتصادية والاجتماعية ووضع موارد البلاد الأولية في خدمة التقدم الاقتصادي والاجتماعي وضد سياسات الحكومات العراقية المتعاقبة التي لم تفرط بموارد البلاد الأولية وتجييرها لصالحها والفاسدين فحسب، بل ونهبت خزينة الدولة والمليارات التي حصل عليها العراق من إيرادات تسويق نفطه الخام. لقد وقف الفقيد ضد الحروب والعدوان والاحتلال بكل أشكاله وضد عسكرة البلاد وضد الوجود الأجنبي أياً كان، وناهض وجود ونشاط المليشيات الطائفية المسلحة، وضد وجود دولة عميقة داخل الدولة، وجيش عميق داخل القوات المسلحة العراقية. لقد ناضل الفقيد الغالي ضد سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في العراق والشرق الأوسط، كما ناضل ضد وجود إيران العسكري والسياسي لإيران، وتدخلها السافر في شؤون العراق الداخلية والتحكم بسياسات البلاد من خلال حكام فاسدين وخانعين للأجنبي الإيراني. لم يتوقف المناضل عدنان حسين ولو للحظة واحدة عن الكتابة، وحين أراد حرية أكبر في الكتابة والنشر عمد الى النشر في صحافة أخرى خارج العراق ليضع النقاط على الحروف ويوضح المخفي من سياسات النظام السياسي الطائفي الفاسد في العراق. لقد خسر الشعب العراقي قلماً حرا لا يساوم ولا يتصالح مع سارقي قوت الشعب ولا يتوانى عن فضح وقائع إرهاب الدولة وفسادها أينما وحيثما حصلت. لقد كان أميناً لمبادئه الإنسانية ولم يرحم نفسه حتى في فترة مرضه الأولى، اذ واصل الكتابة الحرة والمحبة للشعب العراقي والكارهة لكل أعداء الشعب والفاسدين الطائفين من الحكام وغيرهم.
العزاء والمواساة القلبية لعائلة الفقيد، لزوجته الفاضلة والعزيزة أم فرح وابنته فرح ولكل أفراد العائلة الأخرين، العزاء لحزبه الشيوعي العراقي ورفاق وأصدقاء ومحبي الفقيد، العزاء للشعب العراقي بفقدان هذا القلم الحر والشجاع المدافع عن إرادة الشعب وحريته ومصالحه وضد استغلاله، عن استقلاله وسيادته الوطنية، والذكر الطيب دوماً لعزيزنا الرائع الفقيد عدنان حسين.