تستمر ثورة الشعب وانتفاضته في وجه السلطة، ومطالبه الواضح والصريح؛ حيث تفترش الجماهير الغاضبة الطرقات والدروب في ساحة التحرير وشوارع مدينة بغداد العاصمة، وفي محافظات الجنوب والوسط، ويطالب بالعيش الكريم ومحاربة البطالة والفساد الإداري والمالي ومحاسبة المسؤولين الفاسدين والفاشلين.
إلا أن تكتيك الأحزاب السياسية المتنفذة التي ادعت الى “التظاهرات المضادة”، الذي اتبعته في ساحة التحرير بالعاصمة العراقية،. بعد ان ألتجئت مليشياتها الى الهجوم المسلح على المتظاهرون قرب جسر السنك وساحة الخلاني، وسط بغداد، وتسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى. بعد تجريد القوات الأمنية من سلاحها .. أي بمعنى اعطاء الضوء الأخضر للخارجين عن القانون بقتل المتظاهرين العُزّل !!!
عندما أيقنت الاحزاب المتنفذة أن ساحات الاحتجاج عبر البلاد لا تهتم لمشاورتها السياسية التي تدور منذ أيام خلف كواليس، لاختيار خليفة لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، إلى أن الشارع العراقي سيرفض كل مخرجات المفاوضات السياسية، بما في ذلك رئيس الحكومة الجديد، الذي يراد له أن يخرج من أوساط المتظاهرين أنفسهم.
فان المنتفضين يؤكدون أنهم يريدون في تغيير النظام السياسي للبلاد بكل مؤسساته دون استثناء وعلى رأسها المؤسسات التي تؤصل لنفوذ الإحزاب داخلها على توازن المحاصصة. لذلك لجأت الأحزاب السياسية المتنفذة إلى تكتيك “التظاهرات المضادة” وبث الاشاعات لتشويه الانتفاضة السلمية، وللتغطية على جرائم النظام.
بعد فشل تجربة التظاهرات المضادة، التي نفذتها الأحزاب الحاكمة، في إجهاض حركة الاحتجاج الواسعة ضد الفساد وسوء الإدارة والمحاصصة، تختبر السياسين نموذجاً جديداً يقوم على فكرة “التوازن الاجتماعي” في ساحات التظاهر. بالسعي إلى السيطرة على ساحة التحرير، معقل الاحتجاجات في بغداد،، على اعتبار أن المحتجين لا يمثلون الشعب العراقي كله، ومحاولة فض الاعتصامات فيها بذريعة وهمية القضاء على المندسين وطردهم.
في هذا السياق، تشجع الأحزاب السياسية المتنفذة جمهورها، على النزول إلى الساحات، ومحاولة خلق التوازن مع المتظاهرين الموجودين فيها منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، من خلال رفع شعارات باسم المرجعية. وكذلك رافعين شعارات ليست مألوفة، من قبيل الموت لـ “حزب البعث” و”داعش” والولايات المتحدة وإسرائيل، وكان البعض ملثمون يحملون أسلحة رشاشة ويقفون عند مداخل الساحة تهيياً للاعتداء على المنتفضين الحقيقيين ضد الحكومة الفاسدة والفاشلة. بهدف إشاعة الرعب في صفوف المحتجين لتفريقهم وافشال مساعيهم .. ما أثار استغراب المتظاهرين المعتصمين في ساحة التحرير.