منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2019 انطلقت انتفاضة شبابية مقدامة زلزلت الأرض تحت أقدام النخبة الحاكمة والأحزاب والقوى الإسلامية السياسية وقادة الميليشيات الطائفية المسلحة وقادة الحشد الشعبي وإيران الخامنئي، ثم توقفت لتنطلق ثانية في الـ 25/10/2019. وخلال الأسابيع الستة المنصرمة جوبه المتظاهرون البواسل بالحديد والنار والقتل العمد وبكل السبل القمعية التي تمتلكها أجهزة الدولة الرسمية وغير السمية من أدوات ووسائل قمعية كالرصاص الحي والقنابل القاتلة والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدماء والدموع وخراطيم المياه والاختطاف والقتل والتعذيب. انطلقت الانتفاضة لأسباب موضوعية بعد أن غاص الحكام وأحزابهم في مستنقع الطائفية العفنة والتمييز الديني والمذهبي والفكري، وبعد أن أصبح الفساد نظاماً متكاملاً ومعمولاً به في الدولة والمجتمع وتسبب في خراب الاقتصاد الوطني وإيقاف العملية التنموية كلية منذ اليوم الأول من تسلم القوى الطائفية للحكم في البلاد. وحين أصبحت البطالة عامة وشاملة لمزيد من الشبيبة القادرة على العمل وازاد الفقر والبؤس والفاقة لليتامى والأرامل ومن هم تحت خط الفقر، وحيث أصبحت الأوضاع الكارثية لا تطاق، وحين أصبح العراق شبه مستعمرة لإيران الخامنئي، انفجرت الشبيبة بقوة وشهامة. وبمرور الأيام تتحول هذه الانتفاضة إلى ثورة شعبية عارمة تساهم فيها كل الطبقات والفئات الاجتماعية الوطنية، وأتباع جميع الديانات والمذاهب والاتجاهات الفكرية العقلانية، وأصبح المطلب المركزي للثوار ((إسقاط الحكومة والنخبة الحاكمة والنظام السياسي الطائفي الفاسد والتابع لإيران)). إن استخدام أنواع من الأسلحة القاتلة لفض تظاهرات المنتفضين قد أدت حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 600 متظاهر من الشبيبة العراقية الباسلة، وأكثر من 16000 جريح ومعوق. والقوات المسلحة العراقية تعتبر المسؤولة عن هذه الدماء الزكية التي سالت في ساحات وشوارع العراق، ومن الممكن أن تكون العصابات الميليشياوية الطائفية المسلحة وقوى إرهابية دولية وقوى من دول الجوار، لاسيما إيران، تمارس قتل المتظاهرين والقوات الأمنية.
من هنا يتوجه النداء العاجل والساخن إلى أبناء القوات المسلحة العراقية من مختلفة الصنوف الذي نصه:
أن الشعب العراقي لا يريد منكم انقلاباً عسكرياً تقومون به ضد الطغمة الحاكمة، لأن الانقلابات لم ولن تجلب الخير للشعب والوطن، ولكن الشعب يطالبكم باتخاذ المواقف الأمينة على الشعب وحماية مصالحه وعلى الوطن واستقلاله وسيادته. استمعوا إلى نداء المتظاهرين “نريد وطناً مستقلاً نعيش فيه بكرامة وعزة نفس وسعادة” وهو العيش الكريم الذي يشملكم ايضاً، فالوطن وطنكم باعتباركم جزءاً من هذا الشعب المناضل:
-
أرفضوا الأوامر التي تصدر عن المسؤولين في توجيه أسلحتكم القاتلة إلى رؤوس وصدور المتظاهرين. فالقوات المسلحة لم تؤسس لمواجهة مطالب الشعب، بل ضد أعداء الشعب أو من يضطهده ويهيمن على مقدراته ويخون الأمانة التي وضعت في عنقه والقسم الذي أداه في أن يكون في خدمة الشعب، وليس في رفع راية الهويات الفرعية القاتلة والطائفية والتمييز الديني على حساب الهوية الوطنية العراقية وتمزيق وحدة الشعب وسرقة خزينة الدولة وقوت الشعب.
-
أحموا المتظاهرين وتصدوا بشجاعة لكل الذين يحاولون توجيه نيرانهم لرؤوس وصدور المتظاهرين، أو يشعلون النيران بالمؤسسات العامة والخاصة. وهي قوى كثيرة من العهد الدكتاتوري البعثي الصدامي المتغلغلة في أجهزة الدولة ومن المليشيات الطائفية المسلحة والحشد الشعبي وقوى الإرهاب الدولي الداعشي.
-
لا تمنعوا المتظاهرين السلميين من التحرك صوب الجسور وأوكار النخبة الحاكمة، التي أعطت الأوامر باستخدام العنف وتوجيه نيران أسلحة قوى الأمن الرسمية وغير الرسمية إلى رؤوس وصدور وظهور المتظاهرين، من أجل إجبارهم على التخلي عن السلطتين التنفيذية والتشريعية وتشكيل حكومة كفاءات مستقلة تهيئ البلاد لمستقبل أفضل على وفق إرادة الشعب ومصالحه وطموحاته في دولة حرة وديمقراطية حديثة ومستقلة، ومجتمع مدني ديمقراطي حر.
-
شاركوا في العصيان المدني في حالة إعلانه من قبل المتظاهرين والمتجمعين في ساحة التحرير والذين أجمعوا على التعاون والتنسيق والتضامن بين كل القوى المنتفضة في سائر أنحاء العراق.
– أملي وأمل المنتفضين أنكم ستساهمون في دعم انتفاضة العشب وثورته التي أسست، وهي في مهدها، أفضل العلاقات الإنسانية النبيلة والتضامنية النضالية بين بنات وأبناء العراق المتظاهرين في ساحات وشوارع العراق، بين افراد الشعب الغيارى على وطنهم الحبيب.
– لتكن القوات المسلحة العراقية أداة سلمية بيد الشعب السلمي المنتفض، وليست أداة للقتل والتشريد بيد حكام العراق المستبدين والطائفيين والفاسدين والمفسدين، ويجب ألَّا تكون أداة بيد الجنرال الإيراني قاسم سليماني وأعوانه.
– لتكن القوات المسلحة العراقية جزءاً عضوياً وحيوياً من هذا الشعب الثائر ضد الظلم والطغيان والفساد والقتل العمد، وضد القوى الخارجية التي تتدخل يومياً بالشأن العراقي وترسل الجواسيس والمستشارين ليقودوا الحكام الإمعات بما يأمر به المرشد الإيراني علي خامنئي الذي اتهم أبناء وبنات الشعب الإيراني المنتفض حالياً بكونهم أشراراً وقطاع طرق، ويصدق عليه القول العراقي “وكل إناء بالذي فيه ينضح!!!”.
– لترتفع راية النضال والتضامن بين الشعب وقواته المسلحة ضد الطائفية والفساد والوطن المستباح!
18/11/1019