أن بقاء الشعوب على ماهي عليها ومنذ قديم الزمان والتواصل مع مسيرة الحياة الأجتماعية والدينية المتشعبة بالفترات المتوالية المختلفة فترة بعد أخرى ومواجهة الحياة خلال تلكم الفترات والى يومنا هذا بالتأكيد انها فترات ليست بالسهلة ولكل كنها احكامها ونتائجها اذا تمعنا التفكير والنضر فيها هناك شاهد وحيد على كل ذلك العادات والتقاليد المتوارثة والباقية على أرض الواقع الى يومنا هذا , نعم الديانة الأيزدية لها قوانين عادات وتقاليد محصنة بالأيمان و منذ الأزل , تواصل الأيزدية مع الحياة و الحفاظ على أصالتهم وتاريخهم على الرغم من كل المواجهات والعراقيل والعقبات التي وقفت ضدهم سبق لنا أن تحدثنا عن البعض من هذه العادات والتقاليد في حلقات سابقة واليوم نتحدث عن البعض الأخر منها ، أننا اليوم على أبواب ( صوم أيزي ) أعاده الله علينا جميعا باليمن و والبركة وهي مناسبة عزيزة على قلوب جميع الأيزديين ، الصوم فريضة من فرائض الحقيقة في الديانة الايزدية وسط عادات وتقاليد اجتماعية جميلة ، مع قدوم ايام صوم أيزي وهي ثلاث أيام الثلاثاء الأربعاء والخميس ويوم الجمعة عيد الصوم حيث يصادف الاسبوع الاول من شهر كانون الأول حسب التقويم الشرقي أعاده الله على المجتمع الأيزيدي بالخير والبركات انشالله ، كيف كانت أيام الصوم قديما وكيف هي اليوم ، قديما كانت الحياة لها طعمها الخاص على الرغم من صعوبتها ، حيث كانت تلك الأيام يغلب عليها طابع البساطة من حيث العيش مع الطبيعة ومن حيث تهيئة الأرض والحراثة والزراعة ومتابعة ذلك لحين موعد الحصاد وبأبسط الآلات والادوات , ومن جانب اخر تربية المواشي للاستفادة منها في جميع النواحي .مع قدوم صوم أيزي تتهيأ العوائل الايزيدية للصوم بأيام عديدة حيث يصومون اياما عدة الى ان يحين موعد الصوم الرسمي ( صوم ايزي ) حيث يصوم الايزيديون ثلاثة ايام وهي الثلاثاء والاربعاء والخميس واليوم الرابع وهو يوم الجمعة وفيه يحتفل الجميع بعيد الصوم , ولكن قبل بدء الصوم بعدة ايام تتم التحضيرات وهي تحضير المواد والاكلات الخاصة بالصوم وقبل بدء الصوم بيوم او يومين يقوم الجميع بنحر الذبائح , وخلال ايام الصوم وقبل السحور ( الباشيف ) وقبل الفطور( فتاربون ) تقوم اغلب العوائل بتحضير بعض الاكلات في سفرة خاصة ( زاد ) واخذها الى بيت احد الجيران وخاصة الفقراء منهم ترحما على ارواح موتاهم ولتعميق العلاقات الأجتماعية بين سكان المحلة الواحدة , وكذلك تقوم بعض العوائل بدعوة الجيران والاصدقاء والاقارب لتناول وجبة السحور معهم ( الباشيف ) او وجبة الفطور (فتاربون) وقبل الفطور يقوم الايزيدي بزيارة المزارات والاماكن المقدسة وكل واحد في منطقته ثم يتوجه الجميع الى بيوتهم لتناول الفطور حيث يغتسل الايزيدي وبعد ذلك يتوجه بالدعاء الى الله تعالى داعيا الخير ثم وبعد غروب الشمس يقوم الايزيدي بتقبيل ( البراة ) وعند بدء الفطور يقبل رغيف الخبز والذي هو نعمة من نعم الله تعالى وخلال ايام الصوم تقوم النساء بتحضير نوع خاص من الخبز وهو ( صوك ) وكذلك عمل الكاد و الكليجة وحلويات العيد ، يذكر أن الشباب اليافعيين خلال أيام الصوم كان يذهبون مع غروب الشمس الى أطراف القرية للعودة بالمواشي من الأبقار والأغنام والماعز الى الديار ويفوتهم موعد الإفطار لحين الوصول إلى البيت فيأخذون معهم خبز الصوك الخاص بهذا العيد ليفطروا في الطريق الى البيت ومعهم مواشيهم . في صباح يوم العيد وبعد شروق الشمس يتوجه الايزيدي الى مزار القرية وهناك يتبادلون تبريكات العيد بعبارة ( صبا وه ب خير عيدا وه بيروزي بت ) ثم يتوجهون الى بيوت الاصدقاء والاقارب والجيران لمعايدتهم اما فطور يوم العيد فعلى الاغلب يتكون من اكلة الكبة ( كتلك ترشك ) وكذلك يقوم الشباب و الاطفال بالتوجه الى بيوت القرية افرادا وجماعات لتهنئتم بقدوم العيد حيث تزهو الازقة والشوارع بأبهى حلة حيث الاطفال مرتدين ملابس العيد وهم فرحين مرحين بقدوم العيد محيين بعضهم البعض , وبعد الغداء تقوم النساء بزيارة بيوت الجيران والاقارب لتهنئتهم بيوم العيد وتستمر الزيارات حتى وقت الغروب ، كما لاتخلوا العيد من الفرح والابتهاج والتجمهر وسط القرى والقصبات والمجمعات السكنية الايزدية للتعبير عن مدى أهمية عيد صوم ايزي عند الايزديين أعاده الله وطاوسي ملك على الجميع بالخير واليمن والبركات .اما اليوم وبعد توزيع الايزديين بين جميع دول العالم تقريبا فأنهم مازالوا متمسكين بعبادتهم وعاداتهم وتقاليدهم الدينية والاجتماعية أينما كان نعم انهم يصومون ويحتفلون بالأعياد والمناسبات رغمأ عن الفرمانات وبعد المسافات بينهم .
أيزي من أسماء الله و أيزدي الإنسان الذي يعبد للله و يؤمن بطاوسي ملك :
سلتان ئيزى بخؤ بةدشايه
هه زار وئيك ناف ل خؤ دانايه
نافئ مةزن هةر خودايه