في ظل التطورات المتسارعة حررت قوات سوريا الديمقراطية كامل مدينة سري كانيه /رأس العين وقرية تل حلف، وقتلت العشرات من عناصر العدو التركي.

من جهة أخرى قال نائب الرئيس الأمريكي “الولايات المتحدة الأميركية لم تعط الضوء الأخضر لتركيا حتى تغزو سوريا”، جاء ذلك في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض.

ويرى خبراء أن التصريح يأخذ حدودا أبعد من مجرد التلويح، ويعتقدون أنها مؤشر على تبدل الموقف الأميركي وتورط تركيا في غزو عسكري بسوريا غير محسوب.

وقال بنس إن الرئيس دونالد ترامب طلب من نظيره التركي رجب طيب أردوغان وضع حد للهجوم في سوريا وإعلان وقف فوري لإطلاق النار.

وأضاف بنس بأن ترامب طلب من أردوغان خلال مكالمة هاتفية، الدخول في مفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية ، موضحا أن “الرئيس كان حازما جدا مع أردوغان اليوم”.

اللافت في تصريح بنس أنه استخدم مصطلح “غزو”، وهي كلمة أشد مقارنة بما ذكر في بيان البيت الأبيض السابق في 6 أكتوبر والذي وصف تحرك أنقرة بـ “عملية مخططة منذ فترة طويلة في شمال سوريا”.

وكان ترامب قد صرح الاثنين أنه سيجيز فرض عقوبات على مسؤولين أتراك ويوقف المفاوضات مع أنقرة بشأن اتفاق تجاري قيمته 100 مليار دولار ويزيد الرسوم على واردات الصلب التركية إلى 50 في المئة ردا على توغل تركيا في شمال شرق سوريا.

ولم يحدد بيان ترامب، الذي قال فيه إنه سيصدر “قريبا” أمرا تنفيذيا بهذا الصدد، أي أسماء، لكنه أوضح أن الأمر سيتيح لواشنطن فرض “عقوبات إضافية قوية” على من يكونوا قد تورطوا في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان أو عرقلة وقف إطلاق النار أو منع النازحين من العودة إلى ديارهم أو ترحيل اللاجئين قسريا.

وقال ترامب “مستعد تماما لتدمير اقتصاد تركيا سريعا إذا واصل زعماء تركيا المضي في هذا الطريق الخطير والمدمر”.

ويرى مراقبون أن موقف الإدارة الأميركية الأخير قد جاء عقب اتفاق الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية.

وكانت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، أعلنت التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية لنشر قواته على طول الحدود مع تركيا، فيما صرح قيادي بارز من الإدارة الذاتية،  بأن مذكرة التفاهم التي أبرمت مع الحكومة السورية برعاية روسية تشمل حماية الحدود من دون المدن.

مراسل “NBC News” ريتشارد إنجل والذي يغطي النزاع من سوريا، قال في تغريدة إن “يبدو أن اتفاق الكرد مع الأسد لم يرق لإدارة ترامب، والآن يدفعون باتجاه اتفاق سلام مع تركيا،. إن هذا كان متوقعا. الكرد كانوا يقتلون. في الحرب، دائما تحدث التطورات السريعة والمفاجئة، لكن يبدو أن هذا لم يتم التحضير له”.

مراسل شبكة CNN ريان براون، قال في تغريدة إن ترامب أجرى مكالمة مع الجنرال كوباني عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بحسب ما كشف عنه بنس.

من جانب آخر، دانت دول الاتحاد الأوروبي الاثنين الهجوم التركي في سوريا.

وقد أوقفت العديد من الدول الأوروبية ومن بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا مبيعاتها من الأسلحة لتركيا بسبب الهجوم في سوريا كما أطلقت دعوات لفرض حظر أوروبي شامل على بيع الأسلحة لأنقرة.

وعوضا عن ذلك، وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد على “التطبيق الصارم” لسياستها المشتركة الحالية بشأن صادرات الأسلحة والتي تتضمن بندا يقضي بعدم الموافقة على مثل هذه الصادرات “إذا كانت ستسهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي”.

على الأرض، بدأت القوات النظامية السورية في التوغل على بعض النقاط الحدودية، بموجب الاتفاق الذي عقده الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية.

وفي ظل التطورات المتسارعة، تقهقرت القوات التركية في مدينة رأس العين، أحد المناطق الرئيسية التي لا زال الأتراك يحاولون السيطرة عليها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات سوريا الديمقراطية قسد، شنت هجوما معاكسا على القوات التركية والفصائل الموالية لها بأطراف وريف مدينة رأس العين، حيث تمكنت من تحقيق تقدم في المنطقة واستعادة مواقع ونقاط خسرتها لصالح الفصائل والقوات التركية خلال الساعات الفائتة.

وأعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن قوات سوريا الديمقراطية استعادت كامل مدينة رأس العين وقرية تل حلف بعد مقتل العشرات من عناصر العدو التركي.