أكد تقرير طبي مؤلف من 15 صفحة أعده طبيب عمل في قسم الحروق إبان الحرب العراقية – الإيرانية، أن جيش الاحتلال التركي استخدم الفوسفور الأبيض ومواد كيمائية غير معروفة خلال هجومه على مناطق شمال وشرق سوريا.
وبدأ جيش الاحتلال التركي ومرتزقته عدوانا على شمال وشرق سوريا في الـ 9 من تشرين الأول الفائت واستهدف مدينتي سري كانيه وكري سبي/تل أبيض بشكل مكثف, وعقب أيام وردت أنباء عن استخدام جيش الاحتلال الفوسفور الأبيض في هجومه على سري كانيه وعزز تلك الأنباء آثار الحروق على أجساد المصابين وقال أطباء إنها ناجمة عن استخدام أسلحة غير تقليدية.
عباس منصوران المنحدر من إيران والذي عمل كطبيب متطوع لفترة في المشفى الوطني بمدينة الحسكة، عاين العشرات من حالات الحروق.
وذكر الطبيب في تقرير أعده عن مشاهداته في المشفى «في الـ 13 من تشرين الأول 2019 عملت في المشفى الرئيسي بمدينة الحسكة لكي أساعد الجرحى وأكون قريباً من المرضى».
ويتابع التقرير المرفق بصور لجرحى عليهم آثار الحروق «خلال الفترة التي أمضيتها هناك ولقائي بالعديد من المصابين بالحروق غير العادية… بناء على خبرتي.. شكل الحروق وآثارها التي شاهدتها هنا في روج آفا مختلفة تماماً عن الحروق التقليدية».
ويؤكد الطبيب منصوران «لقد ظهر لي بجلاء أن تلك الحروق ناجمة عن استخدام أسلحة كيماوية», مضيفا: «أستطيع التأكيد أن الفوسفور الأبيض ومواد كيماوية أخرى غير معروفة قد استخدمت في روج آفا في شهر تشرين الأول».
ويشير التقرير إلى وجود عدد كبير من المدنيين المصابين بذات الحروق «لقد شخصنا المئات من المرضى غالبيتهم من المدنيين بما فيهم الأطفال والنساء مصابين بحروق جراء الهجوم التركي والجماعات الإسلامية على سريه كانيه وتل أبيض والقرى المحيطة».
ويذكر الطبيب عباس منصوران، قائمة بأنواع الإصابات والأعراض ونتائج الهجوم التركي، ويقول:
1- غالبية الضحايا الذين عالجناهم هم من المدنيين.
2- معظم المرضى الذين التقيت بهم أفادوا أنهم أصيبوا جراء ذخيرة أطلقت أو ألقيت عليهم من طائرات مسيّرة غير معروفة وفي أماكن مختلفة.
3- بعض الضحايا فقدوا أيديهم أو أرجلهم.
4- بعض المصابين يعانون من مشاكل في التنفس.
5- على الأقل 6 مرضى مصابون بحروق شديدة في العين.
6- تعرض بعض الضحايا لفقدان السمع.
ويقول الطبيب في تقريره إن القوات التركية استخدمت الفوسفور الأبيض وذخائر معدنية انفجارية وهي مواد مُسرطِنة، وهي مواد محظورة دولياً من الاستخدام ضد المدنيين والمقاتلين على حدٍ سواء.
ويقول أن الضحايا بحاجة إلى متابعة على المدى الطويل بسبب احتمالية حدوث سرطانات لديهم مستقبلاً جراء المواد الكيميائية التي استخدمها الجيش التركي.
كما شرح الأعراض غير الجلدية التي ظهرت على المصابين وكان بعضها خطير جداً ومهدداً للحياة، وكان هناك مصابين بأعراض خطيرة بدون أعراض جلدية.
المصدر: وكالة أنباء هاوار