بعد أن تجاوز نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية كل الحدود والمقاييس المعروفة من حيث ارتكاب الجرائم والمجازر والانتهاكات بحق الشعب الإيراني، وبعد أن أوصله إلى ما دون خط الفقر والمجاعة وأرهق كاهله بقائمة كبيرة جدا من المشاكل والأزمات التي لا تعد ولا تحصى، وبعد أن لم يبق أسلوب أو طريقة في ممارسة مختلف أنواع القمع والتنكيل بهذا الشعب، وبعد أن لم يبق في يد هذا الشعب ما يفقده سوى القيود التي كبلها به هذا النظام القرووسطائي، فإن الشعب الإيراني وكما يبدو من خلال استمرار واحتدام تحركاته ونشاطاته الاحتجاجية المتصاعدة يوما بعد يوم، حزم أمره بمواجهة هذا النظام والتصدي له حتى حسم الأمر وإنهاء حكمه اللاإنساني وهو ماقد لمسه العالم من خلال إنتفاضة 15 نوفمبر/تشرين الثاني2019، والذي أکد حقيقة إصرار الشعب على مواصلة مشواره ضد النظام حتى النهاية.
هذه الانتفاضة الشجاعة التي لا يمكن أبدا فصلها أو عزلها عن نشاطات وتحركات المقاومة الإيرانية في داخل إيران وفي سائر أرجاء العالم بأي حال من الاحوال، بل إن هناك علاقة ورابطة جدلية قوية ومحكمة بين الشعب والمقاومة الإيرانية حيث يستمدان القوة والعزم والاستمرارية والتواصل من بعضهما، وهذه الخصلة ترعب النظام وتجعله يشعر بالهلع، لاسيما أن هذه الانتفاضة تطغى عليها شعارات معادية للنظام يتم ترديدها وهي “أي الشعارات” متطابقة تماما للنهج السياسي ـ الفكري الذي تسير عليه المقاومة الإيرانية خصوصا بعد مهاجمة عدد کبير من القواعد العسکرية والمراکز والاماکن الامنية.
كما أن هذا النظام القمعي قد راهن منذ اليوم الأول لمجيئه على مبدأ القوة وسعى ويسعى من أجل أن يحكم الشعب الإيراني بيد من حديد، فإن الشعب والمقاومة في الطرف الآخر للمعادلة صمما على الاستمرار في الانتفاضة وفي التحركات والنشاطات السياسية المعارضة له على مختلف الاصعدة والتي صارت تلفت الأنظار إليها بقوة وتعطي انطباعا للعالم بأن إيران باتت تسير صوب مفترق حساس حيث سيحسم فيه ليس أمر هذا النظام إنما نهايته.
الأوضاع السلبية المتفاقمة على مختلف الأصعدة وفشل النظام في التصدي لمعالجة مشاكله وأزماته الحادة واشتداد نقمة وغضب الشعب الإيراني ضده في هذه الانتفاضة العارمة، أمور لم تعد تسمح لهذا النظام بالاستمرار في مناوراته وحيله المخادعة والتمويهية، بل وصل مسؤولوه الى المحطة التي يجب فيها أن يدفعوا ثمن شر أعمالهم رغما عنهم خصوصا وإن المجتمع الدولي قد يعلن عن رفضه وإدانته بقوة للاساليب القمعية التي إتبعها النظام مع هذه الانتفاضة والمطالبة بالکشف عن أعداد الضحايا والتي تجاوزت ال1000 فردا إضافة الى آلاف المصابين والمعتقلين، وإن الايام القادمة لايمکن أبدا أن تحمل أية أنباء تبشر بالخير لهذا النظام بل إنها ستکون في صالح هذه الانتفاضة وذلك النضال!