رغم التهديدات الأمريكية والغربية المستمرة لسوريا وحلفائها من شن معركة تحرير ادلب وعواقبها ستكون وخيمة على النظام السوري ، لكن في الطرف الأخر يأتي التأكيد على مواصلة الطريق نحو تحقيق النصر النهائي ، و التحرير الكامل للأراضي السورية والقضاء على المجموعات المسلحة التي يشكل استمرار وجودها خطرا على الكل .
الإدارة الأمريكي أصبح أمامها خياران لا ثالث لهم ، من اجل تحقيق أهدافها ومشاريعها في المنطقة وخصوصا في سوريا اليوم ، تحاول الاستفادة من بقاء وجود المجموعات المسلحة في مدينة ادلب لأطول فترة ممكنة، وجعلها ورقة ضغطقوية على جميع الأطراف،بعد خسائرها المتلاحقة في عدة جبهات في الملف السوري وهو خياراها الأولى .
ليكون خيارها الثاني يرتبط بالخيار الأولى بالضغط على خصومها من خلال هذا المجموعات وبحجة الخوف على المواطنين الأبرياء لو بدأت المعركة المرتقبة الحاسمة ، لتضع الكل أمام هذا التحدي الكبير ، ليكون الكل مجبر على التفاوض والجلوسعلى طاولة واحدة ، ليثمر عنها اتفاقية تضمن للولايات المتحدة مصالحها بالدرجة الأولى ومصالح شركائها ، والخروج من الأزمة بأقل الخسائر، وهذا الأمر قد يكون صعب في الوقت الحاضر، مع وجود خصوم في الجبهة الثانية لا يختلف حالهم من حالأمريكا في تحقيق غايتهم وأهدافهم في المشهد السوري ، وكل الدلائل ومعطيات الأرض تصب في جانبهم .
الإنذار الأخير هي الفرصة الأخيرة التي أعطتها الدول الثلاثة للمجموعات المسلحة ومن يقف ورائها ، أما طريق ترك السلاح وتغليب لغة الحوار والتفاوض من اجل بدء مرحلة جديدة من كتابة دستور تحت اشرف الأمم المتحدة وبأيادي سورية ، وإعادة أعمارالمدن ، وعودة اللاجئين إلى أحضان الوطن الواحد .
أو المواجهة المباشرة مع القوات السورية وحلفائها وهم يدركون جيدا قوة وصلابة وشجاعة هذه القوات واغلب المعارك السابقة انتهت لصالحها رغم ضراوتها , ومع وجود دعم كبير لهذه المجموعات لكنها خسرت وتكبدت بخسائر فادحة لا تعد ولا تحصى في العدة والعدد .
لذا الكثير متفق على أن الأحداث الجارية والتطورات الأخيرة تؤكد رغبة اغلب أطراف الصراع السوري لوضع حدا للأزمة السورية التي وصلت إلى نهاية المطاف ، والمرحلة المقبلة مرحلة مصيرية قد تكون أصعب من كل الأوقات السابقة لأنها مرحلة أشبة بمرحلة نهاية حرب الحرب العالمية الثانية ،جبهة حققت الانتصارات العظيمة وأخرى تخسر معاركها الواحدة تلو الأخرى ، لذا عليها أما مواجهة مصيرها المحتوم ، القتل والهلاك والدمار ، أو التنازل والخضوع للشروط القاسية لجبهة الأخرى مقابل إنقاذ ما يمكن إنقاذه .
بينما الصورة في الأزمة السورية مختلفة تماما،حيث مازالت قوى الصراع تتصارع فيما بينها لفرض أجندتها على الآخرين ،ومرحلة تقاسم الكعكة بين أطرافها المتنازعين لم يتم الاتفاق عليها بعد ، فكل طرف منهم يحاول كسب اكبر قدر من الغنائم منخلال رفع سقف مطالبه ، وهذا بطبيعة الحال لن يتم ألا بالتوافق مع الحلفاء الباقين ، لكن المشكلة الحقيقية التي مازالت تشكل عائقا أمام ابرم اتفاقية تنهي الأزمة السورية بين جميع إطرافها المتنازعين ، التواجد العسكري للقوات غير السورية بعدتحرير ادلب ، وحتى قمة إيران فشلت في التوصل لحل هذه المشكلة ، لتبقى كل الاحتمالات والخيارات ينتج عنها حل ينهي الأزمة السورية ، وهذا ما ستكشف الأيام القادمة .