(تقديم)
أمين يونس
قرأتُ كِتاب (وجهاً لِوجه مع داعِش) للكاتِب المُرهَف مراد سليمان علو، ولأنّي أعرفهُ جّيِداً، لم أتفاجأ بِصِدق مشاعرهِ وأحاسيسه في كُل صفحة وكُل سَطر. رُبّما يختلف قارئٌ مع رأيٍ هُنا أو فِكرةٍ هُناك، لكنّي أرى بأن أي مُنصِفٍ لابُدّ أن يكتشف بسهولة مدى الأمانة التي كتبَ بها مُراد مُدّونته.
يقول مُراد سليمان علو في إحدى تجّلياته السابقة:
أنا على خِلافٍ مع الله
قبلَ جبريل
أنا في خِلافٍ مع بغداد
قبلَ أربيل
وأنا على خِلافٍ مع الفقيرِ
قَبلَ الأمير
فهوَ المُدانُ
وهو الجبانُ
وهو الذي لا يسير!
رغم هذا، فأن فُقراء سيباي والسكينية، صبيحة يوم الفرمان، فَرّوا باتجاه الجبل، مَشياً على الأقدام لأنهم لا يملكون سيارات. الوُجهاء والرؤساء والزعماء والأغنياء، رغم قّلتهم في تلك الأنحاء، ركبوا عرباتهم الفارهة مع عوائلهم، وبعد سويعاتٍ كانوا في مُدنٍ آمنة، بينما الفُقراء ومن ضمنهم مُراد، عانوا الأمَرَين طيلة أيامٍ وليالٍ حتى استطاعوا الوصول إلى مشارف شرف الدين.
نعم يا صديقي، حتى الذين قاوموا ببسالةٍ مُنقطعة النظير واستشهدوا على السواتر وفي جبل سنجار جّلهم من الفقراء، فالأثرياءُ على الأغلب يُفّضلون المواقع الخلفية.
كَمْ كُنتَ صائِباً يا مُراد، حينَ أشَرتَ في عدّة أماكن من كتابك، إلى (أنواع الدواعش) فـ (داعش) التقليدية معروفة وواضحة بعباءتها التكفيرية الإسلامية المتطرفة، لكن (دواعش) التصرفات والأخلاق والفساد والنفاق، من مُختلف الطوائف والأديان والأحزاب، موجودون ومنتشرون للأسف.