في مسرحية هزيلة وبائسة وقف إرهابيان دوليان هما قيس الخزعلي وهادي العامري يتحدثان عن الفتنة والمؤامرة ضد النظام السياسي الطائفي الفاسد والتابع لإيران، التي “يثيرها” المتظاهرون السلميون في العراق. إنهم يتحدثون عن مؤامرة تقودها إسرائيل والولايات المتحدة في العراق، كما يتحدث صنوهم في بيروت حسن نصر الله حين اتهم مظاهرات الشعب اللبناني بأنها مدفوعة الأجر من الخارج، ويقصد بالضبط إسرائيل والولايات المتحدة! وقف هذا المسخان يتحدثان عن المجاهدين الذين سقطوا في المظاهرات، في حين هم يعرفون إن المظاهرات السلمية والسلميين لم يتحرشوا بمقرات الأحزاب الإسلامية السياسية والميليشيات الطائفية المسلحة، بل المتآمرون على الانتفاضة الشعبية، الراغبون في تفتيتها بممارسة أعمال اشغب والفتنة وممارسة اشعار الحرائق لاتهام الانتفاضة بها! أنهم يريدون بذلك شن الهجوم على المظاهرات السلمية باعتبار المشاركين فيها “بعثيون وفوضويون وأعوان إسرائيل وأمريكا!!!”، إن هذه الجماعة الحاقدة والكراهة للانتفاضة وأهدافها النبيلة تحاول القيام بكل دنيء وخسيس لمواجهة مظاهرات الشبيبة المقدامة، إن من أحرق تلك المقرات في بعض دول الجنوب هم المرتزقة الذين أرسلتهم الميليشيات الطافية المسلحة، مرتزقة إيران وقاسم سليماني ومن لف لفهما، ويفترض على من يسعى لمعرفة الحقيقة أن يتحرى في هذه الأوساط عن المجرمين، وليس في صفوف المتظاهرين السلميين الذين أعلنوا منذ اليوم الأول، في الأول من تشين الأول وفي الخامس والعشرين من تشرين الأول، أنهم سلميون لا يريدون اعتداء على أحد، ولا الاعتداء على مؤسسات الدولة والملكية الخاصة وبيوت الناس والأشخاص. إن من يحاول التحري عن المجرمين في صفوف المتظاهرين السلميين، كمن يريد حقاً الاصطفاف مع أعداء الشعب لتخريب الانتفاضة وقمعها بكل السبل الدنيئة وغير المشروعة. على الحكومة الجائرة أن تتحري عن المجرمين الذين أشعلوا الحرائق في صفوف الحرس الثوري الإيراني بالتنسيق مع الميليشيات الطائفية الشيعية المسلحة التابعة لإيران ايضاً التي لا تتوورع عن استخدام كل الأساليب لتبرير قمع المظاهرات! إنه نفس الأسلوب الذي تمارسه الدكتاتوريات والقوى الفاشية، إسلامية الاسم أو غيره، التي تحمل السلاح غير المجاز وخارج القانون وتمارس الإرهاب جنباً إلى جنب مع إرهاب الدولة والحكم الطائفي الفاسد.
المتظاهرون السلميون لا يقتلون أحدا، المتظاهرون السلميون لا يدمرون البنايات الحكومية، وهي أملاك الشعب، ولا يعتدون على دور الناس ومؤسسات القطاع العام والخاص، بل الذين يمارسون ذلك هم المعادون للمظاهرات السلمية، والمنافقون الأوباش هم الذين يمارسون الفوضى والتخريب العمد.
إن المسرحي المسخ والفاشل قيس الخزعلي يقبل رأس امرأة قتل ابنها، وهي تصرخ مستغيثة، ويحتضنها وكأنه حاميها ويدافع عنها ويطالب بالثأر، بدم القتيل عنها. ولكن عليه أن يفتش عن القتلة في صفوف تنظيمه الميليشياوي الطائفي “عصائب الحق الفاشية، وميليشيات منظمة بدر التي شكلت في طهران أصلاً وبقيادة قاسم سليماني، وميليشيات الخراساني وحزب الله التي أسسهما الحرس اثوري الإيراني.. وغيرها، هذه التنظيمات الفاسدة والمسلحة من مخازن أسلحة الدولة العراقية ودولة إيران الطائفية، والمزودة بأموال السحت الحرام، أموال الشعب المجباة بطرق شتى غير مشروعة والفضائيين المسجلين في قوائم زائفة، وكذلك من الأموال التي تدفع للحشد اللاشعبي، وما يصل إليها من تمويل إيراني مباشر. لم يعد الشعب يثق بكم، لقد تعريتم أمام الشبيبة العراقية المنتفضة والمقدامة، لم يعد يصدق أكاذيبكم وتدينكم المزيف وعمائمكم التي تحتها يكمن ألف إبليس وإبليس إلا الناس غير المتنورين والمتأثرين بدعاياتكم المزيفة. مسرحيتكم في إحدى الساحات ببغداد وحولكم مرتزقتكم والمغشوشين بكم ومن أتباع ولي الفقيه الإيراني لن تمرَّ إلا على الذين ما يزال الجهل بكم يلفهم، لن يصدقها الشعب الذي تتفتح عيونه يوماً بعد آخر. كم أنتم سادرون في غيكم وظلمكم وتجبركم وقسوتكم السادية في التعامل مع المعتقلين خارج القانون، كم أنتم مناهضون لهذا الشعب الأبي وحقوقه المشروعة والعادلة، كم أنتم حاقدون على أتباع الديانات والمذاهب الأخرى، بل حتى على أتباع المذهب الشيعي الذين لا يتبعونكم ويعرفون نهجكم العدواني. أنتم لا تختلفون عن داعش والقاعدة وغيرها من التنظيمات العدوانية بشيء، إلا ادعاءكم التشيع، وهو تشيع صفوي، باطل ومشوه وحاقد. لقد سيطرتم حتى على الحكومة ورئيسها ورئيس مجلس النواب وهيمنتم على قراراتهما وسيرتموهما كما يشاء علي خامنئي ووكيله في العراق قاسم سليماني.
أتمنى أن يتسارع التنوير الشبابي ليصل إلى كل الشعب، إلى الفئات الكادحة والمؤمنة، إلى النساء والرجال في كل أنحاء العراق، ليدركوا جميعاً عمق المستنقع الذي دفعوا العراق إليه، والنفق المظلم الذي أدخلوه فيه. إن انتفاضة الشبيبة هي المفتاح والخطوة الأولى على طريق الخلاص من هذا المستنقع الطائفي الفاسد والخروج إلى نور الحرية والحياة الديمقراطية والحرص على إرادة الشعب وطموحاته ومصالحه الأساسية.
على الشبيبة العراقية أن تحافظ على سلمية التظاهرات ألَّا تنجر للعنف وأن ترفضه بقوة، وأن تفضح العناصر التابعة للميليشيات الطائفية المسلحة والحرس الثوري والحشد الشعبي التي تمارس العنف، كالقتل وإشعال الحرائق والعربدة، إن انتصاركم يا شبيبة العراق يرتبط بمدى قدرتكم على إبعاد الصيادين المرتزقة بالماء العكر والانتهازيين وعملاء إيران. إن المتآمرين من النخب الحاكمة التي تعمل من وراء ستار يخططون وينظمون وينفذون عمليات إرهابية واغتيالات وحرائق وإجراءات من شأنها إشاعة العنف في الشارع العراقي لقمع الانتفاضة الشبابية الرائعة. أن العدل والشرعية مع الشبيبة العراقية وستنتصر على النخب السياسية الطائفية الحاكمة والفاسدة والتابعة.