تعكس قوة الأساطيل البحرية بعد نحو 10 سنوات ما سيكون عليه ميزان القوى في العالم في ذلك الحين وهو ما يؤثر على النظام الدولي.
في الأعوام الـ10 القادمة يستمر التحول نحو الشرق في نطاق القوات البحرية، وهو ما يعكس حالة تراجع الميزانيات الدفاعية في أوروبا والاقتصادات النامية في آسيا، حيث ستكون كل من الصين والهند على القائمة ويستمر التقدم أيضا في اليابان وكوريا الجنوبية، بعد أن كانت قوة الأساطيل البحرية تكمن في أوروبا إلى حد كبير.
من ناحية حساب القوة، فإن هناك عنصران يحددان مداها، هما حاملات الطائرات وغواصات الصواريخ البالستية.
وفيما يلي قائمة للدول الخمس الأقوى في مجال القوات البحرية على مستوى العالم في 2030 بحسب تقرير لناشيونال انترست:
الولايات المتحدة
يؤكد التقرير أن الولايات المتحدة ستظل القوة المهيمنة على المحيطات والبحار في العالم مستمرة في تفوقها المستمر منذ 85 عاما، وذلك بفضل خطة بناء السفن على مدار 30 عاما والتي ستكون في منتصفها في ذلك الحين.
في 2030 ستكون الولايات المتحدة قد بنت ثلاث حاملات طائرات من نوع جيرالد آر فورد كلاس العملاقة التي ستحل محل الحاملات الحالية من طراز “نيمتز”.
ودخلت الحاملة جيرالد آر. فورد، وهي أولى حاملات الطائرات من هذه الفئة، الخدمة في يوليو 2017، وبلغت كلفتها 12.9 مليار دولار.
ويمكن لحاملات الطائرات من فئة فورد، التي تعد الأضخم في العالم، أن تحمل نحو 90 طائرة، تتضمن مقاتلات ومروحيات وطائرات إنذار مبكر وطائرات مسيرة، بالإضافة إلى نحو خمسة آلاف شخص.
وتعتمد حاملات الطائرات من فئة “فورد” على نظامين جديدين لإقلاع الطائرات وهبوطها من خلال إطلاق موجة من الطاقة الكهرومغناطيسية خلال عملية الإقلاع والهبوط، وحلا محل النظام القديم الذي يعتمد على البخار، والذي يستخدم في حاملات الطائرات من طراز نيمتز.
في مجال المقاتلات السطحية من السفن الحربية، فإنه البحرية الأميركية ستنتج 33 مدمرة من طراز Arleigh Burke–class، كما ستبدأ في 2030 في إنتاج الجيل الجديد من سفينة Littoral Combat.
بريطانيا
بشكل متناقض، سيكون عدد القطع البحرية الملكية هي الأقل في تاريخ المملكة المتحدة، لكنها الأقوى من أي وقت مضى، وذلك بفضل مجموعة العوامل هي بناء حاملتي طائرات جديدتين، وإعادة برنامج متوقف منذ 40 عاما، بالإضافة إلى أسطول من غواصات الصواريخ الباليستية، وهو ما سيبقي القوات البحرية الملكية في قائمة الخمس الأوائل.
لكن سيبقى عدد الغوصات البحرية الهجومية التي تعمل بالطاقة النووية ثابتا عند سبعة، وسيتقلص عدد المدمرات والفرقاطات من 19 حاليا إلى ستة من نوع 45 ذات الصواريخ الموجهة وثماني فرقاطات قتالية عالمية.
الصين
ستستمر الصين في الخطة التي أطلقتها عام 2016، والتي وصفها التقرير بأنها بنيت على سياسة “البناء على الأرض المكسورة”، لكنها تبقيها في قائمة أقوى خمس قوات بحرية على مستوى العالم في 2030.
تمتلك الصين حاليا أربعة أنواع من السفن الحربية، وهي المدمرة 052D ذات الصواريخ الموجهة، والفرقاطة من نوع 054A، والحراقة من نوع 056 وسفينة النقل البر المائية من نوع 071.
وحسب الخطة فإنه سيكون لدى القوات البحرية الصينية 99 غواصة وأربع حاملات طائرات و102 مدمرة وفرقاطة و26 حراقة و73 سفينة نقل بر مائية، و111 مركبة صواريخ، بما مجموعة 415 سفينة في مقابل 309 ستمتلكها الولايات المتحدة في 2030 أيضا وهو ما يضع الصين في مكانة أكبر قوة بحرية من حيث عدد السفن لكن ليس من عدد الحمولة.
لكن التقرير يستبعد أيضا أن تصل الصين إلى الرقم الذي وضعته في الخطة خاصة في مجال الغواصات التي تشمل ضعف العدد الموجود حاليا، وهو ما يتطلب ميزانية ضخمة تحاول الصين في الأساس كبحها في ظل تراجع التجارة العالمية.
الهند
بدأت الهند مؤخرا في ضخ موارد هائلة لخدمة قواتها البحرية، ونتيجة لذلك قد تكون واحدة من أقوى خمس دول في العالم في هذا المضمار وثاني أقوى دولة آسيوية (أو ثالث إذا تم حساب روسيا).
فبحلول عام 2030 ستمتلك للهند ثاني أكبر أسطول من حاملات الطائرات في العالم بثلاثة أسطح.
وإذا ما تم السير قدما في تنفيذ الخطة فإنه سيكون للهند ثلاث حاملات طائرات تستطيع حمل ما مجموعه من 110 إلى 120 طائرة.
وسيكون لدى الهند في 2030 تسع مدمرات على الأقل، وهو أقل من الذي تمتلكه حاليا.
ويشير التقرير إلى أن على الهند زيادة عدد قطعاتها البحرية إذا كانت جادة في حماية الثلاث حاملات الطائرات، خاصة إذا كانت باكستان جادة أيضا في وضع أسلحة نووية على الغواصات.
روسيا
سيتراجع التقدم الروسي في مجال القوة البحرية بسبب التباطؤ الاقتصادي بفعل انخفاض أسعار النفط والعقوبات الغربية بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم، لكن ذلك لن يمنع وجودها في قائمة الخمس الأقوى بسبب أسطولها من غواصات الصواريخ الباليستية.
وستدخل الخدمة ثمانية غواصات من نوع Borei كل منها سيحمل 20 صاروخا بما يجعلها ثاني أكبر قوة من حيث الغواصات التي تحمل صواريخ باليستية، لكن ما تبقى من القوات البحرية الروسية سيصبح قديما مثل حاملة طائرات وحيدة متهالكة.
أما إذا عثرت روسيا على طريقة تمويل فإنها ستعود لاستئناف عدد من مشاريعها المهمة، حيث أن لديها مشروع 23000E أو Shtorm وهو عبارة عن حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية بطول 330 مترا وتتحمل مائة ألف طن بما يجعلها منافسا قويا لحاملات فورد الأميركية.