مرر مجلس النواب الأمريكي ليل الاثنين/الثلاثاء قراراً يفرض عقوبات على تركيا بسبب عمليتها العسكرية في كوردستان سوريا، وبأغلبية 403 أصوات.
العقوبات الأمريكية تشمل وزيري الدفاع والمالية والمؤسسات المالية التي تتعامل مع القوات العسكرية التركية، وتحظر بيع الأسلحة الأمريكية للجيش التركي.
إلا أن القرار الذي حظي بتأييد 176 نائباً جمهورياً، غير ملزم للإدارة الأمريكية قبل التصويت على نسخة مشابهة منه في مجلس الشيوخ، وبغالبية الثلثين، ولكنه يحمل رسالة سياسية.
وفي هذا السياق اعتبرت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، أن قرار العقوبات في مجلس النواب يعكس إصرار الحزبين الديموقراطي والجمهوري في المجلس، على محاسبة تركيا، وانتقدت سياسة الرئيس دونالد ترمب في سوريا ودعته إلى تقديم استراتيجية واضحة لهزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية – داعش”.
وبدأت العملية العسكرية التركية المدعومة من فصائل سورية مسلحة موالية لأنقرة باستهداف مناطق متفرقة من كوردستان سوريا، خصوصاً مدينتي “سري كانييه” و”كري سبي”، وتسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، فضلاً عن نزوح مئات آلاف المدنيين باتجاه مدن ومناطق أخرى في كوردستان سوريا، وإلى إقليم كوردستان أيضاً، وأثار الهجوم التركي استياءً واستنكاراً دولياً في ظل خشية دول عدة من عودة تنظيم داعش، وحدوث أزمة إنسانية جديدة.
وتسبب الهجوم التركي ضد كوردستان سوريا، قبل أن يتم إعلان وقف إطلاق النار في 17/10/2019 بموجب اتفاق أمريكي – تركي، بتهجير أكثر من 300 ألف شخص، وفقدان 235 مدنياً حياتهم، إلى جانب إصابة أكثر من 700 آخرين، إلا أن القوات التركية والفصائل الموالية لها، لم تلتزم بهذا الاتفاق، ولم تتوقف هجماتها على مناطق كوردستان سوريا لحظةً واحدة، في ظلِّ صمت أمريكي ودولي.
وفي سياق منفصل، أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون يعترف رسمياً بمذبحة الأرمن التي وقعت على يد الدولة العثمانية قُبيل سقوطها، ومن المنتظر عرض القانون للتصويت داخل مجلس الشيوخ الأمريكي خلال فترة قصيرة.
مشروع القانون الذي تقدم به رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب والنائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا آدم شيف، يوضح أن مجلس النواب يرى أن “الاعتراف وإحياء ذكرى مذبحة الأرمن جزء من السياسة الأمريكية”.
كما يشير مشروع القرار إلى أن “مجلس النواب يرفض جهود الربط بين الحكومة الأمريكية وإنكار المذبحة”، مشدداً على “تشجيع التوعية العامة بشأن مذبحة الأرمن ضمن جهود المساعدات الإنسانية الأمريكية خلال أحداث عام 1915 كجزء من السياسة الأمريكية”.
وكانت فرنسا قد قررت هذا العام إحياء ذكرى “الإبادة الأرمنية” في البلاد، وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلاده قررت اعتبار يوم 24 أبريل/ نيسان “يوماً وطنياً لإحياء ذكرى الإبادة الأرمنية”.