أنقرة – أقدمت السلطات التركية على اعتقال رؤساء بلديات هكاري ويوكسيكوفا وأرجيش ونصيبين قرب الحدود التركية مع سوريا والعراق اعتقلوا في اتهامات تتعلق بالإرهاب، وذلك على خلفية انتقادهم للعملية العسكرية التركية على شمال سوريا.

وقالت وسائل إعلام حكومية وحزب تركي مؤيد للأكراد إن الشرطة التركية اعتقلت أربعة رؤساء بلديات من أعضاء الحزب في مداهمة فجر اليوم الثلاثاء موسعة نطاق حملتها منذ أن بدأت أنقرة توغلها في شمال سوريا الأسبوع الماضي.

وقال حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد ووكالة أنباء الأناضول إن رؤساء بلديات هكاري ويوكسيكوفا وأرجيش ونصيبين قرب الحدود التركية مع سوريا والعراق اعتقلوا في اتهامات تتعلق بالإرهاب. ولم يرد ذكر للتفاصيل.

ويتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته حزب الشعوب الديمقراطي بأنه على صلة بحزب العمال الكردستاني وحوكم آلاف من أعضائه لهذا السبب منهم زعماؤه. وينفي الحزب مثل هذه الصلة.

وفي حين أيدت أغلب أحزاب المعارضة العملية العسكرية في سوريا دعا حزب الشعوب الديمقراطي لوقفها ووصفها بأنها “محاولة غزو”. وقال الحزب إنها محاولة من جانب الحكومة لحشد التأييد وسط تراجع شعبيتها.

وقال حزب الشعوب الديمقراطي إن 151 من أعضائه منهم مسؤولون محليون اعتقلوا خلال الأسبوع الأخير منذ أن بدأت تركيا وحلفاؤها من المعارضين السوريين الهجوم في سوريا.

وبدأت الشرطة التركية في الأسبوع الماضي تحقيقات جنائية مع الزعيمين المشاركين في رئاسة الحزب بسبب انتقادهما للعملية العسكرية وبدأت التحقيق بشأن أكثر من 500 حساب على مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بما أطلقت عليه “دعاية إرهابية” تنتقد الحملة العسكرية.

واستبدلت تركيا، الشهر الماضي، رؤساء بلديات من حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في ديار بكر ووان وماردين بمسؤولين حكوميين واعتقلت أكثر من 400 شخص للاشتباه بصلاتهم بمقاتلين في خطوة انتقدها المعارضون بحدة.

وكانت السلطات قد بدأت تحقيقات مشابهة بعد عمليتين سابقتين عبر الحدود في سوريا. واعتقل أكثر من 300 شخص بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي انتقدت الهجوم التركي في شمال سوريا في يناير كانون الثاني 2018.

وكانت قوات الأمن التركية بدأت بشنّ حملة أمنية ضدّ منتقدي عمليتها العسكرية المسماة نبع السلام في شمال سوريا.

وبدأت بتعقب محتوى وسائل التواصل الاجتماعي الذي تعتبره مناهضا للعملية العسكرية التي أطلقتها أنقرة الأسبوع الماضي في شمال سوريا.

واعتقلت السلطات التركية رئيس موقع إخباري تابع للمعارضة الخميس في إطار حملة قمع ضد منتقدي العملية العسكرية التي تشنها أنقرة في شمال سوريا، بحسب مدير الموقع.

وذكرت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء أنه تم اعتقال هاكان ديمير رئيس موقع “بيرغون” اليساري بعد اتهامه بـ”تحريض الشعب على الكراهية والعداوة” بسبب رسالة بعث بها على تويتر.

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن إجراءات قانونية بدأت ضد 78 شخصا، دون أن يتضح على الفور ما إذا كان جرى توقيف أيٍ منهم.

وذكرت المديرية العامة للأمن التركي على موقعها الإلكتروني الليلة الماضية أن المنشورات “تحرض الناس على الحقد والكراهية”، واتهمت أصحاب المنشورات بالتورط في “دعاية لمنظمة إرهابية”، وهي اتهامات قد تتسبب في سجن المتهمين بها لسنوات.

ويعيد هذا للأذهان ما قامت به الشرطة التركية خلال العملية العسكرية على بلدة عفرين السورية مطلع عام 2018، عندما جرى توقيف المئات وتم اعتقال بعضهم رسميا.

وشنت تركيا عملية “نبع السلام” الأربعاء ضد قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها الأكراد والتي تعتبرها أنقرة فرعا “إرهابيا” للمسلحين في المنطقة.

وسبق للسلطات أن اعتقلت منتقدين على الإنترنت خلال عمليات سابقة ضد القوات التركية في سوريا واتهمتهم بـ”الدعاية الإعلامية الإرهابية”.

وتنتقد جماعات حقوقية تضاؤل حرية التعبير في ظل حكم الرئيس رجب طيب أردوغان خاصة عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016 التي تلتها حملة قمع اعتقل خلالها عشرات آلاف المعارضين السياسيين.