برقيات الانتفاضة ـ 5 ـ برقية العطش و الدم ..
تصاعد الموقف .. العطشى في البصرة يتضورون ويئنون من العطش والحر .. مازال مطلبهم الاول ونحن ندخل مع لهيب ايلول في العقد الثاني للقرن الواحد والعشرين لأتون الجحيم .. الاضرابات تتواصل لأكثر من شهرين .. والمطالب هي .. هي.. الماء .. و من ثم الماء.. الماء يا عالم .. فنحن عطشى ونريد قدح .. مجرد قدح من الماء الصالح للشرب..
الماء .. ماء .. ماء ليس أكثر .. يا حكومة البصرة … الماء فقط يا حكومة بغداد .. الماء يا عالم .. يا فضائيات .. يا احزاب .. يا سياسيين .. يا حكام .. يا مؤسسات .. يا وزارة الصحة .. يا مجلس بلدي..
شحة مياه .. ملوحة .. تسمم .. تراكم الزئبق .. موت الاسماك .. تيبس الاشجار .. نفق الحيوانات لم يبقى الا أن يلحق البشر بهم .. الآلاف تعرضوا للتسمم وعاودوا المشافي.. الرقم لحد اليوم تجاوز الـ 30 ألف مواطن بصري من مختلف الاعمار .. لكن وزيرة الصحة تقول الارقام مبالغ فيها والمشكلة ليست بهذا المستوى .. طيب يا وزيرة الفساد الصحي ..
هل هناك درجات للعطش؟ .. هل هناك مستويات للتعاطي مع العطشى ؟! ..
عطش درجة اولى
عطش درجة ثانية
وثالثة .. و رابعة
هل يمكن تصنيف العطشى وتحديد مستويات لهم .. هذا العطشان نوليه الظهر .. ذاك لا نسمع انينه .. الآخر نهمله .. الخامس رغم عطشه اتجه للانخراط في صفوف المتظاهرين لا ينبغي السكوت عليه و مواجهته..
عطشان متظاهر مزعج للسلطة يطالب بالماء .. يريد أن يطفئ ظمأه.. المطلوب ردعه.. ينبغي التخلص من ازعاجاته للآلهة واللصوص وبقية الحرامية من عصابات الدولة المتهرئة التي لا تنتج الا المزيد من الفساد والعطش والدم المراق..
قال صاحب العقل الصغير .. معدوم الضمير ” جلال الدين الصغير”.. بعد ان انتشى بقدح من بول البعير..
(ان من يقف وراء هذه المظاهرات.. مجاميع منحرفة عقائدياً هي التي تتحرك )..
هذه سابقة تاريخية في فضائح من ينتسب لوضاعة الدين.. لا اعرف كيف سمح هذا الصغير لنفسه أن يربط بين عطش البصريين واحتجاجاتهم ومظاهراتهم ومن اسماهم ووصفهم بـ المنحرفين وهو يقصد بهذا الانحراف تحديداً بالمعنى الواضح للكلمة.. منحرفون عن الدين الاسلامي!! ..
الباقي من حديثه التافه متروك تفسيره لغيره من المتنفذين في سلطة القتل والفساد.. المطلوب منهم معاقبة المنحرفين وردعهم.. وفي دين الصغير وامثاله الكثير مما يجيز القتل والذبح والتخلص من امثال هؤلاء المنحرفين ..
تقول الحكمة :
ان الصراع بين الحاكم والمحكوم .. لن يتوقف عند حدود الماء و العطش .. الصراع فاصل بين الحياة و الموت ..
بصريون عطشى يعشقون الحياة حولوا مدينتهم .. رغم الخراب والعطش .. الى مركز للكون يشع عنفوانا وغضباً .. هنا البصرة المنتفضة.. في مواجهة سلطة مارقة مرتعدة من هول الثورة .. ثورة العطشى والجوعى ..تتوسع رقعتها ..تكبر في كل لحظة رغم العطش.. لتطرد الصغير ومن يتشدق بالدين ويتشبث بفساد السلطة من الوجود وتحيلهم لمزبلة التاريخ .. هناك مع الطغاة والسلاطين والمستبدين وبقية الرهط من المنحرف عن خط الانسانية وقيم البشر مكانهم الحقيقي ..
ستبقى البصرة شامخة.. ستزدهر بهمة المتظاهرين من عطشى ابناء التنومة و العشار .. ستبقى مدينة النخيل وشط العرب شعلة تنير الدرب لكل من يعشق الحرية ويتوق لوطن لا يجوع فيه الناس ولا يعطشون ..
كفاكم ايها القتلة سفكا لدماء العطشى
كفاكم سفالة
كفاكم نذالة
كفاكم حقارة
كفاكم هبالة
كفاكم خداعا
كفاكم جهلا
كفاكم استهتاراً
هذه البصرة الجاثمة على بحر من النفط تتضور عطشاً ويعبث بدم ابنائها المنتفضين الصغارُ من الحكام والجهلة .. اية معادلة هذه حينما تفرز عقيدة الموت والسلطة دماً للعطشى بدلاً من الماء ..
أي دين واية عقيدة يا هذا .. يا صغير.. صه ايها المنافق.. لن نمنحك لقباً اكثر مما انت عليه .. ستموت وانت .. ص ..غ..ي..ر .. حقير حتى لو اصبحت عمامتك بطول رقبة البعير ..
وانت يا عبادي .. ايها القائد الاعلى للقوات المسلحة .. اية سلطة واية دولة تدير؟.. وانت تجمع بين العسكر والعمامة المنتجة لهذه الفوضى..
فوضى السلطة
و فوضى الدين
وفوضى الاخلاق
وفوضى العلاقة بين الحاكم و المحكوم
تشعب النداء
عطشى يطالبون بالماء
يقتلون و تسيل منهم الدماء
كأن الزمن عاد بنا لمحنة واجواء كربلاء
ليقتل الحسين ثانية في البصرة الفيحاء
قبل ان يتذوق جرعة ماء
يا للعار
سقطت الاشجار
نشفت الانهار
الرصاص يهطل على الثوار
بأمر حاكم حمار
قرر اشعال النار
المتربصون يلقمونها بالمزيد من الحطب و الاشجار
انتبهوا يا ثوار
ـــــــــــــ
صباح كنجي
5\9\2018
ـ رابط حديث جلال الدين الصغير عن المتظاهرين
https://www.facebook.com/YC.Iraq/videos/1701329679979458/?t=38