جوهر التدرج اللولبي المتصاعد في مطالب تظاهرات العراق بصرف النظر عن النوايا الحسنة لقسم كبير من المتظاهرين السلميين، هو استهداف واضح للقوى الكبيرة التي ساهمت في حفظ العراق وشعبه من جميع المخاطر المحيطه به منذ سقوط النظام.
بدأ الحراك بشكل طبيعي ومنطقي ضد الحكومة الفاسدة ورغم اشتراك أطراف أخرى في الفشل السياسي العام واللصوصية لكن التركيز كان على جهات معينة وبشكل فج وصارخ ,لانها المستهدف الاساسي والحقيقي من قبل صبيان السفارة, لتبقى الاطراف الاخرى خارج الرؤية الشعبية المعبأة إعلاميا. فحسن الظن في ظل هذه المعطيات الكبيرة سذاجة عالية الجودة.
اولا: كان الخروج ضد الحكومة الفاسدة( اسباب لا خلاف عليها ) لكن التصادم في اليوم الاول كان مخيف ودموي وكأنه اعد له مسبقا ,فالضحايا كانت من الاجهزة الامنية والمتظاهرين العزل على حد سواء.
ثانيا : استهداف الحشد الشعبي” منقذ العراق ” بحجة ولاءه لايران بعد يوم واحد من الخروج طلبا للوظائف والحياة الكريمة ومحاربة الفساد,اي مطلب مختلف تماما عن السبب الرئيسي فكيف تم ايقاظه هكذا في اذهان الشباب؟
.ثالثا: إسقاط رمزية المرجعية الدينية في الشارع بشتى الطرق، تارة بحجة دعمها للحكومات الفاسدة او تورط بعض وكلائها بقضايا فساد وتارة اخرى بحجة انها غير عربية!!!!, وقد عملت القنوات البعثية على هذا الموضوع سنوات طويلة.
رابعا: ضرب العمق الاستراتيجي الشيعي بشيطنة ايران وتحميلها وزر جميع الموبقات رغم انها الحليف الوحيد الذي شارك بشكل قوي وفعال بدعم العراق والاعتراف بحكومته قبل جميع الدول, ومع ذلك الشعارات تردد ضدها فقط , لااعرف ربما لانها شعارات حماسيه ومموسقة لاتناسب اسماء دول اخرى , فالسعودية بره بره , لاتطرب الاسماع!!! مع انها وغيرها من الدول العربية خاضوا ولسنوات طويلة بدماء العراقيين واشتركوا بجميع المذابح التي حصدت ارواح الاف الابرياء بسبب خطب وفتاوى الوهابية, باستثناء بعض الشباب المنصف من المتظاهرين قاموا برفع لافتات ضد السعودية.
الجهات التي توجه بوصلة الحراك بشكل عام تحاول المناورة احيانا بتوزيع الشرور على دول اخرى غير ايران ولكن بشكل سطحي ومن جهة اخرى تقوم بصناعة اخبار مفبركة تعزز اهدافها الاساسية والحيوية التي اشرنا اليها سابقا, ولكنهم مع ذلك احرزوا تقدما واضحا في بداية التظاهرات ولكن وعي الكثير من الشباب الوطني حال دون الانجرار وراء هذه الاجندات التي تحاول تغيير موجة الاحتجاجات السلمية الى العنف والتخريب.
الربط المنطقي الذي تم الايحاء به للكثير من الشباب اليائس والمحروم بان تسلسل مظلوميتهم ومصائبهم وخرابهم وحروبهم والارهاب والمفخخات والفساد يبدأ من الحكومة الفاسدة ثم المرجعية (الداعمة لهم) ثم الحشد القائم على فتوى المرجعية ثم دولة ايران الداعم الاقوى للحشد والحكومة في حربهم ضد الدواعش , فلكي تتخلص من الحكومة عليك اسقاط جميع هذه الركائز مرة واحدة, فلا حكمة المرجعية ودعمها للحراك السلمي ولا بقاء الحشد بعيدا عن التدخل في الاحداث شفع لهما بالخلاص من الاستهداف.
اذن هذه المطالب التي وضعت بتدبير شيطاني خطير بين مطالب الشعب الاساسية والتي نقر بشرعيتها جميعنا,هي باختصار مطالب امريكا والصهيونية وحليفتهما السعودية, فالمطلوب هو راس المقاومة , لاغير
هذا والحشد مازال يقاتل !!!!!