بقلم: نظام میر محمدي
الحقوقي والخبیر في الشؤون الإیرانیة
كانت عبارة “آية الله بي بي سي” شائعة على لسان عموم الإيرانيين منذ سنوات عديدة.
في الآونة الأخيرة، هرع آية الله بي بي سي (هيئة الإذاعة البريطانية) لبث الأكاذيب، ونزولاً عند رغبة آلة الدعاية الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، إلى بث خزعبلات وأوهام لتكرر أراجيف اثنين من المجندين المكشوفين لمخابرات نظام الملالي على غرار ما ينشره الملالي منذ سنوات ضد مجاهدي خلق المستقرين في أشرف الثالث بألبانيا. لا يوجد شيء جديد في هذه الأباطيل، وبالتالي فهو لا يستحق أي إجابة. لأنه تكرار الأباطيل السابقة الذي أبطلته الحقائق مع مرور الوقت. أنا أيضا لا أنوي تناول هذا الموضوع في مقالي هذا. لكنني أرى من حقي أن أوضح بعض النقاط التي تتعلق بآية الله بي بي سي ولماذا يطلق الشعب الإيراني على هذه الهيئة بآية الله بي بي سي.
آية الله بي بي سي في التاريخ الإيراني
كان آية الله بي بي سي على وجه الخصوص شركة دعاية مكرسة لخدمة السياسة الاستعمارية وتوطيد الأنظمة الدكتاتورية في المناطق التي يسيطر عليها الاستعمار أو المناطق الخاضعة له. الأمثلة على ذلك كثيرة في مستعمرات أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.
على وجه التحديد في ثورة الشعب المصري ضد السياسة الاستعمارية البريطانية، بقيادة جمال عبد الناصر؛ كانت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، تبث على شاشة التلفزيون برامج ضد قيادته وثورة الشعب المصري. في برنامج تحدث عبد الناصر إلى مؤيديه، ذكر القضية، قائلاً إن تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية قد خاطبنا بكلمات مهينة ووصفني بالكلب، هذا يدل على أننا أقوياء بما فيه الكفاية أن العدو يهيننا بهذه الكلمات. أنا أيضا أقول ردا على بي بي سي “وأنتو ولاد ستين كلب“!
في إيران أيضًا، تحركت السياسة الاستعمارية بثبات في هذه الدائرة. أثناء الحركة الوطنية الإيرانية ضد الدكتور محمد مصدق حتى انقلاب آب / أغسطس 1953 المشين، لعبت هيئة آية الله بي بي سي دورًا نشطًا للغاية في شيطنة الحركة وتشهيرها، خاصةً الدكتور مصدق ورفيق دربه الدكتور حسين فاطمي. في كل السنوات التي تلت هذا الانقلاب المشين، قدمت هيئة آية الله بي بي سي العديد من الخدمات لدكتاتورية بهلوي. إلى جانب هذه الخدمة للشاه الطاغي، كان الملالي دائمًا يتنعمون باهتمامات هيئة آية الله بي بي سي وحبها لهم. ومن بين هؤلاء الملالي السيئ السمعة أبو القاسم كاشاني و خميني الدجال، غاصب السلطة الشعبية في إيران. وكانت هيئة الإذاعة البريطانية منذ الأشهر التي سبقت الثورة المناهضة للملكية في عام 1978، ومازالت تدعم النظام الفاشي للملالي الحاكمين في إيران، وخاصة في المراحل الحرجة.
باختصار، يمكن القول إن المؤشر الأبرز لآية الله بي بي سي طوال تاريخ نضال تحرير الشعب الإيراني هو المعارضة الساحقة لمصالح ومنافع الشعب الإيراني خدمة للأنظمة الاستبدادية والسياسة الاستعمارية، وكلما دعت المصالح فهي كانت عصا جاهزة ضد المقاتلين والمجاهدين ولتبدي دور إضفاء طابع الشرعية لفظائع وجرائم الاستبداد والفاشية.
بصرف النظر عن التفاصيل المزعومة لتقرير آية الله بي بي سي ، فإن نفس هذا العمل الوقح لتقديم الخدمة للملالي الفاشيين الحاكمين في إىران يثبت أن الروابط والمهادنة لم تنجحا وأن عرش الاستبداد والفاشية بدأ يهتز وسفينة الاسترضاء تورطت في الوحل. إن منظمة مجاهدي خلق صاحبة العزة والشرف والمقاومة المشروعة والتقدمية للشعب الإيراني أصبحتا قريبتين جدًا من بوابة النصر العظيم. وهناك درس لا يتعظه آية الله بي بي سي، وهو أن مبدأ التطور التاريخي والاجتماعي يتحرك إلى الأمام وله مسار أحادي الاتجاه ولا يتراجع.
آية الله بي بي سي مثل الملالي الفاشيين الحاكمين في إيران، مجبرة على قبول حقيقة أن منظمة مجاهدي خلق ومقاومة الشعب الإيراني وجيش التحرير الوطني مع معاقل الانتفاضة داخل إيران هم المنصورون والفخورون في النضال التاريخي بين القوى المتخلفة والتقدمية.
إن الشعب الإيراني مع مجاهديه المتفانين الذين ضحوا بكل شيء لإسقاط النظام الفاشي الحاكم في بلدهم، لا يبالون قذف وزارة المخابرات سيئة السمعة وحلفائها، مثل آية الله بي بي سي.
لقد اختار المجاهدون، الشرف والصدق ودرب المقاومة لمواجهة القهر والبطش وجميع أنواع الأكاذيب والرذائل، متحلين بالتضحية اللانهائية ومشكل قضية الحرية ليزفوا لأبناء شعبهم وأرضهم بشرى الحرية والخلاص والعدالة والمساواة.