أنقرة – أعلنت أنقرة اليوم الخميس تعليق العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا لـ120 ساعة فقط بعد مباحثات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووفد أميركي يرأسه نائب الرئيس مايك بنس الذي أكد بدوره إن بلاده ستؤمن انسحاب الوحدات الكردية من المنطقة.
وأكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو تعليق العملية العسكرية في شمال شرق سوريا في انتظار انسحاب المقاتلين الأكراد من المنطقة، لكنه قال “نحن نعلق العملية ولا نوقفها”، مضيفا “سنوقف العملية فقط حين ينسحب المقاتلون الأكراد في شكل تام من المنطقة”، مؤكدا أن بلاده لم تعط أي ضمانات لأميركا بشأن كوباني. كما أكد أن زيارة أردوغان لواشنطن الشهر المقبل لاتزال قائمة.
وتحدث بنس عن توصل تركيا والولايات المتحدة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، موضحا “هدفنا هو ضمان انسحاب ي ب ك خلال الـ120 ساعة القادمة وهذا الأمر قد بدأ بالفعل”.
ولفت مايك بنس إلى أن وحدات حماية الشعب الكردية أعطت ضمانا بالانسحاب من المنطقة، مضيفا أنه جرى التوصل إلى تفاهم بين تركيا والولايات المتحدة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية بالكامل شمال شرق سوريا.
وقال بنس للصحافيين بعد محادثات مع الرئيس رجب طيب اردوغان استمرت أكثر من أربع ساعات إنه للسماح بانسحاب القوات التركية “خلال 120 ساعة، سيتم تعليق كل العمليات العسكرية في إطار عملية نبع السلام، على أن تتوقف العملية نهائيا ما أن يتم انجاز هذا الانسحاب”.
وعلى القوات الكردية أن تنسحب من منطقة بعمق 32 كلم بحيث تتحول في النهاية إلى “منطقة آمنة”.
وأشار إلى أن الاتفاق لا يشمل الاتهامات الأخيرة من جانب المدعين الأميركيين ضد هال بنك التركى. وقال فى مؤتمر صحفى “إن الاتهامات الخاصة بانتهاك العقوبات المفروضة على إيران، هى قضية خاصة بوزارة العدل والمدعين العامين في نيويورك”.
وأكد بنس إن اتفاق وقف إطلاق النار يشمل قيام الولايات المتحدة بسحب العقوبات التي فرضتها مؤخرا على تركيا وليس الاتهامات القانونية.
وعلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على ما أسفرت عنه محادثات بنس في تركيا معتبرا أنه “يوم عظيم” لتركيا والأكراد، مضيفا أن الاتفاق على وقف إطلاق النار في سوريا مع تركيا “نتيجة مذهلة”.
ووصف قرار وقف إطلاق النار في منطقة شمال شرقي سوريا باليوم العظيم” لتركيا والأكراد. وقال في تصريحات للصحفيين في مدينة فورت وورث بولاية تكساس، إن “الأكراد سعداء بالاتفاق”.
وتابع أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع تركيا بشأن شمالي سوريا إنجاز عظيم، مضيفا “اتفاق وقف إطلاق النار بشمالي سوريا سينقذ ملايين الأرواح وحلفاءنا الأكراد. حققنا كل ما يمكن أن نحلم به في ما يتعلق بالوضع شمالي سوريا، الوضع الآن يجعل الجميع سعداء، ويمكننا الآن إعادة جنودنا إلى الوطن مع بقاء قدرتنا على احتواء تنظيم داعش”.
وأثنى على نظيره التركي ووصفه بأنه قائد عظيم وشديد البأس، قائلا “لقد حقق (أردوغان) شيئا عظيما وأنا أشكره. أقدر ما قامت به تركيا وأكن الكثير من الاحترام للرئيس أردوغان”.
وقال أيضا “سعيد لأننا لن نحتاج لفرض عقوبات على تركيا ولم أكن بحاجة للكونغرس لفرض تلك العقوبات. فرض العقوبات على تركيا أو رفعها ليس بيدي بل الكونغرس هو من يقرر”.
This is a great day for civilization. I am proud of the United States for sticking by me in following a necessary, but somewhat unconventional, path. People have been trying to make this “Deal” for many years. Millions of lives will be saved. Congratulations to ALL!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) October 17, 2019
وأشار إلى أن تركيا عانت كثيرا وتعرضت للضرر من هذه المنطقة في شمال سوريا، مضيفا “أعتقد أن وقف إطلاق النار سيستمر والرئيس أردوغان يريد ذلك. الفرصة ما زالت متاحة للرئيس أردوغان لزيارتنا في واشنطن، الشهر المقبل”.
وفي وقت سابق، كتب ترامب في سلسلة تغريدات حول الاتفاق عبر تويتر “هذا يوم عظيم للحضارة. وأنا فخور بالولايات المتحدة لوقوفها بجانبي في إتباع طريق ضروري، لكنه غير تقليدي إلى حد ما”.
وتابع “الناس كانوا يحاولون إبرام هذا الاتفاق لسنوات عديدة. سيتم إنقاذ ملايين الأرواح. مبروك للجميع!”
وشارك في الاجتماع من الجانب التركي أردوغان ونائبه فؤاد أوقطاي ووزراء الخارجية مولود تشاووش أوغلو والخزانة والمالية براءت ألبيرق والدفاع خلوصي أكار ورئيس هيئة الأركان العامة يشار غولر من الجانب التركي ومن الجانب الأميركي نائب الرئيس مايك بنس وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين والمبعوث الخاص إلى سوريا جيمس جيفري وسفير واشنطن لدى أنقرة ديفيد ساترفيلد.
ويأتي الاعلان عن تعليق العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا بينما أعلن أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي اليوم الخميس تشريعا يتضمن فرض عقوبات واسعة النطاق على تركيا بسبب هجومها على سوريا.
ويستهدف مشروع القرار الذي يبحثه المجلس الذي يهيمن عليه الجمهوريون، عددا من المسؤولين الأتراك ومعاقبة تركيا لشرائها منظومة إس 400 الصاروخية من روسيا. وتوقع السناتور الجمهوري ليندزي غراهام حصول التشريع على تأييد واسع من أعضاء المجلس من الحزبين.