منذ الاول من أكتوبر ثارت الجماهير العراقية ونزلت الى الشارع تحت شعار نريد وطن ومنتفضين على العملية السياسية الحالية والاحزاب المتأسلمة التي سرقت قوت الشعب منذ 2003 اي منذ 16 عاما لم يقدموا أي أنجاز للجماهير بل سرقوا قوت الجماهير وجوعوهم وحرموهم الامن والامان ومن أبسط الخدمات وتوفير الحياة الحرة والكريمة للمواطنين .
حاولت ومازالت أحزاب السلطة ركوب موجة الثورة الشعبية وأرسلت أزلامها للعبث بالثورة وسموهم الثوار ( بالمندسين ) ولكن دون جدوى , ومع أزدياد ضغط الشارع ونزولا عند رغبة المرجعية أستقالت حكومة عادل عبدالمهدي وقبلت رئاسة الجمهورية هذه الاستقالة على أن يكلف عبدالمهدي بحكومة تصريف أعمال , وخلال 15 يوما يكلف رئيس الجمهورية احد السياسيين من الكتلة الاكبر لتشكيل الحكومة المقبلة على ان لا يتجاوز 30 يوما لتقديم أعضاء حكومته للبرلمان العراقي والموافقة عليها .
لكن المتظاهرين رفعوا شعار أستقالة رئيس الحكومة المقبلة من باب الاحتياط , ولسان حالهم يقول نريد وطن بدونكم أي بمعنى الثوار متمسكين برحيل الاحزاب السياسية المتأسلمة والمشاركين في العملية السياسية منذ 2003 , هذا أربك أعوان الميلشيات الوقحة وبدأوا بخطف الناشطين وتعذيبهم وقتلهم , وقتل الكثيرين من الثوار دون هوادة وصل الى أكثر من 500 ضحية من الشباب والشابات وأكثر من 20 ألف جريح وفي أزدياد مع تمسك الاحزاب بمواقعها وترديد ( ما ننطيها ) وترديد الثوار أيضا ونحن ما ( ننطيها ) .
مع صمود الثوار ووصول قاسم سليماني الى بغداد للمشاركة في عملية تشكيل الحكومة المقبلة ورئيسها والذي يعتبر تدخل مباشر سافر في الشأن العراقي والحراك الجماهيري , وعبر الحراك عن رفضه لهذا التدخل ورفضه للحكومة الجديدة ومتمسكا بمطالبه الرامية الى رفض العملية السياسية وألاحزاب المتأسلمة المتمسكة بالسلطة .
ومع أستمرار التظاهرات وبتدبير من قاسم سليماني قامت المليشيات الوقحة من حزب الله والعصائب وبدر وغيرهم وباشراف سليماني بالهجوم الغادر على الثوار في ساحة الخلاني وجسر السنك وكراجه
محملين على بيكبات وكوسترات وأستخدام الطلق الحي وباسلحة رشاشة لغرض ضرب الحراك والقضاء عليه , مما أسفر عن سقوط 25 شهيدا و125 جريح وأنسحاب الثوار مؤقتا من مواقعه , وبعد النداء للجماهير الخروج ومؤازرة الثوار لبى النداء الالا ف وذهبوا الى الساحات لمؤازرة أخوانهم في ساحة الخلاني والسنك وساحة التحرير .
هذا التدخل الايراني السافر وباشراف سليماني لقتل الجماهير العراقية المنتفضة , جعلت الادارة الامريكية تخرج عن صمتها والطلب للامم المتحدة الاجتماع وفرض عقوبات على بعض قادة المليشيات الوقحة المشاركين في الهجوم على الجماهير العراقية المنتفضة , ودليل على أن الجماهير صامدة ومصرة على مطالبها المشروعة مما حدى بالادارة الامريكية كسر حاجز الصمت والتنديد بالعملية وأيضا مشاركة الاتحاد الاوروبي في التنديد بالهجوم على المتظاهرين السلميين .
مع أستمرار الصمود الجماهيري فرض على اعوان العملية السياسية واقع لا يحسد عليه وأربكأت الاحزاب المتأسلمة وأعوانهم ويحاولون أن يجدوا مخرجا من عنق الزجاجة مستخدمين كل الوسائل الشيطانية للخروج من المأزق الذي أوقعوا أنفسهم فيه .
لكن هل هذا هو الهجوم الاخيرمن المليشيات الوقحة على المتظاهرين السلميين ؟
الجواب كلا … الهجوم الميلشياوي الوقح سيستمر حتى انهاء التظاهرة السلمية أو حتى جر المتظاهرين الى تظاهرة مسلحة بغية النيل منها والخروج عن سلميتها .
وفي رأيي التغيير قادم … والنصر حتما حليف الشعوب المناضلة .
خليل كارده