تركيا هل ستوافق على هجوم إدلب وتترك حلفائها لمصيرهم … إما الاستسلام أو مواجهة الموت؟
دارا مراد ـ xeber24.net ـ وكالات
اشارت تقديرات صحفية أن روسيا جمعت قوات بحرية وجوية كبيرة في البحر المتوسط قبالة الساحل السوري تحت قيادة قائد البحرية الروسية، الأدميرال فلاديمير كوروليف، وتشارك 25 سفينة حربية و30 طائرة في هذه المناورات الواسعة. وقد أُعلن عن المناورة بعد يوم واحد من قمة طهران بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان وحسن روحاني لتقرير مصير إدلب. قد يشير هذا إلى أن روسيا على وشك توفير قوة نيران هائلة لهجوم قوات النظام وميلشياته في شمال سوريا ضد الثوار، إذ وكما أشارت تقديرات صحفية، هناك أمر واحد يمكن التنبؤ به: النظام بإسناد من حلفائه الروس والإيرانيين مصممون على استعادة السيطرة على إدلب عاجلاً أم آجلاً.
معركة ستنقسم إلى عدة خطوات لتحقيق عدة اهداف :
الهدف الأول هو ضمان سلامة القاعدة العسكرية الروسية “حميميم” على الساحل السوري، والتي تعرضت لعدة هجمات من طائرات مسيرة مسلحة. وهذا ما يجعل، وفقا لتقديرات صحفية مقربة من نظام دمشق، من منطقة ريف اللاذقية الريفية الهدف الأول، يليه ريف إدلب. وزعم مصدر إعلامي مقرب من نظام الأسد أن المخابرات التركية قدمت معلومات جوهرية أضيفت إلى المعلومات الاستخبارية الروسية والسورية التي جُمعت في خلال الفترة الماضية، وقد أدى ذلك إلى إنشاء بنك من الأهداف ضد الجهاديين والثوار الرافضين للاستسلام. ووفقا لمصادر مقربة من النظام، فإن جسر الشغور وخان شيخون وسراقب وسهل الغاب قد تكون المواقع الأولية المفضلة التي يستهدفها النظام والروس بموافقة تركية.
ويُذكر أن العلاقة التركية السورية انتقلت من مرحلة حرجة إلى مرحلة أقل عدوانية. وتصريح وزير خارجية النظام، وليد المعلم، من أن: “دمشق لا تهدف إلى مواجهة تركيا”، اعتبره مراقبون أول تصريح لين من قبل نظام الأسد تجاه تركيا منذ بداية الصراع.
ويبقى السؤال الأهم الآن: هل تركيا مستعدة لترك الثوار في إدلب، الرافضين لشروط الروس، يواجهون مصيرهم، وبالتالي، إجبارهم على الاستسلام أو مواجهة الموت؟. وفي هذا السياق، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” أنه على الرغم من معارضة تركيا للهجوم على إدلب، يتوقع محللو الأمن والسياسة الخارجية أنها ستمضي قدمًا، كما حدث في السابق، مع القبول الضمني لأنقرة. ويبدو، حتى الآن، أن المحاولة التركية لدرء هجوم واسع النطاق قد فشلت يوم الجمعة برفض “هيئة تحرير الشام” حلَ نفسها والاندماج مع حلفاء تركيا في الشمال وفصل مسلحيها عن باقي مقاتلي المجموعات الجهادية الرافضة للاستسلام.
لقد عارضت تركيا عملية إدلب، لكن في الوقت الذي تقول فيه موسكو إنها تقدر علاقاتها مع أنقرة وكذلك عملية أستانا الروسية التركية الإيرانية، صرحت مصادر عسكرية روسية لصحيفة “كوميرسانت” بأن عملية إدلب لا يمكن تجنبها، حتى وإن لم يُحدَد شكلها النهائي.