بكل تأكيد ان الانسان الوطني , الذي يحرص على ابناء العراق , يرفض ويدين ويستنكر بأشد العبارات , الجرائم التي حدثت في اليومين الاخرين , من اعمال عنف وجرائم بشعة , والتمثيل في الجثث وهي من اخلاق الجبناء , وليس من اخلاق الانسان الشجاع . ولكن لابد من طرح السؤال الكبير : لماذا تأتي هذه الجرائم في هذا التوقيت بالذات , وتوصم بفعلها على المتظاهرين ؟ منْ المستفيد والمستثمر والمستغل لهذه الحوادث البشعة ؟ وما الغاية والهدف والطموح في ارتكابها ؟ بعد أكثر من شهرين على التظاهرات الاحتجاجية , واستخدام العنف الدموي المفرط , وبعد ارتكاب مجازر ومذابح بحق المتظاهرين , وبعد بشاعة القتل الدموي . وثورة تشرين متمسكة بسلاحها الفعال السلمية , وبالسلمية وحدها تحقق الثورة اهدافها وطموحاتها , بالسلمية تنهزم الاحزاب وسلطتها الطائفية , بالسلمية الطريق الوحيد لاعادة الوطن الى اهله الشرعيين , وتحقيق مصالح الشعب والوطن . وقد اشاد العالم والمجتمع الدولي ومنظماته الانسانية والحقوقية , بموقف المتظاهرين الشجاع بالسلمية , امام الموت والقتل والاختطاف والاغتيال . لذلك وقف المجتمع الدولي في حماية المتظاهرين السلميين , وشجب الحكومة واجهزتها الامنية في استخدام العنف الدموي , وهدد في مطالبته تجاه الحكومة , في مسؤوليتها في حماية المتظاهرين الذين يعبرون عن حقوقهم الشرعية , وطالبت الدول الكبرى بتقديم القتلة الى المحاكم الدولية بتهمة الاجرام والارهاب والقتل المتعمد , بما فيهم رئيس الوزراء المخلوع عادل عبدالمهدي , بتحميله المسؤولية الكاملة , بالقتل والمجازر والمذابح المروعة التي حدثت , بأعتباره القائد العام للقوات المسلحة . وفرضت وزارة الخزانة الامريكية عقوبات مالية صارمة بحق اربعة من زعماء المليشيات التي شاركت بقتل المتظاهرين , وهددت الاخرين من زعماء المليشيات بقوائم اخرى . لماذا تحدث هذه الجرائم المروعة الآن ؟ , في الظرف والتوقيت بالذات ؟ , في هذه الايام التي تخوض الاحزاب الحاكمة صراع بالخلافات العميقة حول اختيار شخصية رئيس الوزراء الموقت , في الوقت الذي يناقش البرلمان قانون الانتخابي الجديد , وقانون المفوضية الجديدة , ويناقش اضافات جوهرية في تعديل الدستور , تأتي هذه الاحداث المروعة في الوقت الذي تقترب فيه الثورة من تحقيق اهدافها وتطلعاتها . لذلك يطرح السؤال من المستفيد من هذه الجرائم ؟ وكل الامور هي تشير الى الحسم لصالح المتظاهرين السلميين . بدون شك ان هذه الحوادث الاجرامية , هي من نتاج المختبر الامن والمخابرات في خلط الامور بالفوضى , وتخريب انتفاضة الشعب بالتغيير واخمادها واجهاضها كلياً , لتعود الامور الى طبيعتها الى ما قبل الواحد من تشرين , اي ماقبل التظاهرات الاحتجاجية , حتى يختارون شخصية رئيس الوزراء من طينتهم , حتى يكون القانون الانتخابي الجديد على قياساتهم , حتى تكون المفوضية الجديدة من جعبتهم الطائفية . يشغلون الرأي في انحراف وتحريف الحقائق والدوافع , في التهويل والتضخيم هذه الجرائم , وادخلها في مختبر المكائد والدسائس والكذب والنفاق والخداع ,بث السموم ضد المتظاهرين ونعوتهم بشتى النعوت الوضيعة والبذيئة في قنواتهم الفضائية . وما حدث في ساحة الوثبة ومناطق اخرى من حوداث اجرامية هي من صنع المليشيات والاجهزة الامنية .
فقد كانت قيادات الاحزاب الحاكمة , غائبة عن الظهور الاعلامي , بل تخشى الظهور الاعلامي , ولكنها اليوم هم فرسان الظهور الاعلامي ولسانهم عشرة امتار واكثر , من الدس والتهويل والتحريف , والتهديد صراحة بقتل المتظاهرين وافراغ الساحات بالقوة باسرع وقت ممكن , حتى احدهم يصرخ بقوله ( ماذا تنتظرون حتى يعلقوننا على المشانق ) وبعض الاخر يهدد , بأنه جاءت ساعة بجمع القرود ( يقصد المتظاهرين ) في اقفاص مغلقة . و لكن لابد من كشف الحقائق , والمطالبة بتقديم الجناة الى العدالة والقصاص الذين ساهموا بهذه الحودث الاجرامية ( والفيديوهات مكشوفة وجوههم بشكل واضح ) , حتى نعرف من هؤلاء ؟ هويتهم ودوافعهم الاجرامية .
بعض من قيادة الاحزاب كأنه وجد ( كنز سليمان ) يطالب بقمع المتظاهرين وانهى الفوضى من قاذورات القرود , الذين يحاولون تخريب الدولة والمجتمع , ويجب انزال العقوبات الصارمة بحق المتظاهرين , هذا يدل على أن الاحزاب ومليشياتهم , ترعبهم السلمية ويحاولون بشتى الطرق جر التظاهرات الى العنف والفوضى , وازاء هذه المخططات الشريرة , يجب على المتظاهرين تنظيف صفوفهم من المخربين والمندسين وهم من عناصر الاحزاب والمليشيات المرتزقة . ويبقى سلاح السلمية السلاح الفعال للنصر والانتصار
جمعة عبدالله