إسطنبول (زمان التركية) – تسببت عملية القضاء على زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبو بكر البغدادي، خلال عملية عسكرية أمريكية دون إبلاغ أنقرة بالرغم من تواجده في منطقة متاخمة للحدود مع تركيا وخاضعة لسيطرتها، في إعادة الحديث مرة أخرى عن علاقة تركيا بالتنظيم الإرهابي.
مبعوث الإدارة الأمريكية للتحالف الدولي للقضاء على داعش، بريت ماك جورك، بدأ يكشف الستار عن بعض الموضوعات الضبابية الخاصة بالعملية، من خلال مقاله في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، مؤكدًا أن هناك أزمة ثقة بين أنقرة وواشنطن ظهرت عند تنفيذ الولايات المتحدة الأمريكية عملية قتل البغدادي دون إخطار (حليفتها) تركيا.
ناقش الكاتب الصحافي التركي، الخبير في العلاقات الدبلوماسية فهيم تاشتاكين، قضية مقتل البغدادي وأكد أن تركيا في مأزق كبير بعد هذه العملية بالفعل، في برنامج أذيع على موقع “أحوال تركية”.
وقال تاشتكين: “خلال العملية التي أسفرت عن مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي، اقتصر التعاون بين أنقرة وواشنطن على استخدام القوات الأمريكية مجال تركيا الجوي فقط. الأمر الذي سيثير شبهات حول عدم قدرة تركيا على رؤية البغدادي داخل المنطقة التي تراقبها على بعد 5 كيلو مترات من الحدود المشتركة أو تغاضيها عنه مع علمه بوجوده”.
وأكد أن هذا الوضع أسقط أكذوبة تركيا التي يرددها أردوغان أنه الوحيد الذي يكافح تنظيم داعش، وقال: “عندما علم تنظيم هيئة تحرير الشام بانتقال البغدادي إلى إدلب التي يسيطر عليها، بدأوا يبحثون عنه، وشنوا عددا من العمليات العسكرية الفاشلة على المنطقة، ولكن لماذا لم تصل تلك المعلومات إلى جهاز الاستخبارات التركي الذي يعمل بشكل نشط في تلك المنطقة؟ لا يمكن للنظام الحاكم في تركيا الهروب من هذا السؤال”.
وأوضح أن القوات الأمريكية فضلت الحصول على المعلومات الاستخباراتية من قوات سوريا الديمقراطية التي يتشكل أغلبها من الأكراد، بالإضافة إلى جهاز الاستخبارات العراقية، قائلًا: “تفضيل الإدارة الأمريكية الحصول على المعلومات من أربيل التي تبعد نحو 6-7 أضعاف المسافة التي تبعدها قاعدة إنجرليك الموجودة في تركيا، يكشف أنها لا تريد أن تدع مجالا لهروب البغدادي، وعدم رغبتها في مشاركة المعلومات مع تركيا، حتى لا تتسرب”.
ولفت إلى أنه من المفهوم تقديم العراق هذه المساعدات الاستخباراتية؛ لأنها محل ميلاد التنظيم وقد حصلت على معلومات من القيادات والعناصر التي ألقي القبض عليها.
وأضاف “لجوء الإدارة الأمريكية إلى التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لتنفيذ العملية، يظهر أن الإدارة الأمريكية لا تثق في حليفتها تركيا. انعدام الثقة هذه بدأت في عام 2013 وكبرت إلى أن وصلت إلى هذه الأيام. ويظهر بذلك أنها تعامل مظلوم كوباني الذي تستهدفه تركيا كشريك تثق فيه”.
وأوضح أن هذه العملية ستؤثر على موقف المجتمع الدولي تجاه دور تركيا في غرب الفرات وإدلب قائلًا: “ستزيد علامات الاستفهام حول حديث تركيا عن مكافحتها لداعش. وسيتم تسليط الضوء على علاقتها بالجيش الوطني السوري والتنظيمات الأخرى الموجودة في إدلب… تركيا فتحت على نفسها بابا كبيرا من المصائب من خلال اتباعها سياسات حماية التنظيمات الجهادية السلفية التي تضم عناصر من القاعدة وداعش والنصرة”.