مفخرة العراق أنتم، بكم نعتو، بكم نفتخر، بكم انبعث الأمل في القلوب اليائسة، بكم نرفع رؤوسنا، ولكم نطأطئ رؤوسنا، يا شابات وشباب، ويا نساء ورجال، ويا صبايا وصبيان العراق.
بكم دخلت التاريخ ساحة التحرير وكل ساحات الحراك الثوري في أكثر محافظات العراق.
فاجأتمونا بإصراركم، فاجأتمونا بوعيكم، فاجأتمونا بسلميتكم، فاجأتمونا بشجاعتكم، فاجأتمونا بتنظيمكم، فاجأتمونا بعدم انخداعكم بأي من القوى السياسية التي حاولت ركوب الموجة، فاجأتمونا بتشخيصكم خطر احتلال نظام ولاية الفقيه.
خرجتم بدون دفع من أحزاب عريقة، وبدون توجيهات من أصحاب الخبرة والتجربة السياسية من شَيَبة الحكماء. صحيح إن كلا من حراك 2011 وحراك 2015 مثلتا حلقتين مهمتين في الفعل التراكمي الرافض للطبقة السياسية المهيمنة على العملية السياسية، ولكن حراككم توّج كل الحراكات السابقة، وفاقها بنواحي عديدة، واعتلى العرش فأصبح ملك الانتفاضات. فهنيئا للعراق بكم.
لم يرعبكم الرصاص الحي لعصابات قتلة الشعب العميلة لدولة الاحتلال الوِلايَتْفَقيهِيّة الخامنئية السليمانية. لم يزدكم صعود مئات الأرواح من أحبائكم وأحبائنا التي قتلتهم رصاصات الغدر والخيانة والعمالة، المعادية للشعب وتطلعاته.
لا أقول «أكملوا» طريقكم، فأنت مُكْمِلون بكل تأكيد هذا الطريق الذي اخترتموه لأنفسكم ولشعبكم. انتبهوا – وأنتم بلا شك لمنتبهون – إلى المندسين وإلى اللامنضبطين من العنفيين والمخربين الذين يأخذهم لهيب الحماس من غير وعي، فيسيئوا إلى سلمية وتحضُّر حراككم، مع علمنا إن منهم من هم مندسون، وبالذات من قبل القوى المعادية لثورتكم ولتطلعات الشعب العراقي. انتبهوا إلى الشعارات غير الواعية كالمطالبة للتحول إلى النظام الرئاسي المركزي، ففيه تكمن حيامن التفرد والاستبداد. فالتطبيق السيئ للنظام الفيدرالي، والأداء السيئ لمجلس النواب، لا يُعالَجان بمركزية الدولة، والنظام الرئاسي، بل بتعديل دستوري جذري شامل، كما قدّمَتْ نموذجا له مبادرةُ «دستور دولة المواطنة»، من شأنه أن يعالج كل الثغرات والألغام الدستورية، التي كان لها نصيبها من عوامل ما حل بالعراق من كوارث على يد هذه الطبقة السياسية، التي آن الأوان ليسقطها الشعب، راسما الطريق للمستقبل المنشود، بعدما ضيعوا من عمر الشعب ستة عشر عاما، ومن قبلهم ضيع صدام وحزب البعث من عمر شعبنا ما يقارب الأربعة عقود.
رابط دستور دولة المواطنة:
http://www.nasmaa.com/PageViewer.aspx?id=9
31/10/2019