.
يزداد القلق في العراق يوماً بعد يوم، منذ إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في التاسع من تشرين الأول الجاري، عملية “نبع السلام” داخل سوريا، الامر دفع السلطات العسكرية العراقية الى تكثيف اجراءاتها الامنية عند الحدود بعد تداول تقارير عن فرار المئات من عناصر “داعش” وأسرهم من السجون والمخيمات التي كانت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تحتجزهم فيها.
وتشكل مسافة الحدود العراقية – السورية أكثر من 680 كيلومتر، وهذه تعتبر تحدياً كبيراً للقوات الأمنية العراقية في قدرتها منع اختراقها من قبل عناصر تنظيم داعش.
ولدى العراق، الان مخاوف أثر الهجوم التركي على سوريا الذي قد يتخلله تسلل عناصر داعش إلى البلاد، خاصة وأن 13 ألف عنصر من “داعش” ينتظرون الفرصة للعبور إلى العراق في حال استمرار عملية “نبع السلام”، وفقا لما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع تحسين الخفاجي.
ويضيف أن “توغل عناصر داعش إلى العراق سيشكل تهديداً واقعياً لأمن العراق” مؤكداً سعي العراق لمنع هروب عناصر داعش عبر الحدود السورية.
ويلفت في حديث الى انه”تم إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود العراقية – السورية؛ ونصب أبراج للمراقبة وتكثيف الطلعات الجوية على مدار الـ24 ساعة على طول الحدود؛ وكذلك فتح خطوط الاتصال مع الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية وتركيا وأمريكا للعمل دون حدوث خروقات أمنية واردة”.
والى جانب ذلك، قال متابعون على شبكات التواصل الاجتماعي إن “الفاسدين يحاولون ادخال 13000 عنصر اجنبي من داعش الى العراق، ليبنوا لهم مخيمات، فيسرقوا اموالها اولا ثم يهربوهم فيفتعلوا حرباً جديدة ليثبتوا كرسيهم”.
وأمس الاثنين، رد الخبير الأمني هشام الهاشمي، على معلومات أشارت إلى دخول المئات من قادة تنظيم “داعش” إلى العراق بعد هربهم من معتقلات قوات سوريا الديمقراطية على خلفية العملية التركية في الشمال السوري.
وقال الهاشمي عبر موقعه الرسمي وتابعه “ناس” إن “الذين هربوا من مخيم عين عيسى هم نساء وأطفال وشيوخ كبار بالسن، ولم يهربوا من السجن وإنما هربوا من مخيمات عوائل داعش”، مبيناً أن “وعديدهم بحسب بيان لـ (قسد) هو 785 شخصاً”.
وأضاف، : “لا أظن أنهم استطاعوا الوصول الى العراق وهم بهذا الضعف والهشاشة والمسافة أكثر من 120 كم، طبعا وهربوا يعني انهم عزل وبدون مال وفي منطقة لا تزال تحت سلطة قسد”، مشيراً إلى أن التصور المنطقي هو أنهم “اختبئوا في القرى القرية من جنوب الرقة”.
وأكد الهاشمي، أن “الحدود العراقية من الجهة التي زعم المتحدث أنهم وصلوا إليها ممسوكة بشكل جيد، ولو فرضنا صحة زعمه فهذا العدد كبير كيف يتم التكتم عليه بحيث لا يعرف به الا هو”، موضحاً أن “قوات قسد أشارت أيضا إلى عدم وجود اي عنصر عملياتي أو لوجستي من داعش بين الهاربين، فضلا ان يكونوا قادة”.
وكان مجلس الأمن الوطني قد وجه في (12 تشرين الاول 2019) بـ”تأمين الحدود مع سوريا”، بعد انباء عن هروب عدد من عناصر تنظيم داعش نتيجة العمليات العسكرية التركية داخل سوريا.
وذكر بيان للمجلس تابعه “ناس” إن “أعضاء المجلس ناقشوا تداعيات العدوان التركي العسكري على الأراضي السورية، وما يخلفه من آثار على العراق”.
وأضاف أن “المجلس وجّه بتأمين الحماية للحدود العراقية السورية من خلال قيادة قوات حرس الحدود والقطاعات العسكرية للجيش العراقي، مشيار الى ان أنه “تم استثناء قيادة قوات الحدود من تعليمات تنفيذ العقود الحكومية لغرض بناء الأسيجة السلكية والأبراج ونصب الكاميرات الحرارية لتأمين الحدود العراقية السورية، كما تم تخويل وكيل وزارة الهجرة والمهجرين الصلاحيات الإدارية والمالية، لبناء مخيم يؤوي سكان مخيم الهول السوري”.
وأطلق الجيش التركي، في التاسع من أكتوبر الجاري، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، معلنا أن هدفه “تطهير المنطق من “بي كا كا/ ي ب ك” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم”.