مهاجرون ينتظرون الصعود إلى حافلة خلال قيام الشرطة بإخلاء المخيمات العشوائية في شمال العاصمة الفرنسية باريس. المصدر: إي بي إيه/ جوليان دي روسا
.
كشفت الشرطة الإيطالية عن منظمة إجرامية لتهريب المهاجرين غير الشرعيين من العراق إلى دول أوروبا الغربية، ووجهت السلطات الإيطالية اتهامات إلى ستة أشخاص من المشتبه بهم، وجميعهم يحملون الجنسية العراقية، من بينهم ثلاثة رهن الاحتجاز حاليا، بارتكاب عمل إجرامي يرتبط بالهجرة غير الشرعية. وكانت العصابة تعمل باعتبارها وكالة سفر تقوم بترتيب كل ما يتعلق برحلات الهجرة.
كشف محققون إيطاليون عن منظمة إجرامية تعمل في مجال تنظيم ونقل المهاجرين غير الشرعيين من العراق إلى دول أوروبا الغربية، نظير مبالغ مالية تتراوح بين ألف وعشرة آلاف يورو للشخص الواحد.
وكالة سفر غير شرعية
وذكرت مصادر التحقيق أن العصابة كانت تعمل كوكالة سفر غير شرعية، حيث كانت تقوم بترتيب كل ما يتعلق برحلة الهجرة، بما في ذلك الإقامة خلال مراحل التوقف أثناء الرحلة.
وأصدر المحققون التابعون لإدارة مكافحة العصابات الإجرامية في تورينو، أمرا بتوقيف ستة عراقيين، من بينهم ثلاثة رهن الاحتجاز حاليا، بتهمة تنظيم ونقل المهاجرين من شمال إيطاليا، وبشكل أساسي من تورينو، إلى فرنسا ودول أوروبية أخرى. وتم توجيه الاتهام للعراقيين الستة بارتكاب عمل إجرامي يتعلق بالهجرة غير الشرعية. وجرى تحديد هويتهم، ومن بينهم محمد كمالي محمد عزيز، وهو أول من تم القبض عليه في 9 آب/ أغسطس الماضي في لاثوريلا بالقرب من أوستا، حيث كان يساعد شريكا يقود شاحنة على متنها عشرة مهاجرين غير شرعيين. وتمكن هذا الشريك من الفرار على قدميه في اللحظة التي تم القبض فيها على عزيز.
وأوضحت مصادر التحقيق أن الشخص الثاني الذي تم توقيفه هو صلاح سعيد محمد (23 عاما)، حيث جرى القبض عليه خلال الأسبوع الماضي وبرفقته أسامة علي (29 عاما) في منطقة بين تورينو ومقاطعة فينيسيا.
العملية بدأت منذ مطلع العام الحالي
وكانت العملية التي أطلق عليها اسم “الربط مع أوروبا”، وأدت إلى القبض على المتهمين، قد بدأت منذ نحو عام تقريبا، حين تمكنت شرطة الحدود في أوستيا مساء 17 كانون الثاني/ يناير الماضي، وعند معبر مونتي بيانكو الحدودي مع فرنسا، من اكتشاف 26 مهاجرا غير شرعي محشورين في مؤخرة شاحنة، دون إضاءة ومع قليل من الهواء. كما تم الكشف عن 12 آخرين في مؤخرة شاحنتين أخريين، من بينهم خمسة قاصرين. وكان هؤلاء المهاجرين، ومن بينهم هنود وأكراد عراقيون وباكستانيون وبنغاليون، يحاولون الوصول إلى برشلونة.
وقال أحد المهربين الأربعة الذين ألقي القبض عليهم خلال العملية، وهو روماني يبلغ 50 عاما، إنه كان سيحصل على 500 يورو مقابل قيادة الشحنة بالمهاجرين عبر الحدود.
وأحرز المحققون تقدما بعد توقيف عدد من الأشخاص بفضل التسجيلات، ومن خلال متابعة المهربين المشتبه بهم في المعبرين الحدوديين في مونتي بيانكو وفريوس، وكذلك في معابر تقل فيها السيطرة مثل مونينيفرو وبيكولو وسان برناردو.
شبكة عالمية لتهريب المهاجرين
وقالت إليونورا كونيني مفوضة الشرطة في أوستا، إن “العصابة قامت بإنشاء شبكة وطنية وعالمية كان بمقدورها تنظيم نشاطاتها بعد كل عملية توقيف”.
وتم تنسيق التحقيقات بواسطة إدارة مكافحة الجريمة المنظمة في تورينو والمدعي العام فاليريو لونجي، إلى أن جرى كشف تلك العصابة شديدة التنظيم التي كانت تستخدم ممر الهجرة عبر شرق البحر المتوسط، وفقا لما ذكره جوزيبي جيلبيرتي نائب المفوض في العمليات المركزية بالشرطة الإيطالية.