1 ـــ نرى العراق, فيه اولاد لنا, الخيرون منهم يدافعون عنه, يستشهدون وينتصرون, وفيه ايضاً اولاد لنا, عاقون يقاتلون ويقتلون اخوة لهم, بين القاتل والقتيل مساحة وطن, الأبن البار فيها, ينتفض فيه الجوع والمرض والأذلال وجرح الكرامة الوطنية, بعكسه الأخر, خرج من بيضة الأجتياح الأيراني بعد الأحتلال الأمريكي عام 2003, فاسداً ارهابياً منحطاً ملوثاً بأوحال مفتعل المقدس, اكتسب طبعه الوحشي, من داخل عتمة الحسينيات والحوزات ومقرات مذهب ذوي العاهات الأيديولوجية والأخلاقية, يرتكبون جرائم القنص والأغتيال والخطف والتصفيات الجماعية بدم بارد واعصاب ميته, بحق اخوة لهم في حليب الأمهات, كيانات مشوهة اجهضتهم ايران في مواخير مذهبها, تتلذذ في شرب دماء اهلها, كما هو الحرس الثوري الأيراني.
2 ـــ نرى في العراق ايضاً, احزاب ومراجع شيعية, اغلبها استوطنت مقدسات العراقيين, وتخرجت من مراكزها وحوزاتها احزاب ومليشيات, ملوثة بالخداع والأحتيال والدسائس والأيقاع بأهل الأرض, وككل الدواعش, مغموسة بالفساد والأرهاب وقسوة الأبادة, افرغت العراق من ثرواته وارثه الحضاري, ولم تترك لأهله غير كفر الجوع والأوبئة والجهل والأذلال, وما تتعرض له انتفاضة العراقيين في 01 اكتوبر 2019, من ردة فعل مستهترة ينفذها, اولاد كانوا يوماً لنا, فأصبحوا سماسرة فاسدين مأجورين فاشلين ومعتوهين, يقاتلون اهلهم ويقتلون اخوتهم, بالرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع, متخذين من ولاية الفقيه (الأيراني) وطن ورب لهم, ما اتعسهم مليشيات دموية, تجمعت في حشد شعبي ايراني, لا وظيفة له غير خيانة الوطن ووخذلان الأهل.
3 ـــ ونرى في العراق ايضاً, متاريس لمثقفين (كتاب ومحللين وباحثين ومفكرين!!!), لديهم مراكز لتوزيع بريد مقالات الأحباط, يخرفون افكار لخلط الأوراق, وهذيان لأدانة الأنتفاضة الشبابية غير المسبوقة في التاريخ الوطني, انتفاضة جوع واذلال وضياع وطن, ويتهمون مئآت الشهداء والاف الجرحى والألاف من المغيبين والمعتقلين والمطاردين, بأنهم مندسين وعملاء للبعث الأمريكي والأسرائيلي, شباب معدل اعمارهم 19 عاماً, 90% منهم من جنوب العراق ووسطه, حيث لا توجد خلية بعثية واحدة حتى ولو نائمة, ولو استطاعوا فعلاً, لفعلوها في مناطق نفوذهم في المحافظات الغربية, وليس في الجنوب والوسط وفي مدينة الثورة حصراً, كتاب يستغفلون عقول الناس ويبررون تخريفهم بنصوص من ماض لم يعد قائماً, ولم يكلفوا انفسهم لقراءة الواقع العراقي, انهم بأتهامهم الباطل لانتفاضة شباب محافظات الجوع في الجنوب والوسط, يسوقون (مع سبق الأصرار) لأحلام البعث بالأنبعاث من مقابر وحفر تاريخهم الأسود, يكررون مقالات استغباء قانصة, لوثت التاريخ الوطني للثقافة العراقية, مصابون بفقر الأحسان بضياع الوطن, ويبدو شفائهم عسيراً وقد جفت عيونهم من نقطة الحياء.
4 ـــ وفي العراق نرى ايضاً, كتّاب افاضل وجدت أفكارهم ومواقفهم ومقالاتهم, مساحة خضراء في وعي انتفاضة الشباب, وتصدرت مواقع الكترونية وطنية, تنقل كلمة الحق الوطني, الى الساحات والشوارع المنتفضة, لتهتف بها حناجر شباب الأنتفاضة “نريد وطن” كتاب (القطعة) من خارج الوجع العراقي, لا تفقه معنى ان يكون المواطن بلا وطن, ولا معنى ان تسيل دما الشباب المنتفض غزيزة, وهم ثابتون على ارضية (الموت) مستشهدين من اجل العراق, هكذا تكون الشهادة نبيلة, رجل الأمن والمليشيات المعتدية, ليس بينهم ولا ربع شهيد, انهم قتلة يموتون اذلاء من اجل المغتصب الأيراني, ثقافة الأرتزاق لا تمنعهم من السمسرة لأمريكا ايضاً, ومهما تكون النتائج, فالأنتفاضة انتصرت بفتح الجرح الوطني, والجرح افق وطريق للمستقبل, ونرى العراق ـــ ينتصر فيه العراق.
[على المنتفضين ان يراجعوا تجربتهم, ويقيموا اقوال وعلاقات من ينطق بأسمهم, حتى لا يساوم البعض على حساب دماء وارواح شهدائهم, ويفلترون جميع الأحتمالات حتى غير المتوقعة منها “والحذر يسبق القدر”].
19 / 10 / 2019