لم يألو الإسلاميون جهدا وهم يواجهون إنتفاضة شعبنا، في أن يستخدموا كافة أشكال القمع ضد المنتفضين السلميين. فعلاوة على إستخدامهم القنابل الدخّانية والقنابل المسيلة للدموع والتي يطلقونها بمستوى الرأس لقتل أكبر عدد ممكن من شاباتنا وشبابنا، وعلاوة على إستخدامهم للرصاص الحي والمطاطي وبمستوى الرأس أيضا. فأنّهم مارسوا عمليات خطف الناشطات والناشطين، لغرض كسر شوكتهم وإبعادهم عن ساحات التظاهر. هذا إضافة الى زيادة ذبابهم الألكتروني، في بثّ دعايات رخيصة، لغرض تحييد ما يمكن تحييده من المنتفضين تحت واجهات مختلفة، تبدأ من تهمة الإندساس والعمالة للسفارات الأجنبية وإنتهاءا بدور كبير جدا للبعثيين في هذه الإنتفاضة، مانحين البعث الفاشي وسام لا يستحقه أبدا.
أنّ فشل القوى والميليشيات والعصابات الإيرانية التي ينظّم قاسم سليماني عملها من مركز عمليات خاص في التخفيف من شدّة الأنتفاضة، ونتيجة لحالة الهستيريا التي أصابت الأجهزة المخابراتية الإيرانية ومعها عصاباتها بالعراق، خصوصا بعد خطبة السيد السيستاني الأخيرة والتي أشار فيها الى ضرورة عدم تدخل القوى الأجنبية والإقليمية بالشأن العراقي، والتظاهرات التي إنطلقت إثرها في كربلاء والنجف برفعها شعارات تندد وبالأسماء بقاسم سليماني والخامنائي والدور الإيراني بشكل عام وتحميله كل الخراب الذي حدث ويحدث بالبلد منذ الإحتلال الأمريكي لليوم. عاد الإيرانيون للإستفادة من تجربة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في الوقوف بوجه رئيس الوزراء الأسبق مصّدق والإطاحة بحكومته الوطنية، عن طريق زج بنات الهوى في التظاهرات ضد حكومته. وقد إعتمدوا في ذلك وقتها على الشقي (شعبان بي مخ)، والذي إستأجر عددا من بائعات الهوى المعروفات في منطقة (قلعه شهرنو)، أمثال (پري بلنده و پري آجدان وملكه إعتضادي) وغيرهنّ ليتظاهرنّ مع الإنقلابيين ومنهم آيت الله كاشاني ضد مصّدق وحكومته!
لقد عاد جهاز المخابرات الإيراني (إطّلاعات) وهو وريث جهاز السافاك الشاهنشاهي، للإستفادة من تجربة بنات الهوى بالعراق بمساعدة العصابات والميليشيات والأحزاب الشيعية المؤتمرة بأمره، لإفشال إنتفاضة شعبنا والإساءة الأخلاقية لها هذه المرّة. عن طريق زجّ بنات الهوى اللواتي يعملن تحت حماية هذه الأحزاب وبمساعدة سماسرة يعملون في هذه الأحزاب والميليشيات والعصابات كما السمسار حمزة الشمّري الذي أُعتقل سابقا وغيره.
أنّ دخول بنات الهوى ورقصهنّ بشكل إباحي ومقزّز الى كعبة التحرير المقدّسة، للإساءة الى المنتفضين وخصوصا شابّاتنا اللواتي قدّمن صورا لا مثيل لها من البطولة والوطنية والتفاني ونكران الذات، كان هدفا للإيرانيين والقوى الإسلامية التي تعمل تحت إمرتهم. الا أن وعي شبابنا المنتفض وطردهم لبنات الهوى من جهة، والأخلاق العالية لشابّاتنا وهنّ يعملن بجدّ في التنظيف والطبابة والطبخ علاوة على تقديمهنّ أرواحهنّ في سبيل عراق أجمل وأبهى حال دون نجاح سعي هذه القوى. وما فات جهاز المخابرات الإيراني وعملاؤه في العراق، أنّ شبابنا ضربوا أروع الأمثلة في تعاملهم مع المرأة العراقية في سوح الحريّة، فلم تسجّل لليوم حالة تحرّش واحدة بهنّ، عكس بعض من أمثال هذه المظاهر التي حدثت في بلدان أخرى.
ليكن شبابنا في سوح النضال ضد طغمة الفساد وهم يقدمّون قوافل الشهداء من أجل العراق وشعبه، على يقضة عالية تجاه هذه الممارسات المشينة، فالقوى الإسلامية ومن وراءها نظام ولي الفقيه في إيران ستستمر في البحث عن كل ما يقمع المنتفضين ويسيء إليهم.
أيّها الشباب الثائر، وأنتم تخوضون معركة فاصلة من أجل كرامة ومستقبل وطنكم وشعبكم، ضعوا أخواتكم اللواتي يشاركونكم ملحمتكم هذه في حدقات عيونكم، فهنّ شرفكم وشرف العراق.
زكي رضا
الدنمارك
4/11/2019