الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeالاخبار والاحداثالقاصة نسيمة الشلال تقدم كتاب الشعر "عشتار بيد واحدة" للأديب مراد سليمان...

القاصة نسيمة الشلال تقدم كتاب الشعر “عشتار بيد واحدة” للأديب مراد سليمان علو

(تقديم)

نسيمة شلال
الأديب مراد سليمان علو يقدم لنا في هذه الكتاب الشعري قصائد على شاكلة ألحان تخرج من بين اصابع عاشق سنجاري لديه موهبة عظيمة في العزف على الطنبورة، ولوهلة يشعر بأن أوتارها لا تفرغ ما بداخله من طاقة فنية وابداع وألم فيأخذ بيد عشتار ليطوف بها الدروب في الأماكن والأزمنة التي عاش فيها وكذلك التي لم يعش فيها بعد، وتبدأ عشتار رحلتها من (العيد) لينتهي بها المطاف تحت (شجرة المواعيد).
الشاعر بدأ من لالش في فجر الأربعاء لينظم اشعاره على شكل باقة شقائق ويهديها لنا وحين ننظر الى شقائقه نجد فيها عيون حبيبته العسلية.
في قصيدة (التفتُ باحثا عنكِ) يقول: “…مثل طائرة ورقية تحلق فوق السطح وتتسلق الغيوم، ثم تلتفت الى يد صغيرة تمسك الخيط بقوة، لتؤكد لها بأنها لاتزال تطير…” بعد تأمل هذا النص نحتاج الى الكثير من الوقت لنتخيل الضياع الذي نحن فيه، بعيدين عن وطن ضاع قبل أن يضيّعنا، وعن حبّ لايزال يشدّنا الى جذورنا، وأرضنا، وإلى العشق الأول الذي اعترف بحبه لنا أربع وسبعون مرة ولم نفهم، الى الوطن الذي رفضنا وتقيئنا.
حين نقرأ قصائده تصيبنا الدهشة من بساطتها ورقتها وعمق معانيها والالتفاتات الجميلة والمعبرة التي تتميز بها كل قصيدة.
(عشتار بيد واحدة) رحلة الى عالم الحب والحزن، الفراق والأسر للنساء الأيزيديات لدى (داعش).
عالم جديد على شكل مقطوعات موسيقية يقدم لنا خبايا النفس البشرية.
هذا الكتاب يأخذ مسارا مختلفا لقصيدة النثر باحتوائها على تفاصيل دقيقة وجميلة وشعور عفوي نابع من ثقافة أدبية عالية، فحين يصل إلى (على مشارف الحلم) ليقول ما في نفسه عن سنجار واشجارها وكأن لكل شجرة تين في جبلها قصة وتفاصيل لا يفهم موسيقاها غيره، وحين يتحدث عن عشتار، والأرض، والطبيعة الأم بصوة عامة يتساءل: ” كيف سأقطع ذراع حبيبتي؟” لكن في اليوم التالي عند وصول (داعش) يرفع الفأس ليقطع ذراعه هو! “في قصيدته هذه يرسم الأديب ممرات في غاية الدهشة ليقول لنا تفضلوا، سيروا في هذه الطرق والممرات واكتشفوا بأنفسكم ما اعنيه من هذه الصورة الشعرية السلسة والمليئة بالألم لنجد بعد ذلك أنفسنا وجها لوجه مع هزائمنا ليختلط علينا الأمر لا عليه وبعدها لا نعرف هل الكاتب غادرنا أم نحن من هاجرنا اللغز الذي يكمن وراء قصائده لنقوم بعدها برحلة أخرى ونقف تحت شجرة المواعيد ونتساءل هل كانت رحلتنا مع عشتار رحلة حبّ أم رحلة مليئة بالخيال النثري والجمال الشعري؟
أم أنها كانت رحلة تذوقنا خلالها تين سنجار ومرارة واقعها وما حلت بها من مصائب.
الأديب مراد سليمان علو تحية تقدير ومحبة لك ولقصائدك التي تشبه عظمة عشتار ولقلمك الذي دائما يذهب بك وبنا الى سنجار وجبلها وعيون الماء فيها وعشقها التي لا تنتهي وبساطتها التي لم نعرف بعد فك رموزها.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular