أظهر فيديو مسجل ايرانين يرددون الهتاف “نه غزة، نه لبنان، جانم فداى إيران”، انتشرت الكلمات سريعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، ليس الإيرانية فقط، بل أيضاً في دول عديدة مرفقة بترجمة لها: “لا غزة ولا لبنان روحي فداء لإيران”.
لم تكن الجملة وحدها ما شد المتابعين الخارجيين لما يجري في إيران، بل توسع التظاهرات السريع في الداخل الإيراني على خلفية اقتصادية وجد فيها هؤلاء سياقاً مشابهاً لسياقات عربية مختلفة، تحديداً في العراق ولبنان حيث تستمر التظاهرات لأسباب عديدة أساسها كان السبب المعيشي، كما رأوا فيها تحدياً للسياسة الإيرانية التي اشتكى عراقيون ولبنانيون من “تدخلها” في بلادهم.
اجتمع الاقتصادي مع السياسي في لحظة حملت دلالات كثيرة، يقول فيها إيرانيون لقيادتهم: “نحن أولى بالأموال التي تدفعونها للخارج”، ويقول فيها عراقيون بشكل أساسي: “لا نحتاج وصايتكم” كما حصل لدى الهجوم على القنصلية في بغداد، ويقولها معهم لبنانيون.
لم تكن المرة الأولى التي يوجه فيها إيرانيون هذه الرسالة لقيادتهم، ففي تظاهرات شهدتها البلاد مطلع العام الماضي كانت الأكبر بعد سبع سنوات خرج الشعار نفسه مصحوباً بشعارات مشابهة كـ”دعوا سوريا وشأنها، فكروا بنا”.
بدأت الاحتجاجات في إيران مساء الجمعة، غداة إعلان اعتبر مفاجئا من الحكومة الإيرانية بزيادة أسعار الوقود خمسين في المئة أو أكثر، في خطوة جديدة قيل إنها تهدف إلى خفض الدعم المكلف الذي تسبب بزيادة استهلاك الوقود وتفشي عمليات التهريب.
وأوضحت “الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط” أن هذا القرار يرتب على كل شخص يملك بطاقة وقود دفع 15 ألف ريال (13 سنتًا) لليتر، لأول 60 ليتراً من البنزين يتم شراؤها كل شهر. وسيُحسب كل ليتر إضافي بـ30 ألف ريال، فيما كان سعر ليتر البنزين المدعوم من الدولة، بـ10 آلاف ريال (أقل من تسعة سنتات).
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية، اندلعت التظاهرات في العديد من المدن مساء الجمعة، وقد وصفت بعضها بـ”الكبيرة” كما في مدينة سيرجان (وسط البلاد) حيث حاول أشخاص الهجوم على مستودع وقود وإحراقه ومنعتهم الشرطة. ومن المدن التي أشارت الوكالة إليها وشهدت احتجاجات مشهد وبيرجند والأهواز وعبدان وخرمشهر وماهشهر وشيراز وبندر عباس.
وفيما قالت الوكالة إن التظاهرات توقفت ليلاً، عاد المحتجون إلى الساحات صباح اليوم.
وقد انتشر فيديو لأشخاص يقطعون شارعاً في طهران بسياراتهم بعدما أوقفوا محركاتها اعتراضاً على قرار الحكومة، فيما انتشرت صور من مدينة بهبهان، جنوب غربي إيران، قيل إن المحتجين فيها أضرموا النار في فرع لـ”المصرف الوطني”.