تعمل الحكومة واحزابها في جهود مجنونة ومحمومة , في التحريف والتزوير الحقائق والوقائع , التي يشاهدها الناس عبرر مشاركاتهم في التظاهرات , او عبر الفيديوهات الحية والمباشرة . ولكن الحكومة دأبت في زعيق صاخب في نباحها اليومي . في تحميل مسؤولية التخريب على عاتق المتظاهرين . بهذا التزوير الممنهج الذي يستلهم الدعاية النازية ( اكذب واكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس ) فقد دأب ان يطلع علينا في معزفته المشروخة والمكسورة , التي اصبحت مثار سخرية وتندر في العقيلة السخيفة والجامدة , في تصريحات الناطق بأسم القائد العام للقوات المسلحة , اللواء عبدالكريف خلف , في محاولة تقمص شخصية ( الصحاف ) في أسوأ صورتها القبيحة والغبية في الكذب والنفاق . بأن المتظاهرين هم سبب المشاكل واعاقة وتعطيل السير في العاصمة , والاعتداء على القوات الامنية , والقيام باعمال تخريب ونهب وحرق الممتلكات العامة والخاصة , وان القوات الامنية لم تستخدم اية قوة ضد المتظاهرين , بذريعة ان القوات الامنية متواجدة في ثكناتها . هكذا بكل غباء كأن سقوط الشهداء والجرحى والمصابين , في شجار مع بعضهم البعض , او ربما جاءت مخلوقات من كواكب اخرى تمارس القتل في صفوف المتظاهرين , مستغلين وجود القوات الامنية في ثكناتها ولم تخرج الى الشارع . بهذا الغث من الهذيان والثرثرة المملة في السخرية والتهكم , تحاول الحكومة واحزابها معالجة الازمة العراقية الخطيرة , في اختيار العنف الدموي , تجاه المتظاهرين السلميين . ويشدد في نفاقه الهجين , بأن القوات الامنية تمارس اقسى حدود ضبط النفس امام عمليات التخريب واشعال الحرائق . ومن زاوية اخرى تتحجج الحكومة بأنها استجابت الى مطاليب المتظاهرين وهي تشكرهم على التنبيه على الاخطاء , وتدعوهم الى الكف عن التظاهر والرجوع الى بيوتهم . لان استمرار التظاهر والعصيان المدني واغلاق الموانئ . كلف الدولة خسائر باهظة بلغت اكثر من 6 مليار دولار . اضافة الى خسائر قطع الانترنت , كلفت الدولة خسائر اكثر من مليار ونصف مليار دولار والحبل على الجرار . لو كان هناك ذرة من الحرص والعقل السياسي المسؤول , في توظيف هذه الاموال الطائلة في فتح ابواب فرص العمل للشباب . في تحسين الخدمات العامة , في توفير ظروف معيشية محترمة . لما تعمقت الازمة واغراق العراق بالدماء بسقوط مئات الشهداء والآف الجرحى والمصابين , لما تعقدت الاوضاع الى الخطر والخراب المدمر . ولكن يدل هذا عن غياب العقل السياسي المسؤول والحريص في تفاديء تدمير العراق واغراقه بالدماء . لكنهم يدل على انهم غير قادرين وغير جديرين في المسؤولية وفي الحكم . لانهم يريدون ترقيعات هامشية للنظام المحاصصة الطائفية . رغم المناشدات والمطالبات في الداخل والخارج , في الاستجابة الحقيقية الى مطاليب المتظاهرين , وايقاف العنف الدموي . لكن لم تجد الأذن الصاغية , سوى الاستمرار في الحل الامني وقسوة القمع الدموي. وممارسة عمليات الاعتقال والخطف والتهديد . رغم الوعود المكررة يومياً في ايقاف الاعتقال والخطف , ولكن وتيرتها في تصاعد مخيف ضد النشطاء والنشيطات . وكذلك تطويق منافذ والطرق التي تؤدي الى ساحات التجمع , بتفتيش الداخلين وتعرضهم الى الاهانة والمسائلة وتفتيش هواتفهم النقالة وفحصها , لتكون حجة في اعتقالهم . ان التعويل على وهن وضعف وتعب المتظاهرين , أضافة الى التشديد في الاجراءات الامنية المفرطة بالعنف والقوة القاتلة . هو الخيار الاوحد لديهم في اجهاض التظاهر وثورة الشباب . وهذا يدل رغم الضغوط الهائلة على الحكومة واحزابها. بأن ليس الامر بيدهم وانما في سلة حاكمهم الفعلي . هي القيادة الايرانية , هي بيدها الحل والربط والقرار السياسي . لذلك بين فترة واخرى تطلع علينا السيناريوهات الايرانية , في ايجاد مخرج من الازمة العويصة والخطيرة , بحيث تخرج الحكومة واحزابها في سلام وأمان . هذا الغباء السياسي يقود العراق الى الدمار واغراقه بأنهار من الدماء . لان العراق بعد الواحد من تشرين لايمكن بكل الاحوال ان يرجع الى الوراء . لانه دخل في مرحلة الثورة الشبابية في طور جديد , هذا المارد العراقي الجبار , هيهات ان يرجع الى الوراء وينهزم . مهما كانت السيناريوهات الايرانية الدموية , فقد عقد العزم على الشهادة أو النصر ………………………… …………… والله يحفظ العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله