تنديدات وانتقادات عارمة انهالت على النائبة الديمقراطية بالكونغرس إلهان عمر بسبب مواقفها المؤيدة لتركيا، والتي تجلت بشكل واضح في عدم تصويتها لصالح قرار مجلس النواب الاعتراف بالمجازر ضد الأرمن “كإبادة جماعية”، وكذلك رفضها للعقوبات ضد تركيا على خلفية حملتها العسكرية في شمال سوريا.
وقال القس تاديوس برسيغيان من كنيسة “ساهاج” الأرمنية في ولاية مينيسوتا التي تمثل عمر إحدى دوئرها بالكونغرس، إنه سعيد بالتصويت ولكن يشعر بخيبة أمل حيال عمر، لعدم تصويتها لصالح القرار الذي يعترف بإبادة الأرمن.
ووافق على قرار الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن التي وقعت إبان الدولة العثمانية، 405 أعضاء مقابل معارضة 11 عضوا فقط.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن القس برسيغيان قوله إن “الحجة القائلة إن التوقيت غير مناسب للتصويت، ذريعة سمع بها الأرمن الأميركيون من قبل”، وأضاف متسائلا “هل هناك وقت مناسب أو خاطئ للدفاع عن العدالة التي تدعي (عمر) أنها بطلة لها؟”.
وكانت عمر، وهي نائبة مسلمة من أصول صومالية، من بين ثلاثة نواب فقط صوتوا بـ”present” وهو إجراء يشبه الامتناع عن التصويت لصالح أو ضد قرار.
وقالت ميشيل بايفيلد آنجيل، رئيسة مجلس الرعية بكنيسة “ساهاج” الأرمنية في مينيسوتا “إذا كانت (عمر) ستمثل مجتمعنا هنا، فعليها أن تسمعنا”.
وقال حاكم مينيسوتا تيم فالز “إن الإبادة الجماعية للأرمن هي حقيقة تاريخية، وإنكار هذه الحقيقة هو استمرار للإبادة الجماعية. بصفتي عضوا في الكونغرس، قمت برعاية هذا التشريع. ذكرى الضحايا والالتزام بالناجين يتطلبان أن يقر التاريخ بالأرواح المفقودة”.
وقالت النائبة الديقراطية من ولاية مينيسوتا في بيان لشبكة “سي إن إن” إنها اتخذت هذا الموقف لأنه يجب الأخذ في الاعتبار أيضا بشاعات تاريخية سابقة مثل تجارة الرقيق وما حدث للسكان الأصليين في أميركا.
وقلل المحلل السياسي زيد جيلاني من المبررات التي ساقتها عمر كذريعة لعدم التصويت لصالح قرار الاعتراف “بإبادة الأرمن”.
وقال “الحكومة الأميركية اعترفت بالفعل بالأمور التي تطالب عمر للاعتراف بها. لم تعترف بالإبادة الجماعية للأرمن بإيعاز من تركيا. إن (تسفيرات عمر) جوفاء”
وكان المشرعون الأميركيون بالكونغرس قد انتقدوا أيضا العملية التركية ضد الأكراد في شمال سوريا وقرروا في خطوة نادرة وقوية فرض عقوبات على تركيا، لكن الأمر قوبل أيضا باعتراض من النائبة الديمقراطية.
لاعب بوستون سلتيكس أنيس كانتر المعروف بانتقادة اللاذع للنظام التركي، انتقد مواقف عمر ووصفها بأنه “عار وخيبة أمل مطلقة”.
وكانت إلهان عمر قد عارضت في مقال على واشنطن بوست أيضا العقوبات الأميركية على تركيا وقالت إنها واحدة من “قواعد السياسية الخارجية الفاشلة وغير الفعالة”.
وقد أثار مراقبون تساؤلات حول العلاقة التي تربط بين إلهان والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ومواقفها حيال تركيا.
وحسب وسائل إعلام أميركية، بدأت تلك العلاقة في سبتمبر 2017 عندما التقت إلهان عمر بإردوغان خلف أبواب مغلقة في نيويورك من دون معرفة فحوى اللقاء.
لكن صحيفة “توزمو تايمز” أشارت إلى أن الطرفين توصلا إلى اتفاق حول تأمين الدعم التركي للصومال، مقابل تحسين إلهان صورة إردوغان في الأوساط الأميركية.
ومنذ ذاك الاجتماع أخذت إلهان عمر على عاتقها الترويج في مقال رأي في واشنطن بوست للسياسة الخارجية التركية على أنها دعوة لحقوق الإنسان والعدالة.
وقامت شبكة البث التركية المملوكة للدولة TRT بإنتاج عشرات مقاطع الفيديو التي تروج لإلهان عمر ،كما نشرت مئات المقالات الإخبارية التي تدافع عنها وعرضتها كنموذج مثالي للمسلمين في جميع أنحاء العالم.
وذكرت شبكة سي بي إس مينيسوتا أن عمر جمعت 1.1 مليون دولار بين يوليو 2019 وحتى سبتمبر 2019. وتساءلت في مقال لها “كم من هذه الأموال مرتبط بالدعم الموثق لتركيا وقطر لممثلهم المفضل؟؟”
وصنعت عمر، مع النائبة رشيدة طليب التاريخ، كأول امرأة مسلمة في الكونغرس، في وقت سابق من هذا العام.
وخلال أسابيع، انتُقدت عمر من قبل حزبها بسبب سلسلة تصريحات معادية للسامية أدخلتها في سجال حاد مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي طالب بعزلها.
ومن مواقف إلهان عمر المثيرة للجدل أيضا دعوات المقاطعة التي أطلقتها بسبب الانتهاكات الإسرائيلية المزعوعة ضد حقوق الإنسان.
كما قالت إن هجمات 11 سبتمبر الإرهابية هي مثال قام فيه “بعض الأشخاص بعمل ما” وأضافت أن “إسرائيل قامت بتنويم العالم”.