.
ألعزف على (قيثار) الحنين الى العراق؛ وما إختزنته من ذكريات وصور ومشاعر فالفؤاد مشحون بأحاسيس الإغتراب الشديدة القسوة يصعب وصفها،
والمتوغلة في أعماق النفس، وكيف ونحن نرى ونتابع ما يشهده بلدنا العزيز من انتفاضة الشعب العراقي وخصوصا الشباب ولاحقا الطالبات والطلاب والنساء، منذ بداية الشهر الجاري بصورة عفوية وبدون قيادة وتوجيه هو مؤشر صحي على عودة الوعي، والمواطنة، ومحاربة النفوذ الايراني، بعد أن حاولت الطغمة الحاكمة وأحزابها وميليشياتها، احتكار الوعي العراقي، وربطه بتفكيرها المعطوب وسياساتها الرثة وتقاليدها البالية.
ارتقت المرأة في الحضارة العراقية وتبوأت المراتب العليا فهي: الام، والكاهنة العضمى البتول، والمانحة للحياة، والملكة الراعية، والمثقفة والشاعرة، وربة البيت، والفلاحة المنتجة، و الحبيبة و و.. ، وقد صارت ايقونة ثابتة، وبعد غزو هولاكو تدهور واقع المرأة ومكانتها وبدأت عزلتها عن المجتمع، وكانت حتى ثورة العشرين تعيش في معزل عن العالم وعن المشاركة الفعلية في الاحداث والقضايا التي تهم البلاد، وقد عزز هذه العزلة الواقع الاجتماعي للمرأة التي قيد حريتها بموجب التقاليد والعادات الامر الذي اثر على حدود تفكيرها التي كانت لا تتعدى جدران منزلها، ابتدأ دور المراة العراقية ينموا في فضاء الحياة العامة بفعل الانخراط في التعليم في مرحلة مبكرة، فمنذ عشرينات القرن الماضي تأسست مدارس الاناث وفي اواخر عقد الثلاثينيات ولجت المراة العراقية مجالات دراسية في الجامعات كانت في تلك الفترة حكرا على الذكور في العديد من الدول، فدرست النساء الحقوق والطب مثلا ، وبفعل التوجهات التقدمية والتحررية التي سادت في حقبة اربعينيات القرن الماضي، اشتركت المرأة في سوح نضالات الحرية ووقوفها بجانب الرجال ومساندتهم في مختلف المجالات وخاصة السياسية، التربوية، الادارية، الصحية ،الادبية والثقافية، اخذت المرأة تفكر بوجوب الاخذ بمكانتها في تقرير مصير بلادها عن طريق التجمعات النسائية في الاحزاب والمظاهرات، فقد شاركت المراة العراقية في العمل السياسي الحزبي وشاركت في فعاليات سياسية عديدة منها عل سبيل المثال المشاركة النسوية في انتفاضة الجسر وقدمت شهيدة في عام 1948 عرفت بشهيدة الجسر، من جانب اخر ضمن الدستور العراقي المؤقت لعام 1970 فرصا متساوية لكل المواطنيين، فقد تواجدت النساء في المجلس الوطني العراقي خلال الفترة 1980-1995 حيث بلغ حجم العضوية 9 عضوة ومثلت سنة 1990 اعلى نسبة مشاركة اذ بلغت 13,2%من مجموع الاعضاء،اما في الدورة الخامسة للمجلس عام 2000 فقد بلغ عدد النساء 20 عضوا بنسبة 8%, وهي تعد نسبة جيدة قياسا بالمشاركة النسائية في المنطقة العربية، غير أن الاحتلال وتسلط الاحزاب الدينية الجاهلة أدت إلى تغيير جذري في التركيبة الاجتماعية والاقتصادية لا سيما السياسية، حيث تراجع دور المرأة بشكل ملحوظ .
هناك ايقونات رائدات ساهمن في شتى نواحي الحياة العملية والاجتماعية والسياسية والفنية والرياضية والعلمية يتوجب علينا ان نرفع القبعة لمكانتهم وعلى سبيل المثال لا الحصر:
أمت سعيد، أمينة الرحال، بهرمان الزهاوي ، انجيل أرستاكيس ، رفيعة الخطيب، حسيبة الزهاوي، روز فرنسيس، عفيفة اسماعيل، عفيفة رؤوف، روز خدوري، انا ستيسيان، فكتوريا نعمان، صبيحة الشيخ داود، مريم روفائيل، مريم نرمة، مديحة تحسين، مديحة الهاشمي، نزهة الزهاوي، آمال الزهاوي، اسيا توفيق وهبي، سلمى عبد الرزاق الملائكة، اميرة نور الدين، احسان الملائكة، اديبة ابراهيم رفعت، البرتين حبوش، باكزة رفيق حلمي، بهجة احمد توحلة، بياتريس اوهانيسيان، ثانية النافوسي، ثمينة ناجي يوسف، حفصة خان النقيب، خالدة القيسي، خيرية محفوظ، رشدية سليم الجلبي، رمزية احمد النجم، رمزية الاطرقجي، رنى بشير سرسم، زاهدة ابراهيم اغا، سعاد خليل اسماعيل، سليمة مراد، سلوى عبد الله، صابرة العزي، صبرية نوري قادر، صبيحة عبد الرزاق، صديقة الملاية، عاتكة الخزرجي، خانم زهدي، خانم عثمان باشا الجاف، عادلة خاتون خاتون، فطينة النائب، لمعان امين زكي، سانحة امين زكزي، لميعة البدري، لميعة عباس عمارة، ماركريت بشير سرسم، نادرة عزوز، ماهرة النقشبندي، مليحة، انا مبجل بابان، زكية العبايجي،، عدوية الفلكي، زكية اسماعيل حقي، مقبولة الحلي، عفيفة اسكندر، سالمة الفخري، نجيبة صابر، نزيه سليم، نزيه الدليمي، وداد الاورفلي، وديعة جعفر الشبيبي، اليزة سليمان جبري، زكية الفخري، زكية شاكر، زكية خيري سامية سليم الصباغ، سعدية سليم الصباغ، اديبة طه الشبلي، نهى النجار، سيرانوش الريحاني، نوار حلمي، مآرب احمد كمال، لميس قاسم حمودي، عبلة احمد شهاب، افتخار ايوب، منال يونس، فضيلة خليل، فوزية اسماعيل الكتبي، ماركريت فتح الله كساب، سهام السعودي، سعاد العطار، ليلى العطار، سالمة الخفاف، نهاد اللوس، انعام كججي، خيرية منصور،ناهدة الرماح، زينب، كواكب جلميران، شاهناز الجليلي، سالمة نامق، ياحثة الجومرد، امينة حسن ترك، منيرة عزيز، هدى مهدي عماش، فخرية شاشا، اميرة دنو، فريال جبوري غزول، بولينا حسون، جهادية القرغولي، ساجدة الموسوي، درة عبد الوهاب، ناجية مراني، ابتهاج عطا امين، اسماء القزويني، نبيهة عبود، نادرة سعيد جمعة، سراب عبد الحليم، بشرى محمد نذير، شرقية فتحي الراوي، سلمى الجبوري، ايمان عبد الامير، ايمان صبيح، ايمان الرفيعي، باسمة بهنام، فائزة النجار، نها النجار…
استطاعت الانتفاضة الاحتجاجية التي انطلقت في الاول من تشرين الأول الجاري ثم منذ 25 تشرين الاول، أن ترسم مشهدا جديداً طال انتظاره بعراق تغلغل فيه الفساد والطائفية والجهل، وهي التي نادت بالمواطنة، ومحاربة الفساد والفقر والسرقة، الشعب العراقي وخاصة فئة الشباب، الذي خرج إلى الساحات خالعا ثوب الطائفية والعرقية والسياسة الدينية، وليس هناك قدسية غير قدسية المنتفضين، وهتفت ضد نظام الملالي وعملائه المجرمين، وخاصة الحرسي قاسم سليماني، سلطت التظاهرات الأخيرة في العراق الضوء على دور المرأة في التغييرات السياسية الحاصلة حالياً، بعد ان كان هناك خلو مظاهرات العراق من النساء قبل أسابيع قليلة، هذه الانتفاضة ايقضت المرأة ودخلت من خلال التجمعات الطلابية، ثم توسعت فكانت الأم والجدة والمناضلة والثورية والصحفية والتلميذة والطالبة والموظفة والطبيبة والمهندسة والمعلمة والناشطة، فقد عرفوا الطريق إلى الشارع، ولن يعودوا فكانت الأم والجدة والمناضلة والثورية والصحفية والتلميذة والطالبة والموظفة والطبيبة والمهندسة والمعلمة والناشطة، فقد عرفوا الطريق إلى الشارع، ولن يعودوا، لتكون بذلك وجه الانتفاصة الثورة وصوتها، من خلال مشاركتها الواسعة في المظاهرات التي انطلقت احتجاجاُ على الوضع المأساوي في البلاد، المشاركة النسائية تنوعت لتشمل جميع الفئات العمرية البعيدة عن الطائفية والحزبية الدينية ومختلف الأدوار جنباً إلى جنب مع شباب الانتفاضة، وأنها ليست منفصلة نهائيا عن أي حراك شعبي على الأرض لتجاوز الاختلافات الطائفية والتخلص منها في بلد يضم الطوائف والاعراق، امرأة قبلت التحدي فتحدت نفسها اولا وتحدت كل من اراد ان يثبط من عزيمتها … امرأة شجاعة واثبتت شجاعتها واثبتت جدارتها واثبتت محبتها لوطنها وناسها، مااحلى مساهماتهم، فمنهم التي وعدت بالنزول الى ساحة التحرير وتكفلها بتغطية بانزين التوك توك وتنفذ بوعدها انها الغيرة الوطنية، و تنوعت المشاركة النسائية في الاحتجاجات، من بين الناشطات اللواتي هتفن مباشرة بإحداث التغيير، ومنهن من ساعدن على إسعاف الجرحى، فيما اختارت أخريات تحضير الطعام للمتظاهرين، وقالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية إن ما يميز الاحتجاج في العراق هو مشاركة النساء، وأضافت رغم عدم ظهورهن بكثرة في الأماكن العامة، إلا أن مشاركتهن إلى جانب الرجال في المظاهرات هي علامة فارقة في الحراك العراقي الحالي.
أبرزت الاحتجاجات ناشطات من الحقل الفني مثل الممثلة القديرة اسيا كمال، والتي اصيبت بالاغماء نتيجة استخدام الغاز المسيل للدموع، كما افرزت الانتفاضة استشهاد الايقونة البطلة نور مروان احدى طالبات كلية الطب اثر اصابتها بقنبلة مسيلة للدموع في الرأس
إن تزامن الانتفاضة في العراق ولبنان، وتشابه شعارات المنتفضين ومطالبهم، باسقاط النظام وحل المجلس النيابي والغاء المحاصصة الطائفية وتعديل الدستور والقضاء على الفساد و رفض نظام الملالي ومرتزقته، ألقى الرعب في قلوب قادة النظام وعملائه المحليين.
شهدت الانتفاضة بطولة الـ”توك توك”، يلجأ متطوعون، إلى استخدام عربات التوك توك ثلاثية العجلات، لنقل الجرحى من المحتجين الذين يسقطون خلال الأنتفاضة المستمرة، هي الوسيلة الوحيدة التي تخترق الحشود لنقل الجرحى بالرغم من اطلاق النار والقنص، سواق التوك توك ابطال سيذكرهم التأريخ، وستخلد السيارة كتمثال للتعبير عن البطولة والانسانية.
انها العراقية الأم والأخت والتي صنعت القادة الكبار والعلماء والاطباء والمهندسين وهي التي تتقدم الرجال وتحثهم على الدفاع عن ارضهم ضد المحتل القديم والجديد تحية حب للمرأة العراقية الشجاعة و هي من انجب وربى تلكم الرجال والدماء الاتي سالت دفاعاً عن ارض الرافدين على مد التاريخ، نعم نساء العراق وارض العراق وما ادراك ما ارض الرافدين منها خرج خليل الله سيدنا ابراهيم عليه السلام ومنها ظهر اول قانون للحياة وهي الارض التي علمت البشرية الكتابة والقراءة، فكيف تكون نسائها ورجالها واصوتهم واجسادهم ستسكت افواه البنادق فتلك الانتفاضة بداية للطريق الصحيح للوطنية والقومية، ومن الله التوفيق.
سرور ميرزا محمود