الاحتلال الامريکي للعراق والذي جاء بدافع تحرير الشعب العراقي وتخليصه من نظام حکم حزب البعث، ليس لم يقم بتحقيق ذلك الهدف فقط وانما قام أيضا بتسليم العراق على طبق من ذهب لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وبعد أن کان العراق نقطة إرتکاز أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة صار مصدرا اساسيا للفوضى وإنعدام الامن و الاستقرار وتهديدهما، ويکفي أن ننظر للدور الذي تقوم به الميليشيات التابعة لإيران في العراق وکذلك النشاطات المريبة للحرس الثوري وللمخابرات الايرانية في هذا البلد حتى نعلم الى أين أوصل الاحتلال الامريکي العراق.
حرب الاعوام الثمانية التي وقعت بين العراق وإيران، کانت في حد ذاتها رسالة لايبدو إن دول المنطقة و العالم قد إستوعبتها لحد الان، ذلك إن هذه الحرب قد تم فرضها على العراق بعد أن بدأ النظام الذي أعقب نظام الشاه في تحرکاته ونشاطاته المريبة ضد الامنين القومي والاجتماعي للعراق خصوصا بعدما صار الخميني ورجال دين آخرين يتحدثون عن العراق وکأنه قد صار تابع لهم وتغير کل شئ لصالحهم، ومع إن هناك الکثيرون ممن يتصورون الحرب التي إندلعت بين العراق وإيران کانت تلبية لطموحات شخصية لصدام حسين، غير إن الذي يحدث الان أثبت بأن الحقيقة کانت بخلاف ذلك تماما، وإن الخطأ الکبير والفاحش الذي إرتکبه الامريکان عندما قاموا بإحتلال العراق بمعونة مشبوهة من جانب النظام القائم فيها، يجب أن يتحملون تبعاته وآثاره السلبية ولاسيما على السلام والامن والاستقرار في المنطقة حيث کان العراق نقطة إرتکاز اساسية لها، فصار اليوم وبفضل الدور والنفوذ الايراني الاستثنائي المستشري فيه على العکس من ذلك تماما.
بقاء العراق على وضعه الحالي، يعني بقاء الاخطار والتهديدات المحدقة بالسلام والامن والاستقرار في المنطقة خصوصا مع الجهود والمساعي الحثيثة من جانب النظام الايراني في سبيل دوام إستمرار هيمنته ونفوذه على هذا البلد، وإن الموقع الاستراتيجي المميز للعراق يجعله الافضل لطهران کي تجعله قاعدة اساسية لها لإنجاح مشروعها من جانب ولجعله ضد دول المنطقة من جانب آخر، رغم إنه من المهم جدا الاشارة الى إن طهران حاولت وتحاول أيضا جعل العراق منفذا وبابا من أجل التملص من العقوبات الامريکية أو التخفيف من تأثيرها بالاضافة الى إن طهران تبذل مابوسعها من أجل إستغلال العراق کورقة لإستغلالها بوجه الاحتجاجات الداخلية المتصاعدة ضده والدور المتعاظم لمنظمة مجاهدي خلق بنفس السياق لکن الانتفاضة الشعبية الکبيرة التي إندلعت في العراق والتي هي في خطها العام تقف ضد الدور المشبوه للنظام الايراني وسعيه من أجل جعل هذا البلد مجرد تابع ذليل له في سبيل تنفيذ مخططاته، هذه الانتفاضة کما يبدو قد خيبت أمل النظام الايراني وکل ماقد بناه من أحلام وتوقعات على نفوذه في العراق والانکى من ذلك إن الانتفاضة العراقية وإنتفاضة الشعب الللبناني کانت منظمة مجاهدي خلق قد دعت إليها دائما وحثت عليها بإعتبار إن النظام الايراني يقوم بإستغلال نفوذه في هذين البلدين من أجل مصالحه الخاصة.