يوسف أبو الفوز ــ كاتب روائي واعلامي
في البدء من الواجب تحية الشباب العراقيين، وهم يواجهون عنف الحكومة الحالية غير المبرر بصدور عارية، والانحناء امام ارواح الشهداء الذين سقوا بدمهم درب الحلم بعراق مدني ديمقراطي، بعيدا عن نهج المحاصصة الطائفية والاثنية البغيض، الذي هو أس البلاء في كل ما جري طيلة ستة عشر عاما. أن هذه الأيام، مصيرية في حياة شعبنا، ولا توجد فيها امام المثقف منطقة رمادية، فإما الاصطفاف مع الشعب ومطالبه المشروعة، واما الاصطفاف مع الحكومة الحالية ونظام المحاصصة. ويبرز اليوم أكثر دور المثقف العراقي، في الوفاء لتأريخ مفعم بالمواقف الثورية والوطنية لأجيال المثقفين من رواد الثقافة العراقية وصانعي مجدها، الذين اصطفوا الى جانب الشعب في منعطفات مهمة، في وثبة كانون 1948، وثبة تشرين 1956 وثورة تموز 1958وغير ذلك. يبرز هذه الأيام دور المثقف، ليعزز سلمية التظاهرات ليكون ضمانة لنجاحها ويساعد على فرز قيادات كفوءة لها. أيضا ان مساهمة المثقف تساعد في تحديد شرعية المطاليب، ويكون فاعلا في توجيه حماسة الناس لإذكاء الروح الثورية وديمومة الاحتجاج بشكل حضاري، بعيدا عن الانجرار للأفكار العدمية التي تخلط الأخضر باليابس وتوفر الفرصة لأنصار الجماعات الطائفية بالتشكيك بثورة الشباب والاتكاء على احداث حصلت بفعل الغضب وقلة الخبرة.
للأسف في أيامنا الحالية، نجد