لقد اختلطت الامور في العراق بعد دخول قوات الاحتلال واستلام بريمر الحكم واعتماده على العراقيين الذين دخلوا حدود العراق على ظهر الدبابة الامريكية ومجلس الحكم المؤقت وما رافق فترة حكم بريمر الحاكم العسكري الذي حل الجيش العراقي والذي كان يعتبر من الجيوش القوية في العالم وكل القوات ألأمنية وكل الوزارات عدا وزارة النفط وفتح حدود العراق ودعا قوات القاعدة لمواجهتها في العراق , القصة معروفة بما فيها وكيف تعامل برايمر مع الجيش العراقي وتشكيله جيشا جديدا والمعروف بجيش الدمج وضباط الدمج بحيث نرى شبابا برتب فريق ولواء ,وقد استطاع الجيش الجديد اكتساب الخبرة في القتال اثناء قيامه بمحاربة الدواعش الظلاميين وانتصاره عليهم بمساعدة قوات الحشد الشعبي والبيش مركة وقوات العشائر المسلحة والشرطة الاتحادية هذه نظرة سريعة الغرض منها الدخول الى الموضوع الذي احب ان ادخل فيه وهي ربما لا تعجب البعض من الناس واعتقد بانهم اقلية قليلة استفادت من خيرات بلاد الرافدين بلا ان تكون لها اية مؤهلات حرفية مهنية فئات اصبحت تملك المليارات من الدولارات الامريكية سرقت ثروات العراق ثروات الفقراء والذين يبحث الكثير منهم عن عيشته في المزابل وجمع النفايات والذين يسمونهم بالمتجاوزين وتم طرد الكثير منهم بقوة السلاح بدون تقديم البديل ليضمن لهم وجودهم وطريقة التعامل مع اصحاب الشهادات العالية بواسطة خراطيم المياه الحارة والتي تحتوي على مواد كيمياوية لقد كانت هذه الاسباب احدى العوامل التي اغاضت المنتفضين مع العلم بان المنتفضين ليسوا اولاد اليوم فالكثير منهم اشترك في تظاهرات الاعوام الماضية 2011 و 2014 و 2015 فهم ليسوا جدد في قواعد النضال من اجل مصالح الشعب المسروق وهم اصحاب مباديئ نبيلة وهم اناس مستعدون لتقديم التضحية حتى الشهادة من اجل العراق . اليوم يتعرض الثوار للقمع المفرط من قبل ارهاب الدولة وقد وصل عدد الشهداء الى ما يزيد على الخمسمائة وعدد المصابين يزيد على التاسعة عشر الف مصاب وثلاثة الاف معوق . تقف الحكومة العراقية مكتوفة اليدين امام ما حصل في يوم الجمعة قبل ثلاثة ايام من مجزرة تم فيها استشهاد ما يزيد على الخمسين شهيدا ومائة واثنين وثلاثين مصابا يموت البعض منهم نتيجة اصاباتهم البليغة وقد سبق ان حصلت مجزرة في الناصرية قبل اسبوعين تم فيها قتل 230 مواطنا كانوا نائمين على جسر الزيتون وقد كان ألأمر الفريق جميل الشمري الذي سبق وان اغتال عددا من المواطنين البصريين ونقله عبدالمهدي الى الناصرية , المعروف ان المجزرة في السنك حدثت بغياب القوى ألأمنية فكيف دخلت هذه السيارات البيك اب محملة بعشرات المسلحين والعجيب ان تقوم القوى المسؤولة باطفاء الكهرباء في ساعة الهجوم بالاسلحة المتوسطة وهذه الامور لها دلالة كبيرة على ان جهات حكومية اشتركت في المجزرة القذرة . ان هذه الثورة المجيدة عجلت في تحريك القضاء في عملية استقدام وزراء سابقين ومحافظين سابقين ومدراء عامين في قضايا الفساد وطبعا المنتفضين لا يكتفون بهذه الاستدعاءات فهم يريدون ان يقضى على الفساد من قمته مثلا استدعاء من كان السبب في سقوط الموصل ومحافظة نينوى ومجزرة سبايكر بالاضافة الى تبديل قانون الانتخابات وتغيير مفوضية الانتخابات (المستقلة) وتعديل الدستور واجراء انتخابات مبكرة . لقد قام المنتفضون بالقيام بحملة تشجيع الصناعة المحلية مكتوب عليها صنعت في العراق والمعروف ان الموصل لوحدها كانت تملك 350 مصنع والان لا يتعدى عددها اصابع اليدين وتشجيع الزراعة وقد كانت هناك دعوة من قبل الثوار بعدم شراء البضائع الاجنبية وكذلك شراء الانتاج الزراعي المحلي وقد استجاب المزارعون ونزلت الطماطة والباذنجان والبصل ومعظم المنتوجات الزراعية الى الاسواق وباسعار مناسبة واستجاب المواطن العراقي بعدم شراء البضائع الاجنبية , ان من يراقب الامور يعرف مدى حقد الحكام العراقيين على ابناء جلدتهم طبعا لهم كومشنات في ادخال البضائع الاجنبية وحصة في المغانم , ان جميع المؤشرات تدل على ان الثوار حريصون على مصلحة الشعب وهم فرسان يملكون الشهامة والمروءة ولا تهمهم مصالحهم الشخصية بل يفضلون المصلحة العامة ,فاذا كانت الاحزاب الفاسدة تراهن على الوقت فالثوار لا يهمهم البرد والمطر فهم لم يبالوا بالرصاص الحي والدخانيات والقنابل الصوتية وضرب السكاكين وعمليات الاغتيال والاغتصاب والخطف وهم يمثلون المستقبل لعراق تعلو فيه كلمة الوطن على كل المسميات الطائفية والمحسوبية والمنسوبية وفيه العدالة الاجتماعية القانون السائد ويكون فيه السراق خلف القضبان وترجع المليارت من الدولارات الى الخزينة العراقية فلا مزاد للعملة بعد اليوم ولا الطرق الملتوية وما اكثرها بعد اليوم.
طارق عيسى طه
طارق عيسى طه