من الناس من خلدوا اسماءهم في التاريخ بطرق متعددة ومتنوعة ,فمنهم من خلد اسمه عن طريق رجولته وشجاعته ومنهم من خلد اسمه عن طريق ايمانه ومنهم من خلد اسمه عن طريق دفاعه عن دينه أو قومه ومنهم من خلد اسمه عن طريق علمه وووووو ومن النا س من خلد نفسه من خلال ما قدمه لقومه او شعبه وهنا نتوقف عند شخص خلد اسمه بإحدى تلك الطرق.
وهو المرحوم ميرزا جولو فمن هو ميرزا جولو ؟وماذا قدم حتى نقول عنه بأنه قد خلد اسمه في التاريخ؟
اسمه ميرزا ووالده يدعى جولو وجده يدعى سلو ويسمى سلويان وامه تدعى أمينة ولد في دولة أرمينية في 20-2-1946م وهو متزوج وله 3 أولاد هم : ولد يسمى رومان وولد يسمى سلو وبنت تسمى ايرينا ,له 8 أخوة وأخوات .يعود اصله لعشير سلويان التي هاجرت من تركيا بسنة 1917م اثناء المذابح التي ارتكبتها الدولة العثمانية ضد اتباع الأديان الأخرى من غير المسلمين وخاصة المسيحيين وبمقدمته الأرمن وكذلك الإيزيديين , ووطنه الأصلي يوجد في تركيا الحالية قرب بحيرة وان وجبل آغري داغ وعند قرية هناك تسمى جيبو كوي التي زارها المرحوم بسنة 2012م , هناك دفن والده ودفنت والدته وصاحبه في تلك الزيارة اخوه الآخروي . بعد أن هاجر أهله من تركيا إلى أرمينيا سكنت عائلته في قرية تسمى آكناليج بمنطقة اشناتين .هناك دخل المدرسة وتعلم ,بعد انهاء دراسته الثانوية درس في جامعة أرمينيا بمدينة ايريفان عاصمة دولة أرمينيا ,حيث درس اقتصاد القرية ,بعد انهيار الإتحاد السوفيتي توجه إلى روسيا الإتحادية ومارس مهنة التجارة .هناك انتبه ميرزا لوضع الإيزيديين ووضع الدين الإيزيدي وشاهد ماذا يحدث ,حيث الهجرة من أرمينيا وغيرها نحو الخارج والأصعب كان أن رأى بعض الإيزيديين وهم يخرجون من الدين الإيزيدي ويعتنقون الديانات الأخرى وخاصة على يد التبشيريين بدوافع مثل المال وغيره ,لذلك عزم على التصدي لتلك الظاهرة الخطرة وقرر التوجه لبناء ما يرمز للدين الإيزيدي وعراقته وخاصة القباب ,فبنى بسنة 2013م قب سماه قب ايزيد وفي سنة 29-9-2019 م بنى قب آخر بإسم قب نورا طاووسي ملك في أرمينيا ودفع في سبيل ذلك الآلاف من الدولارات كمصاريف وذلك على نفقته الخاصة .
عندما كان في روسيا كان يقدم المساعدات للمحتاجين الإيزيديين كما قام بالتعاون مع بعض الناس من انشاء الكونفرانس الإيزيدي العالمي وذلك بسنة 2012م حيث انه كان ومنذ 1993م قد توجه لروسيا وسكن هناك ,في سنة 2016م اسس محطة تلفزيونية باسم تلفزيون لالش وكان ولايزال ذلك التلفزيون يبث برامجه باللغة الإيزيدية ووضع تلك القناة تحت تصرف الإيزيديين ويدفع بكل شهر 12 ألف دولار أجرة الستلايت وكل ذلك على نفقته ومن دون أن يطلب أي شيء من غيره أو حتى يتدخل في برنامج التلفزيون أو عمل الذين يقدمون البرامج . عندما تعرض الإيزيديون لفرمان 74 وذلك في 3-8-2014م على يد المسلمين وخاصة بالعراق وشنكال ,توجه ميرزا بنفسه للعراق لتقديم المساعدات لهم وكان قد زار العراق بسنة 2000م ونقل 3 عائلات ايزيدية عراقية شنكالية إلى أرمينيا ,ألف كتابا تحت عنوان (الطريق نحو القباب )حيث تناول فيه الحديث عن جنكير آغا ويوسف بك وترجم الكتاب إلى اللغة الروسية والأرمنية ,بعد أن اتم بناء قب نورا طاووسي ملك بنى هيكلا لجنكير آغا الذي كان قد توفي في ساراتوفا حيث قام ميرزا بنقل رفاته لمكان القب الجديد ودفن هناك .
كما يبدو كان المرحوم يحس بموعد رحيله من خلال الأطباء لذلك كان يستعجل ببناء القب الذي كان يشرف بنفسه على بنائه ,فقد كان يأتي بين الحين والآخر من روسيا لرؤية ما يجري حتى تم بناء القب ,وبعد اتمام البناء دعا الإيزيديين من مختلف انحاء العالم لحضور افتتاحه وبذلك جمع الإيزيديين قبل وفاته كما جمعهم بعد وفاته ,فبعد انهاء بناء القب توجه لدولة ألمانيا ولمدينة مونشين (ميونخ)بمقاطعة باير (بافاريا) حيث تم اجراء عملية جراحية له وكما يبدو كانت صعبة ’وبعد الإنتهاء من العملية تعرض لوعكة صحية وتدهور صحي وفارق بذلك الحياة وكان ذلك في 3-11-2019م ونقل جثمانه إلى دولة ارمينيا ودفن بفناء القب الكبير (نورا طاووسي ملك ) ووري الثرى في 7-11-2019م .
نتيجة ما قام به هذا الشخص صار الشعب الإيزيدي مدينا له ,لذلك أقام الإيزيديون العزاء على روحه بكل مكان تواجدوا فيه بالعالم .
رحمه الله
رحمه الله على روحه الطاهره
ليكن قدوةً لنا ونقتدي به رحمه الله رحمةً واسعة, لعله يكون دافعاً يُحرّكنا إلى ما هو مفيد للئيزديين , ودرساً للأثرياء كي يعلمو أنهم لن يأخذو معهم من المال أكثر مما أخذه المرحوم معه وأن المال الذي سيمتلكونه إلى الأبد هو ما يُخلفه المرء من الذكر الطيّب الذي نحن الآن نعبر عنه بأقلامنا ولساننا في كل مكان عسى أن نوفّيه بعض جهوده وتضحياته رحمه ثانيةً وثالثةً وإلى الأبد
صدقت بكلامك ونعم الكلام اخ حجي علو