أعدم متظاهرون في بغداد، اليوم الخميس، مسلحاً بعد أن وثقوا إطلاقه الرصاص عليهم، وتسببه بمقتل عدد منهم.
ووثق المتظاهرون عبر مقاطع فيديو مسلحاً يطلق عليهم الرصاص من على أسطح دور مجاورة لساحة الوثبة في بغداد، التي تحولت مؤخراً إلى موقع للتظاهر على امتداد ساحة التحرير.
وقال متظاهر يدعى يوسف حسين، شهد الحادث: إن “المتظاهرين يتعرضون منذ أيام لعمليات قتل مجهولة المصدر، لكن جميع الأدلة تشير إلى أن القاتل يختبئ في موقع قريب”.
وأضاف: “اليوم منذ الفجر انكشف وظهر للعلن، وكان يطلق النار باتجاهنا، وتسبب بمقتل وإصابة نحو 20 متظاهراً”، مفيداً أن “نحو 11 متظاهراً قتلوا، وربما عدد القتلى أكبر من هذا الرقم”.
فيديو يظهر لحظة محاصرة مطلق النار على المتظاهرين وسط بغداد
الفيديو يؤكد أن الشخص مسلح وكان يطلق النار، لكن كان من المفترض أعتقاله والتحقيق معه وعرض اعترافاته على الرأي العام.
المعتصمون في ساحة التحرير أصدروا توضيحا أكدوا فيه حرصهم على سلمية التظاهرات ورفضهم للقتل والتنكيل pic.twitter.com/cRbZgge8zb— عمر الجنابي (@omartvsd) December 12, 2019
وتابع يقول: “توضح أن الشخص المسلح اسمه هيثم علي، وهو ينتمي لمليشيات مسلحة؛ فقد عثر المتظاهرون عند الهجوم عليه وتفتيش بيته على أسلحة وأعتدة مختلفة، وقال جيرانه إنه معروف بانتمائه لفصيل مسلح تابع للحشد الشعبي”.
وأشار يوسف إلى أن من اعتقل هيثم وأعدمه هم “منتمون للتيار الصدري الذين يتكفلون بحماية المتظاهرين”.
وأوضح: “كانوا ينوون حرق جثته والتمثيل بها، لكن المتظاهرين اعترضوا حتى على قتله؛ تحسباً لاستغلال الإعدام من قبل الحكومة لقمعهم”، مبيناً: “لم يكن قد توفي بعد حين علقوه على عمود للإنارة، لكنه توفي بعد ذلك”.
من جانب ذي صلة قال صحفي مقرب من الحشد الشعبي: إن “هيثم علي الذي قتل من مواليد 2002، وكان كبش فداء لمجموعة مسلحة هي من قامت بعمليات القتل”.
وأكد الصحفي الذي طلب إخفاء هويته لـ”الخليج أونلاين” أن “مليشيا بدر هم وراء عمليات القتل هذه، واستغلوا هيثم الذي ينتمي للحشد الشعبي، وبيته القريب من مواقع التظاهر لتنفيذ مهامهم”.
وبحسب عدد من الناشطين اتصل بهم مراسل “الخليج أونلاين” فإن من قاموا بعملية المداهمة والقبض على هيثم ليسوا متظاهرين بحسب ما أشيع عنهم، بل “مليشيات”، مشددين على أن جميع المتظاهرين يرفضون أي عمل تخريبي أو يجلب الأذى لآخرين وإن كانوا يواجهونهم بالقمع، بحسب قولهم.
وقتل أكثر من 400 متظاهر وأصيب أكثر من 18 ألفاً آخرين، في التظاهرات التي تشهدها البلاد منذ أكتوبر الماضي، ويطالب المتظاهرون بتغيير شامل للحكومة وإجراء انتخابات نزيهة لا تشارك بها الوجوه السياسية التي شهدتها العملية السياسية منذ 2003.