ظنت او توهمت القيادة الايرانية , بأنها وضعت العراق في جيبها , واصبح لعبة بيدها وانتهى امره لا يمكن الفكاك من الاحتلال الايراني , واصبح ورقة رابحة في يدها , وخاصة وان من يحكم العراق بشكل فعلي وحقيقي , هم المليشيات المرتبطة بايران , ( رأسها في ايران وذيلها في العراق ) , فبيدها القرار والمصير , وكل الباقي كارتونات مزيفة , أوخرفان مطيعة تحت اقدام خامئني . وان رئة النظام الطائفي الفاسد والمجرم , هي ايرانية قلباً وقالباً . وحتى حياته وعمره مرتبط بالوجود الاحتلال الايراني البغيض والكريه . واصبح العراق الشريان الحيوي لايران يمدها بالمال والخيرات , واصبح سوق ايرانية داخلية . من اجل تخفيف الازمة المالية والاقتصادية الخانقة , التي باتت تهدد النظام الايراني بالانهيار . وهذا ما يفسره معنى التشبث بالعراق , حتى لا يهرب من جيبها , وينحسر نفوذها في المنطقة , وتخسر الشريان الاقتصادي المهم ( حوالي قيمة الصادرات الايرانية للعراق تقدر 20 مليار دولاراً سنوياً , في ظروف الحصار الدولي الخانق على ايران . لكن بالمقابل ينحرم العراق من استغلال خيراته وامواله , اذا كانت تصب في الشرايين الايرانية وليس العراقية . لذلك تراكم الغضب الشعبي , من الازمات والحرمان من حق الحياة والعمل والخدمات , فكل شيء معطل ومهمل في العراق . .
لذلك لم يخطر في بال القيادة الايرانية , ان ينهض المارد العراقي الجبار ويقلب المعادلة على رأس ايران والمليشيات المرتبطة بها . ويزعزع عروش الحكومة ومليشياتها الحاكمة في العراق . ان يرفع صوته المدوي ضد الاحتلال الايراني البغيض , في المطالبة بتحرير العراق من الجيب الايراني الكريه . هكذا هبت انتفاضة الشباب البطل , بالمطالبة بوطن .وهذا ما يفسر اختيار الحكومة واحزابها ومليشياتها , الحل الامني الطريق الوحيد في اجهاض انتفاضة الشعب وغرقها بنهر من الدماء , وغلق تماماً المسار السياسي , لانه لا يريدون ان يتنازلوا قيد انملة , او خطوة الى الوراء . وان بديلهم المفضل الحل الامني . يعني المزيد من الدماء والعنف والانتقام بقتل المتظاهرين . يعني هذا الطريق الخطير , حتما سيؤدي الى حرب شيعية / شيعية . الى المزيد من العنف الدموي , وفي ظرف يومين سقط حسب التصريح الرسمي من المفوضية لحقوق الانسان في العراق , وهي منظمة مستقلة , حيث ذكرت بسقوط 64 شهيداً واكثر من 3000 جريحا ومصاباً , والارقام في وتيرة متصاعدة , طالما لم يتوقف اطلاق النار على المتظاهرين .
رغم الدعاية المزيفة والحقيرة والهزيلة , التي اصبحت مدار سخرية واستهزاء بالتصريح القراقوشي من وزرة الداخلية , او هي بالاحرى وزارة النفاق الداخلي , ادعت بالنفاق السخيف , بمثابة هروب الجبناء من الجريمة . حيث ذكرت بأنها ( تسعى جاهدة الى الحفاظ على ارواح المواطنين وعدم الاعتداء عليهم , بل قامت بتأمين حماية المتظاهرين , بكل مسؤولية وضبط النفس , وعدم استخدام السلاح الناري ضد المتظاهرين ) هذا التصريح حتى لا يقنع حتى المجانين لتفاهته الساذجة . لذلك نتوجه الى هذا الجهبذ العبقري الذي كتب هذا التصريح . منْ قتل المتظاهرين بهذه الاعداد الضخمة ؟ , مئات الشهداء والآف الجرحى والمصابين ؟ وماهي الجهة المسؤولة عن أراقة الدماء ؟ . ومن الطرف الذي مارس العنف والانتقام الدموي ؟ ومنْ هو الطرف الثالث , او القناصة المجهولين ؟ من اين جاءوا من كوكب المريخ أم من الصومال أم من كواكب جنية غير مرئية ؟ هذه المهازل وهذا المنطق يعني استخفاف بعقولهم وليس بعقول غيرهم . ولا يمكن ان يقنع الرأي العام الداخلي والخارجي , ويدل بأن حاكمهم الفعلي وولي أمرهم الايراني , اوقعهم في ورطة عويصة لا خلاص منها . وان الامور بهذه العقليات الغبية والجاهلة والعميلة , يقودون العراق الى الهلاك والخراب . ولا يمكن يتوقف مسلسل الدم . إلا بطمرهم في حاويات القمامة , والتخلص من الاحتلال الايراني البغيض والكريه ……………………… والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله