الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeمقالاتالاندساس أم ذريعة لإرتکاب الجرائم؟ : منى سالم الجبوري

الاندساس أم ذريعة لإرتکاب الجرائم؟ : منى سالم الجبوري

منذ أن باتت التظاهرات الغاضبة للشعب العراقي تسير في إتجاه لايتفق وأهواء الاحزاب والفصائل الخاضعة لإيران، فقد صار الحديث يتردد کثيرا بشأن إندساس مشبوهين بين المتظاهرين حتى يتصيدوا بالمياه العکرة ويحققوا مآربهم، وقد تم إعتقال العشرات بهذه التهمة لکن الملفت للنظر کثيرا إن الذين تم إعتقالهم هم من الناشطين ويبدو إنه کان هناك نوعا من الانتقاء لهم.

التحذير من الاندساس، رافقته تحرکات مشبوهة ولاسيما بعد أن صار واضحا بأن التوجيهات الصادرة من جانب النظام الايراني تتضمن تنفيذ مخططات من شأنها إستهداف هذه التظاهرات، فإن الامور کما يبدو تسير وفق سياق التشديد مع المتظاهرين أو بتعبير أقرب إن الحکومة والسلطات العراقية ولاسيما الاحزاب والفصائل الشيعية الخاضعة لطهران، ستتموضع ضد التظاهرات طبعا کل بأسلوبه وطريقته الخاصة، خصوصا بعد أن بات قاسم سليماني وقادة من الحرس الثوري يتوافدون الى بغداد من أجل وضع آلية خاصة لمواجهة التظاهرات بحب مصادر مطلعة.

التقارير الخبرية التي نقلت أنباءا بشان مؤامرة جديدة من قبل النظام الإيراني ضد الشعب العراقي وأضافت هذه التقارير بعقد إجتماع لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني مسؤول الملف العراقي في إيران حضره نوري المالكي امين عام حزب الدعوة وابو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي وهادي العامري رئيس منظمة بدر وقيس الخزعلي قائد مليشيا عصائب اهل الحق وعمار الحكيم رئيس تيار الحكمة ومحمد الحلبوسي رئيس البرلمان وعدد من شخصيات الاحزاب السنية والكردية الموالية لايران، لايمکن إعتباره مجرد صدفة أو أمر عادي، بل إن الايام القادمة وإرتفاع سخونة التظاهرات وماقد يرافقها من شعارات ومطالب تستهدف المرتبطين بإيران، من المرجح أن يقود الى تکرار إستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين وتصفية أعداد منهم بأساليب وطرق متباينة لإلقاء الرعب بين صفوف المتظاهرينکما فعلت الاجهزة الامنية الايرانية مع المتظاهرين المحتجين في داخل إيران وتفعلخصوصا عندما يتم بث إشاعات تستهدف الروح المعنوية والوطنية للمتظاهرين.

الذين يتحدثون عن المندسين بين صفوف المتظاهرين العراقيين ويجعلون من ذلك ذريعة لإرتکاب جرائم وإنتهاکات، عليهم أن يعلموا بأن مايحدث هو تظاهر عراقي خالص غير تابع لأية جهة أو طرف ماعدا المصالح العليا للشعب، وإن على الحکومة العراقية أن تقوم بتنظيف أجهزتها ومٶسساتها من المندسين التابعين لفيلق القدس والمخابرات الايرانية حيث جعلوا من هذه الاجهزة والمٶسسات منابر تابعة للنظام الايراني المکروه والمرفوض من جانب شعبه، وإن لعبة وجود مندسين في التظاهرات في العراق، هي نفس لعبة وجود مندسين بين المتظاهرين المحتجين من الشعب الايراني، وإن السعي من أجل إلصاق نظرية المٶامرة المٶامرة بالتظاهرات العراقية هي خطوة أولى في سياق مخطط مشبوه يجب أن يتم فضحه منذ الان.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular