رأس العين (سوريا) – اشتبك الجيش السوري اليوم الأحد، مع القوات التركية في ريف مدينة رأس العين شمال سوريا على الحدود مع تركيا، وانتهت العملية بسيطرة النظام على قرى إضافية في المنطقة.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء إن “وحدات من الجيش العربي السوري أحكمت سيطرتها على أربع قرى جديدة في ريف رأس العين الجنوبي الشرقي شمال غرب الحسكة وهي أم حرملة، باب الخير، أم عشبة، الأسدية وقلصت المسافة باتجاه الحدود التركية إلى ثلاثة كيلومترات”.
والسبت، أرسل الجيش السوري تعزيزات لمناطق استراتيجية على الحدود الإدارية لمدينة رأس العين على محور طريق تل تمر رأس العين بالريف الشمالي لمحافظة الحسكة، لصد القوات التركية. ومنعها من التوغل اكثر في الأراضي السورية.
وتعد هذه المرة الأولى التي ينتشر فيها الجيش السوري في تلك المناطق منذ أن فقد السيطرة عليها قبل 5 سنوات حيث كانت تحت سيطرة الأكراد.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد مقتل جندي تركي وإصابة خمسة في وقت سابق اليوم الأحد، في رأس العين بعد هجوم بالصواريخ والمورتر نفذته وحدات حماية الشعب الكردية ضد قوات الجيش التركي بعد أيام قليلة من اتفاق وقف إطلاق النار وإعلان انسحاب قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، من المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان الأحد إن الجيش كان يجري عمليات استطلاع ورد على الهجوم بالمثل.
وأمس السبت، تكبدت فصائل مسلحة موالية لأنقرة خسائر كبيرة أيضا، حيث قتل قُتل 15 شخصًا جرّاء اشتباكات في شمال شرق سوريا بين المقاتلين بدعم الطيران التُركي ومقاتلين أكراد سوريّين مدعومين من دمشق.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إنّ “المعارك تحصل في مناطق واقعة بين تل تمر ورأس العين وأوقعت 15 قتيلاً، 9 من الفصائل الموالية لتركيا و6 من قوّات سوريا الديمقراطيّة”.
وكانت تركيا والفصائل الموالية لها قد وضعت يدها على هذه المناطق الحدودية منذ بدء عمليتها في شمال سوريا ضد القوات الكردية في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقالت “سانا” إن القوات السورية انتشرت على طريق بطول 30 كلم جنوب الحدود التركية.
وينص اتفاق 17 تشرين الأول/أكتوبر بين أنقرة وواشنطن على انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من “المنطقة الآمنة” التي تمتد بعمق ثلاثين كيلومترا من الحدود التركية وبطول 440 كيلومترا. وتعتبر أنقرة هذه القوات فرعا من حزب العمال الكردستاني الذي يقود حركة تمرد ضدها في تركيا، أي “منظمة إرهابية”.
وأعلنت واشنطن الثلاثاء أن الانسحاب انتهى، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفى السبت ذلك.
وقال إردوغان في خطاب في إسطنبول “إذا لم ينسحب الإرهابيون (من المنطقة) في نهاية المئة وخمسين ساعة، فإننا سنتولى الأمر ونطهرها بأنفسنا”.
وكانت مهلة الانسحاب بدأت في 23 تشرين الأول/أكتوبر الساعة التاسعة بتوقيت غرينيتش إثر اتفاق روسي تركي حول الموضوع كان بمثابة ضمانة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لـ”تسهل سحب” عناصر وحدات حماية الشعب الكردية من الحدود وكذلك لتجنب أي مواجهة بين قوات نظام بشار الأسد والجيش التركي.